فيما إنطلقت في المناطق الجنوبية الشرقية للبلاد لشحذ جاهزية الجيش..

“ذو الفقار”.. رسالة إقتدار للمنطقة وتحذير للدخلاء

التمرينات تجري بمشاركة غواصات ومسيّرات وتشمل التدريب على عمليات جمع المعلومات عن القوات المهاجمة..

انطلقت فجر الجمعة، مناورات “ذوالفقار 1401” المشتركة لجيش الجمهورية الاسلامية بكلمة السر “يا زهراء (س)”، في المناطق الجنوبية الشرقية للبلاد وشرق مضيق هرمز إلى شمالي المحيط الهندي، وتستهدف التدريبات تحسين مهارة قوات الجيش في البر والبحر والجو، ولكنها تتميّز عن سابقاتها بأنها تضع في هذا العام إجراء العمليات في بيئات خاصة بما في ذلك البيئات الملوثة بالعوامل الكيميائية والميكروبية والنووية، والحرب الإلكترونية، والظروف الجوية السيئة نصب أعينها.

وفيما تأتي المناورات وسط تصعيد غير مسبوق من قبل أعداء البلاد على مدى الأشهر الأخيرة، حيث أقدمت أمريكا والكيان الصهيوني خلال الاعوام الماضية على تكثيف هجماتهم العدائية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، وكان آخرها إجراء مناورات جوية مشتركة بين بين العدو الصهيوني وامريكا، تحاكي ضربات هجومية ضد البرنامج النووي السلمي لايران، ناهيك عن التحركات المعادية بالقرب من المياه الإيرانية، حيث كثّفت البحرية الأمريكية من دوريات الزوارق التجسسية المُسيّرة والتي ضبطت البحرية الإيرانية إحداها مؤخراً، بالإضافة الى ما كشفه منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بريت ماكغورك، منذ أكثر من شهر ونصف، أن الولايات المتحدة تعمل على بناء بنية تحتية “متكاملة” للدفاع الجوي والبحري في الشرق الأوسط موجّهة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وفي ظلّ محاولات عديدة فاشلة لإنتهاك حدود الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتأجيج العنف ونشر الخراب، تضمنت الوحدات المشاركة المشاة وقوات الدفاع الجوي والقوات البحرية، مشيرا إلى أن المناورات تأتي وفق البرنامج السنوي لتدريبات الجيش. ورغم أننا تطرّقنا في مُستهل هذا التقرير الى الأهداف البعيدة للتمرينات، إلاّ أن الهدف الرئيسي منها هو تعزيز الجاهزية القتالية لقوات الجيش بمختلف تشعّباتها ودعم الأمن في المنطقة، وهو ما أعلنه الأدميرال حبيب الله سياري.

* إرساء الاستقرار والسلام

في السياق، قال الأدميرال حبيب الله سياري قائد المناورات: المناورات تجري بمشاركة غواصات ومسيّرات وتشمل “التدريب على عمليات جمع المعلومات عن القوات المهاجمة”. كما نقلت قناة “برس تي في”، عن سياري- قوله، إنه يتعين على القوات الأجنبية أن تغادر “حتى تتمكن دول المنطقة من إرساء الاستقرار والسلام في محيطها”.

وأدرج الأدميرال سياري تحسين مستوى المهارة لتخطيط العمليات المشتركة وتنفيذها وتوجيهها وتقييمها وتوحيد القوة الدفاعية للقوات الأربع للجيش في ساحة العمليات المشتركة كأحد أهداف هذه التدريبات، وصرّح: في تمرين ذو الفقار 1401 المشترك، ستُبذل جهود لاكتساب المزيد من المهارات وذلك بمشاركة قاعدة خاتم الأنبياء للدفاع الجوي والطائرات بدون طيار وأنظمة الحرب الإلكترونية والسيبرانية للتآزر وزيادة الجاهزية القتالية ودراسة قوة الردع في الميدان.

* إرساء الأمن في منطقة غرب آسيا

واعتبر الأميرال سياري أن إرساء الأمن في منطقة غرب آسيا أمر عملي من خلال الاعتماد على قوة ووحدة دول المنطقة، وقال: إن رسالة التمرين الكبير لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى دول المنطقة هي التذكير بالقدرات الموجودة داخل المنطقة المستمدة من مبدأ الكل معا في إحلال السلام دون حاجة للأجانب، لأن التاريخ أثبت أن دولًا أخرى خارج المنطقة كانت أطرافًا محاربة وغير آمنة ولم تجلب أي شيء آخر غير انعدام الأمن والحرب والاحتلال لمنطقة غرب آسيا. واعتبر انسحاب دول خارج المنطقة، وخاصة الولايات المتحدة بريطانيا، ضروريا لإرساء الاستقرار في المنطقة، ودعا ذلك إلى عودة السلام والاستقرار إلى المنطقة.

*رسائل أخرى للمناورات

وشدد على أن الحظر المفروض على الأسلحة ضد إيران غير فعال فيما يتعلق بالأسلحة والمعدات المحلية وإظهار إقتدار الجمهورية الاسلامية الايرانية في النهاية هو أحد الرسائل الأخرى لهذه المناورات. وفي إشارة إلى وجود نخبة من شباب الجيش في هذه التمرينات، أشار الأدميرال سياري: من أبرز النقاط في هذا التمرين استخدام المعدات والأسلحة المحلية، التي استخدمتها منظمات الجيش المكتفية ذاتيا. بالتعاون مع الشركات تم تصميم وإنتاج قاعدة المعرفة والنخب العلمية في البلاد واستخدامها في الجيش جنبًا إلى جنب مع المعدات المستعادة والمحسنة.

