بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إن قطر متفائلة بشأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وتأمل في وقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان، ولكنه أكد عدم وجود أي اتفاق إلى غاية الآن بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والكيان الصهيوني.
ميدانياً، واصلت قوات الاحتلال الصهيوني في اليوم الـ144 للعدوان على غزة، قصفها العنيف على رفح وخان يونس جنوبي القطاع، ودير البلح في الوسط، الأمر الذي تسبب في سقوط شهداء وجرحى معظمهم من النساء والأطفال.
فيما أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- أنها قصفت تجمعا لجنود وآليات الاحتلال جنوب حي الزيتون في مدينة غزة.
من جهته أعلن حزب الله أنه استهدف الثلاثاء قاعدة ميرون للمراقبة الجوية في جبل الجرمق “بدفعة صاروخية كبيرة من راجمات عدة”، في المقابل شنت طائرات جيش الاحتلال الصهيوني غارات على مناطق متفرقة في جنوب لبنان.
*قطر تأمل وقف إطلاق النار في غزة
أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن قطر تأمل أن يتمكن الطرفان من وقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان في غزة، وأشار إلى أن الدوحة “لا يمكنها التعليق” على تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن والتي تحدث خلالها عن إمكانية التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار الاثنين المقبل.
وأضاف الأنصاري في مؤتمر صحفي الثلاثاء بالدوحة: “ندعو جميع الأطراف إلى التهدئة ونسعى للوصول إلى هذا الهدف رغم وجود معوقات”، وأكد أن الجهود مستمرة على مختلف الصعد بشأن الوساطة وتحدث عن تفاؤل في ظل استمرار المفاوضات، و”لكن لا يوجد شيء جديد للإعلان عنه”.
وانتقد المتحدث باسم الخارجية القطرية غياب الضغط الدولي لإدخال المساعدات إلى غزة، في ظل تراجع كمية الشحنات الإنسانية التي دخلت إلى القطاع في الفترة الماضية، وقال: “من المؤلم أن يكون الجانب الإنساني جزءا من المفاوضات”.
*بنود اتفاق مرتقب
وكانت مصادر مطلعة ذكرت لوسائل إعلام أن الكيان الصهيوني وافق على إطلاق سراح 400 أسير فلسطيني بينهم عدد من أصحاب الأحكام العالية، مقابل الإفراج عن 40 أسيرا صهيونيا من النساء وكبار السن.
وأوضحت المصادر أن الكيان الصهيوني اشترط عودة تدريجية للنازحين إلى شمال القطاع باستثناء من هم في سن الخدمة العسكرية.
وأضافت المصادر أن الحكومة الصهيونية قبلت طلب حركة حماس زيادة دخول المساعدات والمنازل المؤقتة للقطاع وإدخال الآليات والمعدات الثقيلة، بالإضافة لإعادة تموضع قواتها العسكرية خارج المناطق المكتظة، ووقف الاستطلاع الجوي لمدة 8 ساعات يوميا.
*الجيش الصهيوني يقرّ بإصابة 7 جنود
بينما تواصل المقاومة تصدّيها للقوات الصهيونية المتوغّلة في القطاع، موقعةً في صفوفها الخسائر الفادحة في العتاد والأرواح، أقرّ “الجيش” الصهيوني، الثلاثاء، بإصابة 7 عسكريين في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وخلال الساعات الأخيرة، أكّدت وسائل إعلام عبرية، حصول “حادث صعب في غزّة”، وقالت إنّه “يجب الصلاة من أجل الجنود”، ونشرت مشاهد لنقل مصابين من “جيش” الاحتلال.
وصباح الثلاثاء، أفاد مصدر في المقاومة من حي الزيتون أنّ “جيش الاحتلال فشل لليوم التاسع في التقدم باتجاه وسط الحي”.
وأكّد المصدر أنّ مقاتلي المقاومة “أقرب إلى العدو مما يتوقع، وهم يتابعون تحركاته ويستهدفونه بالأسلحة المناسبة”.
*حصيلة العدوان على غزة تقارب 30 ألف شهيد
من جهتها أفادت وزارة الصحة في غزة بارتفاع عدد ضحايا العدوان الصهيوني على القطاع إلى 29 ألفا و878 شهيدا، و70 ألفا و215 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
يأتي ذلك في حين يتواصل القصف الإسرائيلي واستهداف المدنيين في مناطق عدة من القطاع، حيث شن جيش الاحتلال غارات جوية في محيط مدينة غزة صباح الثلاثاء.
وأشارت وزارة الصحة في غزة -في تقريرها الإحصائي اليومي- إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني ارتكبت 11 مجزرة ضد المدنيين في القطاع، راح ضحيتها 96 شهيدا و172 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.
