أمل محمد شبيب
هو “الرئيس الذي لم يعرف التعب” هكذا وصفه قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي الخامنئي، فهو العالم المجاهد، رئيس الجمهوريّة، الشعبي والكفوء والدؤوب، خادم الرّضا (عليه السّلام)، المجاهد الخدوم والوفي والفقيه والعالم والمجتهد والمؤمن والمتواضع والشجاع جدًا في مواجهة المنافقين والأعداء والمؤمن بالمقاومة وبمشروعها وهو الخدوم لبلده حيث لم يكن لديه عطلة وهو المطيع لقائده، وهو القاضي والسياسي ورجل الدين الذي اهتم بمحاربة الفساد ورفع شعار “عدو المفسدين” في حملته الانتخابية التي نجح فيها رئيسا للبلاد سنة 2021.
إنه آية الله السيد إبراهيم رئيس الساداتي والمعروف باسم اية الله إبراهيم رئيسي البالغ من العمر 64 عاما، الرئيس الثامن لإيران منذ انتخابه في 3 آب/اغسطس 2021 خلفا للرئيس السابق حسن روحاني.
ولادته ومسيرته المهنية
ولد السيد إبراهيم رئيسي في مدينة مشهد المقدسة، الواقعة في الشمال الشرقي لايران، عام 1960 في أسرة متدينة. وكان والده وجدّه لوالدته من علماء مدينة مشهد. أكمل دراسته الإبتدائية في مدرسة جوادية بمشهد. ثم التحق بالحوزة العلمية في مشهد، وبعد أن أتم مرحلة المقدمات توجه إلى مدينة قم، وهو في الخامسة عشرة من عمره.
تتلمذ آية الله رئيسي على يد علماء كبار كآية الله علي مشكيني، وآية الله نوري همداني وآية الله فاضل لنكراني. كما حضر أبحاث الخارج في الفقه والاصول عند آية الله علي الخامنئي، وآية الله مجتبى الطهراني وآية الله المرعشي النجفي.
ولم يكتف بالتحصيل الديني، فواصل أيضا دراسته الاكاديمية الجامعية في جامعة الشهيد مطهري، حتى نال درجة الماجستير في الحقوق الدولية، ودرجة الدكتوراه في فرع “الفقه والمبادئ قسم الحقوق الخاصة” ثم بدأ بإلقاء الدروس في الوسطين الحوزوي والجامعي. بدأ اية الله رئيسي نشاطه السياسي بمشاركته في احتجاجات شعبية انطلقت اعتراضا على إهانة مفجر الثورة الإسلامية في ايران روح الله الخميني (رض).
تولّى رئيسي منذ الثورة الإيرانية مناصب مهمة وعديدة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ففي عام 1980 أصبح المدعي العام لمدينة كرج غرب طهران، وبعد خمس سنوات اي في عام 1985 تصدى لمنصب نائب المدعي العام في طهران، وعام 1989 عُين رئيسي في منصب المدعي العام بطهران بأمر من رئيس السلطة القضائية آنذاك، آية الله محمد يزدي، فبقي في هذا المنصب حتى عام 1994.
ثم تولى منصب رئاسة دائرة التفتيش العامة ما بين1989-1994. ثم انتُخب في مجلس الخبراء ممثلا عن محافظة خراسان الرضوية وشغل منصب النائب الأول لرئيس مجلس خبراء القيادة. وشغل آية الله رئيسي منصب النائب الأول لرئيس السلطة القضائية منذ عام 2004 حتى 2014 في الدورة الثانية لرئاسة آية الله هاشمي الشاهرودي، والدورة الأولى من رئاسة آية الله صادق لاريجاني. ثم بات مدعياً عاماً لكل البلاد بين 2015 و2017.
وعيّنه قائد الثورة الاسلامية لآية الله علي الخامنئي في عام 2016 رئيساً لمؤسسة العتبة الرضوية المقدسة خلفاً لعباس واعظ طبسي. كما تولى رئاسة السلطة القضائية في إيران منذ 7 آذار/مارس 2019 حتى 1 تموز/ يوليو 2021.
في 6 أبريل نيسان/ابريل 2017، أعلن آية الله رئيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية في إيران. وخسر في السباق الانتخابي أمام حسن روحاني الذي تمكن من الفوز بولاية ثانية. وترشح مرّة أخرى في الانتخابات الرئاسية الإيرانية لعام 2021، وقد أعلن عن فوزه في 19 حزيران/ يونيو 2021، بنسبة 61.95% من أصوات الناخبين المشاركين و29.77% من أصوات الناخبين المسجلين، ليصبح إثر ذلك الرئيس الإيراني الثامن المنتخب منذ تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية.
تزوج الشهيد رئيسي من ابنة اية الله أحمد علم الهدى “جميلة علم الهدى” ، وهي أستاذة في جامعة الشهيد بهشتي في طهران ورئيسة معهد جامعة الدراسات الأساسية للعلوم والتكنولوجيا. لديهما ابنتان وحفيدان. درست إحدى بناتهما في جامعة شريف التكنولوجية والأخرى في جامعة طهران.
استشهاده
في 19 ايار/ مايو 2024، تعرضت مروحية الرئيس الايراني التي كانت تقله والوفد المرافق له لحادث، بعد عودته من مراسم افتتاح سد “قيز قلعة سي” مع الرئيس الاذربيجاني على نهر ارس الحدودي المشترك، وذلك في منطقة غابات ديزمار بين قريتي أوزي وبير داود.
وأعلن صبيحة يوم 20 ايار/مايو عن استشهاد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله ابراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين امير عبداللهيان والوفد المرافق لهما اثر هذه الحادثة ، وذلك في نفس ليلة ولادة الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا (ع).
لطالما رفع آية الله رئيسي شعارات مكافحة الفساد والفقر والدفاع عن الطبقات المهمشة ما جعله رئيساً محبوباً ويتمتع بقاعدة شعبية واسعة. لقد تميزت شخصيته بالصفاء والطهر ومحبة الناس والوقوف الى جانب قضايا العرب والمسلمين وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.