الوفاق/ خاص
نسرين نجم
يبحث المرء الساعي للنجاح والتميز لاتخاذ قدوة له تحفزه بخصائصها، وتسانده بسلوكها امام تحديات الحياة، الا ان البعض لم يحسنوا اختيار القدوة والتهوا بالمظاهر الخارجية لبعض الشخصيات الفارغة من الداخل، فتحولوا الى اشخاص استهلاكيين فكرياً وثقافياً ومعنوياً لا انتاجيين …
بينما نرى في المقابل ان من احسن اختيار قدوته وتماهى بها، أصبح مثالاً يحتذى به في محيطه حتى بينه وبين نفسه، والقدوة الحسنة تجذب أصحاب القلوب الطاهرة المؤمنة المتصالحة مع ذاتها، تماماً كما الشهيد الكبير سيد شهداء محور المقاومة الحاج قاسم سليماني الذي اصبح ايقونة على صدر كل حر وشريف في مختلف اصقاع العالم، فهو القائد القدوة، واذا توقفنا عند خصائص هذه الشخصية التي اصبحت مثالا أعلى يقتدى بها حتى الآن رغم استشهاده مئات الالاف من الشباب، نلاحظ ان هذه الشخصية تتسم بالكثير من المميزات مثال:
شجاعته ورباطة جأشه، وهذا ما لمسه الجميع في الميادين العسكرية التي كان له الباع الطويل بها، والذي بشجاعته وتدبيره وحكمته هندس لانتصارات تاريخية إن كان بعدوان تموز 2006 في لبنان، وكيف بقي تحت القصف طوال العدوان يخطط وينفذ الضربات ضد العدو مع سماحة السيد حسن نصر الله والشهداء القادة كالحاج عماد مغنية، وحتى عند انتهاء العدوان كان له الفضل الكبير في السعي الدؤوب مع الجمهورية الاسلامية بإعادة اعمار الضاحية الجنوبية وقرى وبلدات الجنوب والبقاع التي تعرضت للتدمير من قبل العدو الصهيوني…
حتى في الحرب الكونية على سوريا، والحكمة التي اتبعها بنضاله برسم خارطة مواجهة الدواعش والارهابيين، وكان النصر حليفه، حتى في كردستان وما أظهره من بطولات عظيمة دحر من خلالها الدواعش، وعن هذا قالت حكومة كردستان انه لولا الحاج قاسم سليماني لسقطت كردستان.
تتمتع هذه الشخصية الاستثنائية بالدراية والذكاء الحاد، ومهارة قل نظيرها بإستخدام خطاب ديني عقلاني منطقي مؤثر مقنع وفعال، ومن خلاله التف حوله الالاف المؤلفة من الشباب.. اضف الى ذلك تمتعه بسمة البعد الرؤيوي لقراءته للامور، ولا ننسى الاخلاص والروحانية العالية التي كانت لديه، الى جانب مكارم الاخلاق كالتواضع والانسانية والتضحية وحتى مراعاة الحدود الشرعية في ميدان الحرب، فقد كان المقاتل البارع الراقي بإنسانيته ففي مواضع محددة لم يكن يستخدم السلاح، فقد كان يسعى دائما للحفاظ على ارواح من معه..
ومن الصفات النادرة التي كان يتصف بها والتي قلما نجدها هي انه كان لا يحب ان يضع نفسه تحت الاضواء وامام الانظار… وايضا لا يمكن ان نغفل عن ثقافته الواسعة…
الشهيد الحاج قاسم سليماني كان النموذج الناجح للناهلين من فيض المدرسة الخمينية… احتل القلوب والعقول، سار على درب الاسلام محددا هدفه الا وهو النصر والعزة، ورفع الظلم عن الشعوب المقهورة لتصل الى الحرية..
تجاوز بشخصيته الزمان والمكان فكان في فلسطين المحتلة وهو العاشق لها والمضحي بالكثير من اجلها، والداعم لها بكل الميادين، فلا تزال حتى الان بصماته موجودة على كل صاروخ ورصاصة في غزة والضفة ضد العدو الغاصب.. وكان في لبنان وسوريا والعراق واليمن وايران وكردستان والكثير الكثير من الدول.
رغم مرور ثلاث سنوات على استشهاده لا يزال وهج حضوره مشعاً في كل ساح، وفي قلب كل محب…
قاسم سليماني شخصية العام وكل عام، قاسم سليماني القائد القدوة بالقول والعمل.