وفي إشارة إلى الخطوات التي تم تنفيذها حتى الآن، قال قائد التمرين: إن مراحل تحديد وإعلام ونشر القوات تم تنفيذها قبل المرحلة الرئيسية للتمرين ، ومن الأيام السابقة ستبدأ المرحلة العملياتية للتمرين رسميًا. تبدأ الليلة.

*عمليات الحرب الإلكترونية

ومضى يقول: إن وحدات نموذجية من القوات الأربع للجيش موجودة في هذا التمرين وستقوم بعمليات مشتركة، وقال: عمليات جمع معلومات إلكترونية وإشارات ومضادة للغابات ضد القوات المهاجمة ، وكذلك عمليات الاستطلاع. وأشار إلى أن المراحل المختلفة لهذا التمرين تتم بإشراف وتقييم خبراء من المقر المركزي لحضرة خاتم الأنبياء (ع) وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة.

وكان قائد المناورات المشتركة للجيش “ذو الفقار 1401” قد اعلن في وقت سابق: أن المرحلة الرئيسية والمرحلة العملياتية من مناورات الجيش “ذو الفقار 1401” المشتركة، ستنطلق في جنوب شرق البلاد وسواحل مكران والحدود الفاصلة لشرق مضيق هرمز بمشاركة وحدات من الصنوف الأربعة لقوات الجيش.

التمرين يُنظر إليه على أنه جزء من التدريب العملي السنوي لتحسين القوة القتالية للجيش، حضره جزء من المشاة والوحدات المدرعة والآلية للقوات البرية وأنظمة الدفاع الجوي، علاوة على قوات الدفاع والسفن الجوفية والسطحية والطائرة وحراس البحرية التابعة للجيش، ويتم تنفيذ هذه المناورات بدعم من قاذفات القنابل الاستراتيجية للقوات الجوية تحت شعار مركزي: “الثقة بالنفس، والإقتدار، والأمن المستقر”.

*التآزر والتضامن بين قوات الجيش

أكد المتحدث باسم مناورات”ذوالفقار” المشتركة للجيش الايراني العميد علي رضا شيخ أن مقر “ذو الفقار”هو المقر المركزي لتوجيه العمليات لهذه المناورات التي تنطلق في هذه المنطقة وهو المركز الذي يوجه العمليات العسكرية والتكتيكية. وأشار العميد علي رضا شيخ الى أن التآزر والتضامن بين القوات الرباعية الايرانية المشتركة هو مهم جدا لاداء القوات العسكرية، لكي تكون متحدة ومتناغمة في عملياتها العسكرية في الدفاع عن الأرض والجو، لذلك ان القيادة المشتركة تهدف الى اشراك جميع القوات والمعدات العسكرية لهذه الصنوف العسكرية.

*المراحل العملياتية الاولى

في المراحل العملياتية الاولى من المناورات، نفذ مغاوير جيش الجمهورية الاسلامية الايرانية بنجاح عمليات الهجوم البرمائي للتدرب على السيطرة على سواحل العدو. ونفذت ألوية مشاة ومغاوير القوة البحرية للجيش الايراني ومعها وحدات القوة البرية هجمات مضادة ضد القوات المعادية المهاجمة، وشنت هجمات مباغتة وسيطرت على الاهداف المحددة مسبقة في سواحل مكران.

وأعلن ذلك المتحدث باسم مناورات ذوالفقار المشتركة، العميد علي رضا شيخ مبينا ان وحدات المغاوير ومشاة البحرية التابعة للجيش، وباستخدام انواع التجهيزات والاسلحة بما فيها الزوارق السريعة والزوارق الهجومية والغواصات والمدمرات الراجمة للصواريخ، وبالاستفادة من عنصر المباغتة، شنت هجمات على الوحدات المعادية المهاجمة وقضت عليها. وأضاف: وفي جانب آخر من عمليات الهجوم البرمائي للسيطرة على سواحل العدو، تم تنفيذ عمليات الجوقلة والانزال من مروحيات اي بي 212 التابعة لبحرية الجيش.

وأكمل: ان مغاوير ومشاة البحرية ورغم وجود العراقيل والعقبات الطبيعية المتنوعة، وفي تصديها للهجمات القوية المعادية، بادروا من خلال تنفيذ الاستراتيجيات القتالية والرصد الاستخباراتي والعملياتي للوحدات المتغلغلة، للتصدي لأي عمليات تجسسية واستطلاعية للعدو ومنعتها، كما نفذت هجمات على الاهداف المحددة مسبقا بنيران المدفعية الخفيفة والثقيلة بإسناد من وحدات الدفاع الساحلي، وتمكنت في فترة زمنية قياسية من منع تقدم الوحدات المهاجمة.

واوضح انه من بين التدريبات التي جرت خلال هذه المناورات؛ تدمير زوارق العدو باستخدام زوارق “آذرخش” و”شهاب” و”رعد” السريعة والمجهزة بالراجمات، وتنفيذ عمليات نشر الالغام، والدفاع الساحلي بواسطة المدفعية، والهجمات بالآليات في السواحل، وجوقلة وانزال مشاة البحرية بواسطة مروحيات الوحدات الجوبحرية.

المصدر: الوفاق/ خاص