*اشتباكات في مخيم الفارعة ومدينة طوباس في الضفة
بالتزامن استشهد، فجر الثلاثاء، 3 شبان برصاص الاحتلال الصهيوني خلال اشتباكات اندلعت في مخيم الفارعة ومدينة طوباس في الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت مصادر في الهلال الأحمر، عن استشهاد قائد كتيبة طوباس – التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أحمد دراغمة إضافة إلى الشابين أسامة جبر الزلط ومحمد سميح بيادسة، وإصابة 3 آخرين برصاص الاحتلال في مخيم الفارعة. وكانت قوات الاحتلال اقتحمت المخيم برفقة عدّة جرافات، ونشرت قناصتها في أكثر من مكان، وسط اشتباكات وانفجارات سمعت بالمخيم، أدت إلى ارتقاء الشابين الزلط وبيادسة.
واقتحمت قوة من الاحتلال مدينة طوباس، اندلع على إثر ذلك اشتباكات في المدينة، أدت إلى ارتقاء الشاب دراغمة بعد إصابته الحرجة برصاص الاحتلال. وقالت مصادر في الهلال الأحمر :”إن الاحتلال أعاق عمل طواقمه في مخيم الفارعة، ومنعه من نقل جثمان الشهيد أسامة إلى المستشفى”.
كما قال نادي الأسير الفلسطيني إن قوات العدو الصهيوني اعتقلت 15 فلسطينيا على الأقل، منذ مساء الإثنين إلى صباح الثلاثاء بالضفة الغربية، مما يرفع حصيلة المعتقلين إلى نحو 7270 منذ السابع من أكتوبر الماضي.
*قصف متبادل بين حزب الله والجيش الصهيوني
وفي الجبهة الشمالية أعلن حزب الله أنه استهدف الثلاثاء قاعدة ميرون للمراقبة الجوية في جبل الجرمق “بدفعة صاروخية كبيرة من راجمات عدة”، في المقابل شنت طائرات جيش الاحتلال الصهيوني غارات على مناطق متفرقة في جنوب لبنان.
وقال الحزب إن الاستهداف يأتي ردا على الغارتين الاسرائيليتين على بلدة بوداي في محيط مدينة بعلبك شرقي لبنان.
وأفادت وسائل إعلام في لبنان بإطلاق 40 صاروخا من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى.
بدورها، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن عشرات الصواريخ سقطت على قاعدة ميرون شمال غرب مدينة صفد، حيث تقع واحدة من أهم القواعد الجوية للرصد والمراقبة، مشيرة إلى أن صفارات الإنذار دوّت مرات عدة في بلدات “سعسع” و”كفار حوشن” و”دوفيف” و”سفسوفة” بالجليل الأعلى.
وكان حزب الله أعلن مساء الإثنين أنه قصف مقر قيادة فرقة الجولان التابعة للجيش الصهيوني بعشرات الصواريخ، ردا على استهداف الطيران الإسرائيلي مواقع تابعة له في بعلبك شرقي لبنان.
في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الصهيوني إن طائرات إسرائيلية شنت غارات على موقع إطلاق قذائف في منطقة كوكبا جنوبي لبنان، حسب تعبيره.
وقال مصدر محلي إن الطائرات الإسرائيلية أغارت على بلدات المنصوري وجبشيت والبيسارية في جنوب لبنان.
وأضاف أن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف محيط بلدات بالجنوب اللبناني، من بينها بلدة يارون ومنطقة تلة الحمامص.
كما استهدف حزب الله التجهيزات التجسسية في موقع الرمثا بمزارع شبعا المحتلة، وحقق إصابة مباشرة.
وفي سياق متصل، قال الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله “عندما يتوسع الاعتداء الإسرائيلي سنوسّع ردنا لمنعه من أن يتمادى ويحقق أهدافه”.
بدورها دعت قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان “يونيفيل”، جميع الأطراف لوقف الأعمال العدائية لمنع مزيد من التصعيد على حدود لبنان وفلسطين المحتلة.
*الكيان الصهيوني يرد على العدل الدولية
في سياق آخر قالت الإذاعة الإسرائيلية الثلاثاء إن تل أبيب بعثت ردها إلى محكمة العدل الدولية بشأن دعوى الإبادة جماعية المقدمة ضدها من جنوب أفريقيا، مؤكدة أنها لم تخالف مبادئ القانون الدولي في قطاع غزة.
وأكدت” إسرائيل” في تقريرها أن عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة لا تشكل إبادة جماعية، وأنها لا تعدّ هذه العمليات العسكرية من اختصاص المحكمة، حسب تعبيرها.
وكانت جنوب أفريقيا قد تقدمت في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، بدعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية للحكم على تصرفات الكيان الصهيوني في غزة بأنها إبادة جماعية، وإصدار أمر يجبرها على سحب قواتها.
د.ح