في حين أن هذا العلاج فعال في الحفاظ على مستويات الهرمونات القاعدية، إلا أنه غير فعال في استعادة القدرة الديناميكية لليودوثيرونين (T3)، وهو أمر ضروري للوظائف البيولوجية الحيوية. وفي هذا السياق، تظهر البيانات السريرية أن نقص T3 يمكن أن يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم، واختلال وظائف القلب، واضطرابات الصحة العقلية الأخرى.
وحول هذا الموضوع قدمت دراسة نشرت في مجلة Advanced Science حلاً مبتكرًا لتحديات زرع ونمو الغدة الدرقية في الطحال. وذلك باستخدام الخصائص الفريدة للطحال، التي تتميز ببنيتها الناعمة وإمداداتها الدموية الغنية، ما ساعد باحثون على اقتراح استراتيجية جديدة لتجديد الغدة الدرقية.
إن العلاج الرئيسي لسرطان الغدة الدرقية، مع وجود 500000 حالة جديدة سنويا، يتركز بالاستئصال الجراحي للغدة الدرقية، وعادة ما يكون مصحوبا بوصفة طبية عن طريق الفم مدى الحياة. كما يمكن لهذا العلاج أن يحافظ على بعض النشاط الأساسي لهرمونات الغدة الدرقية، لكنه لا يستطيع استعادة وظائف الغدة الدرقية الحيوية. لذا، كان زرع أنسجة الغدة الدرقية حلاً مناسبًا لاستعادة وظيفة الغدة بعد استئصالها، خاصة في حالات السرطان في مرحلة مبكرة. يمكن لهذا النهج أيضًا أن يقلل من العيوب المرتبطة بالعلاج بهرمون الغدة الدرقية عن طريق الفم. من ناحية أخرى، من أجل زرع الأعضاء، من الضروري استخدام الأدوية المثبطة للمناعة مدى الحياة، والتي في حد ذاتها لها العديد من العيوب. ومع ذلك، فإن إعادة زرع أنسجة الغدة الدرقية في الموقع لدى المرضى يمثل تحديًا بسبب القيود الجراحية في الدورة الدموية والبنية الوعائية للغدة الدرقية نفسها.
إحدى العقبات الرئيسية أمام التقدم في هذا المجال هي عدم وجود طرق فعالة لإعادة بناء نظام الدورة الدموية المتطور بالكامل على نطاق واسع في جسم الحيوانات البالغة. لأن نظام الدورة الدموية هذا ضروري لدعم تجديد الأعضاء المستهدفة. يتضمن الطب التجديدي استخدام هندسة الأنسجة لإنشاء طعوم من الخلايا والأنسجة التي من المحتمل أن تحل محل الحاجة إلى العلاج بالهرمونات البديلة. ومع ذلك، فإن التجارب السابقة للزراعة الذاتية للغدة الدرقية في الحيوانات والبشر التي تستهدف المواقع العضلية أو تحت الجلد لم تسفر عن نتائج مرضية؛ لذلك، يمكن الاستنتاج أن كفاءة تجديد الأنسجة أو الخلايا تعتمد على عوامل مختلفة، بما في ذلك حالة الأنسجة المزروعة، وموقع وطريقة الزرع. وقد استخدم البروفيسور دونج لي وزملاؤه في جامعة لانكستر السمات الهيكلية الفريدة التي تتمتع بالقدرة على قبول عدد كبير من الخلايا والأنسجة المزروعة كمنصة للتجديد. وقد أدى هذا النهج بنجاح إلى التعافي الكامل لمستويات الهرمون لدى الفئران. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن هذه الطريقة أكثر فعالية من العلاج بالهرمونات البديلة في الاستجابة للأعراض البيولوجية. علاوة على ذلك، أثبت التقييم طويل المدى لآثار العلاج بالهرمونات البديلة أن الغدة الدرقية المتجددة في الطحال أعادت توليد التوسع البيولوجي في الفئران بعد استئصال الغدة الدرقية بالكامل دون أي آثار جانبية، ما يدل على القدرة الكبيرة لهذه الطريقة للتطبيقات السريرية.
على مدى السنوات القليلة الماضية، طورت مجموعة علمية أساليب تقنية لتعديل بنية الطحال في الحيوانات الحية، ومطابقتها مع احتياجات تجديد الأنسجة والأعضاء المستهدفة. أحد الإنجازات البارزة لهذه المجموعة في أبحاثهم السابقة هو التجديد الناجح للكبد في الطحال. يقدم مفهوم تجديد عضو في عضو آخر إمكانية إنشاء مسار تكنولوجي جديد لتجديد الأعضاء الكبيرة والمعقدة. ويتمتع هذا النهج المبتكر بالقدرة على إجراء تحسينات كبيرة في مجال الطب التجديدي. وتتمثل المهمة الرئيسية للطحال في تخزين خلايا الدم. عندما يحتاج الجسم إلى خلايا الدم، يطلقها هذا العضو ويرسلها إلى مجرى الدم. ذلك أن الطحال هو أحد أعضاء الجهاز المناعي في الجسم ويلعب دوراً في تقوية ردود الفعل المناعية ومكافحة الالتهابات.
أ.ش