جميع الأطفال كثيري الحركة، لا يبقون هادئين، ولا يتبعون التعليمات، ولكن هناك فرق بين ذلك وبين فرط الحركة وتشتت الانتباه، لتعرف الفرق، تعرَّف على العلامات التي تظهر على الطفل المصاب بفرط الحركة:
يجد صعوبة كبيرة في التركيز والاستمرار في المهام: تلاحظ على الطفل المصاب عدم قدرته على التركيز، فهو لا يستطيع أن يستمر في مهمة معينة لفترة طويلة، كما أنه لا يسمع التوجيهات، يشرد لفترات طويلة، وينسى ما تخبرينه به، ينسى أماكن أدواته، لا ينهي مهمة بدأها أبداً، إذا انتبه إلى توجيهاتك، حتماً سيُسقط بعض التفاصيل.
إذا بدأ في مهمة معينة، وظهر مشهد في التلفاز، أو لفت نظره شيئاً آخر سينصرف له فوراً.
فعَّال بشكل غير طبيعي ويمل بسرعة: ستلاحظ أن الطفل المصاب بفرط النشاط لا يهدأ، لن يجلس ساكن أبداً، يقفز، يتسلق، يجري، يلعب، يحاول تعطيل الآخرين، ويرتكب الأخطاء بشكل مستمر، مهمل متسرع غير منضبط، هكذا يتم وصفه.
مندفع متسرع لا يفكر قبل القيام بتصرف معين: يجد صعوبة في الانتظار، دائماً يقوم بتصرفات مندفعة فجائية يقاطعون بها الآخرين، قد يدفع غيره، أو يمسكه بشكل مفاجيء، كما يمكن أن يقوم ببعض التصرفات المحفوفة بالمخاطر، غالباً لا يطلب الإذن، حتى أنه يمكن أن يأخذ أشياء ملك للآخرين دون إذن.
يأخذ ردود أفعال غير مناسبة للموقف: يظهرون ردات أفعال العاطفية مبالغ فيها بشكلٍ كبير، كما ينتابهم الكثير من نوبات الغضب.
ملحوظة: ليس ضرورياً أن يكون الطفل المشتت المضطرب غير الصبور مريضاً بفرط الحركة وتشتت الانتباه، فهي سمات الأطفال الصغار بشكل عام، ينمو شيئاً فيشئاً وينمو إدراكه، وتتطور مهاراته، تظهر المشكلة عندما ينمو الطفل ويستمر على نفس النمط من التشتت والاضطراب.
تشابه أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه مع أعراض مشكلات أخرى
قبل أن تُجزم أن طفلك يعاني فرط الحركة ونقص الانتباه اعرضه على متخصص لتقييم حالته، للتأكد من أنه ليس مصاباً بالأمراض التالية (والتي تتشابه في أعراضها مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه:
- صعوبات التعلم، ومشكلات القراءة والكتابة.
- مشكلات المهارات الحركية، واللغة.
- المرور بأحداث مؤلمة، أو الانتقال من السكن، أو المدرسة، أو وفاة أحد أفراد الأسرة، أو طلاق الوالدين.
- الإصابة باضطراب نفسي مثل: (القلق، والاكتئاب، واضطراب ثنائي القطب).
- الاضطرابات السلوكية، مثل: (اضطراب التعلق التفاعلي، واضطراب المعارضة المتحدي).
- بعض الحالات الطبية: (اضطراب الغدة الدرقية، أو الصرع، واضطرابات النوم).
يقوم الطبيب بتقييم حالة الطفل، وطلب الفحوصات والتحليلات اللازمة لاستبعاد المشكلات الصحية الأخرى قبل تشخيصه باضطراب فرط الحركة أو تشتت الانتباه، بالإضاقة للفحوصات والاختبارات، يقوم يعتمد مقياس فرط الحركة على جمع المعلومات من الوالدين، حيث يتطلب التشخيص معرفة سلوك الطفل في المنزل والمدرسة، وإجراء بعض الاختبارات التقيمية الأخرى.
متى تبدأ أعراض تشتت الانتباه وفرط الحركة في الظهور
يمكن أن تظهر أعراض الاضطراب في أي وقت، ويمكن تشخيصه في أي عمر، لكن لا يمكن تشخيص الحالة بذلك الاضطراب إلا إذا كانت الأعراض بدأت في الظهور على الشخص في مرحلة الطفولة، قبل أن يتم الـ 12 عام.
- علامات فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى طفلك ميزها بنفسك
- عندما تتحدثي إليه يبدو وكأنه لم يسمع كلامك، يظهر وكأنه يتجاهل تعليماتك.
- لا ينهي واجباته المدرسية، ولا يقوم بمهامه المنزلية.
- يفقد أدواته المدرسية (أقلامه، كتبه، حقيبته)، يفقد أدواته الشخصيه كذلك.
- يشاهد مشهداً في التلفاز ينسى المهمة التي كان يقوم بها، يرى كلباً أمام النافذة ينسى المشهد، وهكذا تشتت مستمر.
- يديه وقدميه لا يهدؤون، فإن لم يكن يتحرك فإنه ينقر بيديه، ويتلوى في مقعده، ويهُّز قدميه.
- أثناء ممارسة الأنشطة اليومية ينسى ما عليه فعله في منتصف النشاط أكثر من مرة.
- ربما لن تراه جالساً أبداً، حتى في الأنشطة التي تتطلب الجلوس.
- يركض، يتسلق، يقوم بحركات مختلفة طوال الوقت (الأطفال أكبر سناً قد يكونون أهدأ في الحركة بينما يأكلهم القلق من الداخل).
- يبدو كأنه إنسان بداخله محرك، لا يقوم بأي نشاط بهدوء.
- الدعم والتوجيه الأسري للطفل المريض.
يحدد الطبيب العلاجات والأساليب العلاجية لكل طفل على حدة، على حسب حالته، واحتياجه للعلاج، يشمل العلاج الأنواع الآتية:
الأدوية: تحتاج بعض الحالات لتناول العلاجات الدوائية حتى تتحسن حالتهم، ويؤخذ الدواء تحت إشراف الطبيب، بوصفته، بجانب أنواع العلاج الأخرى التي يحددها بناءاً على حالة الطفل، فالطبيب وحده هو القادر على تحديد ما إذا كانت الفائدة من الدواء تتفوق على آثاره الجانبية، أم من الأفضل تجنبه.
العلاجات النفسية والسلوكية المعرفية: قد يحتاج الطفل للعلاج النفسي والتواصل الكلامي مع متخصص (خاصة في الأطفال والمراهقين الأكبر سناً)، حيث يتسبب اضطراب فرط الحركة والتشتت في مشكلات اجتماعية ونفسية عِدة.
يساعد أيضاً العلاج السلوكي في تطوير طريقة التصرف الصحيح في بعض المواقف، كما أن أنماط العلاج السلوكي المعرفي تعمل على إصلاح الطريقة التي يرى الطفل بها نفسه، وتخفف من أعراض التشتت، وتمنح الطفل طريقة لتتكيف مع محيطه، وإدارة عقله بشكل أفضل.
تدريب الطفل على المهارات الاجتماعية المختلفة: سيساعد الطفل كثيراً تدريبه على المهارات الاجتماعية، حتى يتخلص من توتره وقلقه، على الأهل تعليمه وتوجيهه نحو طريقة التصرف الصحيحة، مع الوقت سيعرف الطريقة الأفضل للتصرف في كل موقف.
عنبر الحسيني