عضو المجلس المركزي في حزب الله للوفاق :

ايران رأس الحربة في محور المقاومة وستستمر بذلك مع الرئيس الجديد

الوزير الشهيد أمير عبد اللهيان حضر في كل الميادين والساحات مدافعاً عن فلسطين وقضيتها والتي تعتبر من أعمدة الجمهورية الاسلامية

عبير شمص

 

شكل استشهاد الرئيس الشهيد ابراهيم رئيسي خسارة كبيرة للشعب الايراني، الذي شارك بأعداد كبيرة في مراسم التشييع، وعبرت هذه  المشاركة الواسعة عن العلاقة المتينة بين القيادة والقاعدة الشعبية، وتلك الأخيرة كانت تبحث عن رجل يحل مشاكلهاويهتم بشؤونها، وهذا ما سعى إلى تحقيقه الشهيد الرئيس بأقصى جهده، فكانت هبة ملايين المواطنين من كل فئات المجتمع ، وذلك ليس لتشيعه فقط بل ليعبّروا عن احترامهم له ورغبتم بانتخاب رئيس يسير على خطاه. وفي هذا السياق التقت صحيفة الوفاق عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن البغدادي ، وفيما يلي نص الحوار:

 

 

 

 

المؤسسات تحكم ايران

 

ليس هناك أية تداعيات وأية مشاكل على المستوى الداخلي أو الخارجي لإيران، لأن الجمهورية الاسلامية وفق الشيخ  البغدادي :” هي دولة عميقة ولديها مؤسسات ووجود سماحة السيد القائد(حفظه الله)، كما أن المجتمع الايراني بتنوعه الطائفي والمذهبي وحتى مشاربه السياسية يجتمع على مصلحة إيران عندما تتعرض لأية هزة وهذا بديهي بالنسبة للجمهورية الاسلامية، ربما يؤدي هذا الحادث في دول أخرى إلى اهتزاز وضعها الأمني وإعلان حال الطوارئ، لكن إيران تعاملت قيادةً وشعباً مع الحدث على أنه أمر مؤلم ولكنه طبيعي، وبقيت الأمور تسير كالسابق وفق إطار مؤسسي. هذا يدل على عمق ايران وأهمية دور المؤسسات التي تحكم البلاد مضافاً لطبيعة المجتمع الايراني الذي يختلف عن كثير من طبائع شعوب المنطقة”.

 

 

 إيران رأس الحربة في محور المقاومة

 

يعتبر عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ البغدادي بأن :” مشاركة فصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية واليمنية في مراسم التشييع يأتي في سياق العلاقة المتينة التي تربط الجمهورية الاسلامية بهذه الفصائل، وهم لا يرتبطون بها ارتباطاً روتينياً أو مجاملةً أو مصالح خاصة بقدر ما هو ارتباط حقيقي، ارتباط مع القيادة والقائد ومع التكليف ارتباط الموجّه مع الرأس، كل الفصائل اليوم في المنطقة تنظر إلى إيران أنها هي الأم وهي التي تُشكل رأس الهرم ورأس الحربة في محور المقاومة، لذلك من الطبيعي أن تجتمع الفصائل في مراسم تشييع الرئيس الشهيد ومرافقيه بما يُمثل فخامة رئيس الجمهورية من موقع متقدم في ضمير هذه الفصائل، والتي شاهدته عن قرب كيف تبناها وكيف دافع عنها وكيف حماها والشهيد الرئيس بقي لآخر لحظة يوجه التحايا إلى فلسطين وغزة ويبكي على شهدائهم ونسائهم وعلى أطفالهم، فهذا أمر طبيعي وبديهي أن يكون هذا التكامل بين محور المقاومة وبين رأسها”.

 

 

تحول الصراع من عربي صهيوني إلى صهيوني اسلامي

 

أمّا حول مشاركة أغلب الدول العربية، فيشير الشيخ بغدادي بأن سبب هذه المشاركة يرجع  إلى قوة ايران في المنطقة، وخصوصاً بعد عملية “الوعد الصادق الايرانية” والتي نفذت ما وعدت به ضد الكيان الصهيوني، وكانت هذه العملية للمرة الأولى منذ عام  1973م بأن تقوم دولة بقصف هذا الكيان المؤقت وليست مقاومة أو ودولة غير عربية بحيث تحول الصراع من عربي صهيوني إلى صهيوني اسلامي، وشكلت هذه الضربة الايرانية للكيان الصهيوني تحدياً للعالم الغربي وأمريكا وكل الاستكبار، وأعطى إيران نفوذاً وحضوراً قوياً في المنطقة بحيث لم يعد أحدهم يجرؤ على معاداتها بهذه السهولة والبساطة، إضافةً  للعمل الدؤوب للرئيس الشهيد على الانفتاح على معظم هذه الدول وزيارتها ولقاء زعمائها، وكانت له علاقات وحوارات جدية معهم، وذلك مع حكام الخليج الفارسي وغيرهم. وقد تنوعت مستويات الوفود المشاركة، فبعض الدول مثلها رؤسائهم في البداية، وبعده حضر وزير الخارجية ممثلاً عن الدول، أما الأوروبيون أبدوا استعدادهم في عملية البحث عن طائرة الرئيس ولكن بدون حضورهم في مراسم التشييع لأنهم يقفون بوضوح إلى جانب الكيان الصهيوني الذي تقاتله إيران مع محورها. وهكذا نقرأ هذه المشاركة اليوم في إطار تقدم وقوة وعظمة ايران وأن الجمهورية الاسلامية لم يعد أحد بإمكانه عزلها عن محيطها أو عن المنطقة ، أصبحت ايران بحد ذاتها محور قوي عزيز تضاف إلى بقية الأطراف في العالم، يعني اذا كان العالم في البداية محكوم لأمريكا القطب الواحد اليوم لفم تعد هي القطب الواحد هناك عدة أقطاب الصيني والروسي والايراني بما يُمثل يُعتبر قطباً أساسياً في هذا العالم”.

