ولد الدكتور الشهيد إبراهيم المقادمة عام 1950، من عائلة تعود جذورها الى مدينة “بيت دراس” في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948. سكن في قطاع غزّة، ثمّ انتقل الى مصر لدراسة طب الأسنان.
عاد الى غزّة بعد تخرجّه ليكون من بين المقربين من مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس، الشيخ الشهيد أحمد ياسين. فشكّل إلى جانب عدد من قادة الحركة، النواة الأولى للجهاز العسكري في قطاع غزة “مجد”. وتولّى فيه مسؤولية إمداد المجاهدين بالسلاح.
سنوات الاعتقال
على هذه الخلفية، اعتقل الاحتلال الصهيوني القائد مقادمة في العام 1984، وحكم عليه بالسجن 8 سنوات. ثمّ عام 1996 اعتقلته السلطة الفلسطينية بتهمة تأسيس جهاز عسكري سري في غزة. قبل فترة اعتقاله، تعرّضت كلّ قيادات حركة حماس لحملة اعتقالات، تبعها إبعادهم الى مرج الزهور في لبنان أواخر العام 1992، فتوّلى القائد المقادمة خلال هذه الفترة مسؤولية قيادة الجهاز العسكري.
أمنيًا، أولى القائد المقادمة اهتمامًا كبيرًا بالاحتياطيات الأمنية. فاستخدم أساليب مختلفة في التنكر والتمويه مثل تغيير الملابس والسيارات التي كان يستقلها وكذلك تغيير الطرق التي يسلكها، حتى عُرف عنه أنه كان يقوم باستبدال السيارة في الرحلة الواحدة أكثر من مرة. كما كان قليل الظهور في الإعلام.
بناء الثقافة
شكّلت سنوات اعتقاله وخاصةً في سجون الاحتلال الفرصة للتفرّغ أكثر في الجانب الثقافي وبناء الكوادر الواعية بالقضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال. فأسسّ “جامعة يوسف” داخل السجن ووضع برنامجها الثقافي، وكان يلقي مع بعض رفاقه المحاضرات بشكل دوري.
كذلك، ألّف عدة كتب ودراسات في الأمن، وهو داخل السجن وخارجه، منها: “معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين”، ودراسة حول الوضع السكاني في فلسطين المحتلّة تحت عنوان ” الصراع السكاني في فلسطين “.
الشهادة
وصف وزير الاحتلال جدعون عيزرا الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس جهاز المخابرات الداخلية “الشاباك” الشهيد المقادمة بأنه “أحد أخطر الفلسطينيين على الأمن الاسرائيلي.. المقادمة ليس مجرد قيادي في تنظيم فلسطيني تتم تصفيته بل هو مدرسة فكرية كاملة غذت اندفاع الفلسطينيين نحو مواصلة القتال ضد “إسرائيل””.
في الثامن من شهر آذار / مارس عام 2003، اغتال الاحتلال القائد المقادمة من خلال إطلاق طائراته الحربية لـ 5 صواريخ تجاه سيارته في شارع “اللبابيدي” في مدينة غزّة. وقد استشهد الى جانبه 3 من مرافقيه وعدد من المواطنين المدنيين.
أ.ش