أمير العلم
حدثنا عن علاقة الشهيد شهرياري مع الشهيد علي محمدي.
أجرى شهرياري حوارات عديدة مع علي محمدي. وكنت استمتع كثيرا بهذه الحوارات عندما كان السيد علي محمدي يأتي من جامعة طهران إلى جامعة الشهيد بهشتي عدة مرات بعد أن ينهي عمله وكان الاثنان يجلسان في غرفتي أو غرفة شهرياري ويتناقشان. كنت استمتع حقًا بذلك و بحل المشاكل فيما بيننا. حيث لم تكن الحوارات عشوائية على الإطلاق. وكان شهرياري حريصًا جدًا على عدم قول أشياء خاطئة ولم يستغب اي أحد في محادثاته. وعندما يقترب موعد أذان الظهر ، كان يغادر بهدوء شديد للوضوء ثم يعود للصلاة. كلما عملنا معًا ، اعتدنا أن نقيم الجماعة معًا. اعتدت على الاقتداء به في الصلاة وكنت اقول له إن دينك وإيمانك أقوى ونطقك أفضل. وكان يحترمني ، حيث كنت اكبر منه سنا بنحو 8 او 9 سنوات ، وكان يعتبرني كأخيه الأكبر وأراد الوقوف ورائي في الصلاة وقال إنك أفضل ، لكننا اتفقنا على أنه يجب أن يقف في الامام وانا اقتدي به في الصلاة.
حدث هذا كثيرًا خاصةً خلال شهر رمضان عندما كنا نفطر سويا. رأيت كيف يتصرف. كان مؤمنًا حقيقيًا وعالمًا تعبويا متدينًا. كنت اعتبره عالمًا تتوفر فيه كافة شروط المرجعية الدينية. لم يكن فقيهًا وباحثًا في العلوم الدينية ، لكنه كان حقًا عالِمًا في أمور مختلفة. أي أنه كان يعرف الكمبيوتر والرياضيات والهندسة النووية والفيزياء وما إلى ذلك ، ولم يكن هناك شيء لا يعرفه. قال أستاذ في جامعة أمير كبير جملة مثيرة للاهتمام حول شهرياري. كان يقول إن السيد الدكتور شهرياري درس وعرف كل شيء بصورة جيدة وقام بتطوير ذلك. اما الاشياء التي لا يعرفها فيعني انه لم يدرسها او يهتم بها في السابق. وكان هذا الأستاذ ، الذي كان أكبر منا ، له مثل هذا الرأي حول شهرياري وقال إنه يعرف و يعي كل مادرسه ثم طورها فيما بعد.
الصورة التي قدمتها هي صورة فريدة ، ومن الناحية العملية ، نادرًا ما نصادف هذه المشاهد حيث يذهب أساتذة من عدة جامعات مختلفة ويجلسون معًا ويحاولون حل مشكلة علمية للبلد معًا.
كانت أخلاقهم وايمانهم عالية بحيث لم يبخلوا بشئ ابدا . السيد الدكتور كوهي لم يكن بخيلاً وأي شخص جاء ولديه سؤال يجيب عليه بسهولة. كنت أيضًا تلميذه وتعلمت منه ألا يكون لدي أي ضغائن وألا أعتقد أن هذا العلم سيصبح مصدرًا للثروة والدخل بالنسبة لي او أحاول الاحتفاظ بالعلم لنفسي. تعلمت منه ومن شهرياري. وكان شهرياري ايضا يتمتع بنفس الصفة. أي شخص يسأل أي سؤال ، إذا كان يعلم ، يجيب عليه .لم يكن يقل دعونا نذهب لنعقد صفقة ما او نوقع عقدا. كان يقول كل ما يعرفه ولم يبخل بشئ ابدا .
