باحثة إيرانية؛

ترجمة القرآن منتقَصَة ما لم تأخذ بتعدد المعانى

الباحثة "آزيتا أفراشي: أعتقد إنه لا يمكن الخوض في مجال معرفة معاني مفردات القرآن والحديث الشريف ونهج البلاغة والنصوص الدينية دون الاهتمام بتعدد معنى المفردات."

2024-06-22

قالت الباحثة “آزيتا أفراشي”: “لا يمكن ترجمة معاني القرآن الكريم والحديث الشريف ونهج البلاغة دون الأخذ بعين الاعتبار بتعدد معاني المفردات.”

 

أشارت إلى ذلك الباحثة والمدرسة الأكاديمية بمعهد العلوم الإنسانية والدراسات الثقافية “آزيتا أفراشي” في محاضرة لها بندوة “بعض التوجهات البحثية الجديدة في المعاني المعرفية”

 

وقالت: “إن موضوع تعدد المعنى ليس موضوعا جديدا وكل من يعمل في هذا الحقل يعرفه.”

 

وأضافت: “أعتقد إنه لا يمكن الخوض في مجال معرفة معاني مفردات القرآن والحديث الشريف ونهج البلاغة والنصوص الدينية دون الاهتمام بتعدد معنى المفردات.”

 

وتطرقت إلى موضوع الحس والشعور الحركي في فهم معنى المفردة موضحة: “من العناصر المهمة في موضوعنا هذا هو موضوع الحركة الذي له أهمية قصوى بالنسبة لنا لباحثين لغة لأن الحركة لها علاقة وطيدة باللغة وذلك موضوع بحث منذ العام 2000 ميلادي.”

 

 

قائلة: “ليس من الضروري أن نعرف نحن جميع معاني المفردة لنستطيع ترجمتها بل يمكننا ذلك عبر فهم فحوى المفردة عبر سياقها على سبيل المثال في الآية 81 من سورة آل عمران المباركة لفظ “أخذ” يعني “القبول” ” وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ” بينما لفظ “أخذ” في الآية ” ذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ” يعني القبض والأسر وبالتالي نجد للسياق تأثير في المعنى.”

 

وأردفت موضحة: “فعل “السعي” أيضا لا يُفهم إلا عبر التركيز على الحركة التي لها مبدأ ومقصد وقد تكون حركة مستقيمة أو مستديرة وقد يكون اتجاهها الشرق أو الغرب على سبيل المثال ” فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ” هنا السعي يشير إلى السرعة ويحمل في معناه تلويحا إلى خصائص الطريق بينما تفتقد الترجمات إلى تلك المعاني.”

 

وتطرقت إلى تجاهل المترجمين إلى تعدد المعاني في ترجمة العديد من المفردات القرآنية منها لفظ “مشي” في الآيتين الكريمتين ” أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ” و” وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا”.