 

 

وزير الخارجية حاضر في كل الميادين نصرةً لفلسطين وغزة

 

تشكل شهادة وزير الخارجية الشهيد عبد اللهيان خسارة كبيرة وفق الشيخ البغدادي، معتبراً أن للوزير الشهيد شخصية مميزة فهو مفكر حاضر الذهن نشيط حيوي يذوب في قضايا العرب والمسلمين وفي القضايا الاسلامية، وكان في الأشهر الأخيرة بعد عملية طوفان الأقصى والى اليوم حاضر في كل الميادين وفي لبنان والمنطقة، لا شك ولا ريب أن فقدانه خسارة هنا لا يمكن لأحد إنكارها ولكن نحن تعودنا في ايران ومع فصائل المقاومة أن فقدان الرجال لا يوقف العمل، إنما يأتي البديل بسرعة ويقوم بالمهام نفسها، تبقى لكل مسؤول وعالم حيثيته لذلك ورد في الخبر إذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها إلا عالم مثله أو لا يسدها شيء إلى يوم القيامة،  وهذا ما نسمية حالياً البصمة وأن لكل عالم أو مسؤول بصمة خاصة به لكن هذا لا يلغي الموقف والتصدي والعمل”.

 

 

القضية الفلسطينية من أعمدة نظام الجمهورية الاسلامية

 

تعتبر القضية الفلسطينية من أعمدة نظام الجمهورية الاسلامية، يؤكد الشيخ البغدادي فالجمهورية قامت على ركائز أساسية لا يمكن التنازل عنها هي القضية الفلسطينية، وإيران تعتبر نفسها مقابل الكيان الصهيوني الذي يريد أن يكون معبراً  لمواجهة الاسلام، ولينهب ثروات المسلمين وليفُت من عضد المسلمين، الجمهورية الاسلامية التي أسسها الامام الخميني(قدس) تعتبر نفسها المعبر الآخر التي تريد له أن يتشكل لمواجهة هذا الاستكبار وقطع يده عن بلاد المسلمين ومواجهة الغدة السرطانية “اسرائيل” التي تعد بوابة هذا النفوذ الغربي الى بلادنا وبالتالي تكون ايران هي العنوان الجامع لوحدة المسلمين، والعنوان المؤثر  في خيارات الأمة، من هنا يؤكد الشيخ البغدادي أنه عندما نتحدث عن الشهيد الرئيس لا نتحدث عن شخص جاء بأفكار جديدة انما هو كادر من كوادر هذه الثورة وعالم من علمائها ورئيس من رؤسائها ومسؤول من مسؤوليها وشخصية من شخصياتها، حمل الفكرة نفسها والأهداف نفسها وسار وفق المشروع الذي رسمه الامام الخميني (قدس)، هو سار طبق هذا البرنامج وحمل لواء الثورة وذاب بالامام الخميني (قدس) وبالسيد القائد، وكان الرئيس المطيع للقائد الحكيم وحمل هموم الثورة الاسلامية وقضية المسلمين الأولى القضية الفلسطينية والتي اعتبر أنها ليست قضية حدود جغرافية بقدر ما هي  قضية مركبة من المقدسات ومظلومية شعب مسلم  بأكمله، فهو كان يرى في مظلومية أهل غزة أن تكون المحطة الأخيرة في دق اسفين قوي في هذا الكيان الغاصب المؤقت التي ستطيح به هذه الدماء الطاهرة المراقة على أرض فلسطين أو أي المنطقة، وبالتالي لم يكن يرى الرئيس الشهيد أن الزمن الذي يفصله عن زوال هذا الكيان بعيداً، وبغض النظر عن وجوده شخصيا ًكان أو لا يكون، هذا ما أسسه مع رفاقه وعندما لا يكون هو موجوداً سيأتي من يكمل طريقه بنفس الهمة والأسلوب لتحرير فلسطين ان شاء الله(سبحانه وتعالى).

 

 

الشعب الإيراني حاضر دائماً لدعم الثورة

 

لا يعتقد الشيخ البغدادي أن مشاركة الملايين من الشعب الإيراني في مراسم التشييع مدعاة للدهشة، انما هو أمر طبيعي، فقد عودنا هذا الشعب حضوره في الساحات في مختلف الأحداث، فهو كان حاضراً منذ بداية الثورة الاسلامية التي واكبناها إلى رحيل الامام الخميني (قدس) وشارك بشكل ملفت ومدهش في الكثير من المناسبات التي حدثت  في ايران ان كانت مناسبات حداد أو مناسبات وطنية أو انتصارات، والجبهة التي قامت على مدى سنوات ضد ايران كان الشعب الايراني حاضراً وبقوة وضحى بكل طبقاته الاجتماعية، لم يتفرج على الجبهة فكانت النساء يقدمن الذهب، لم يبخل أحد من الشعب الايراني بشيء على الاطلاق وهذا ما رأيناه في تشييع الشهيد القائد سليماني، أمّا بشأن المشاركة المهيبة للشعب الايراني في مراسم تشييع الشهيد الرئيس ورفاقه الشهيد لم يكن الأمر مستغرباً عن هذا الشعب وقوة حضوره ومواساته، كما أرسل مشهد الملايين من الشعب الإيراني في مختلف المناطق الإيرانية والحضور الكثيف رسائل عظيمة إحداها لداخل ايران وكذلك رسالة للأمريكي وللغرب ولمن معهم من بعض الأنظمة أنكم عليكم أن تنتهوا من رهانكم على أي أحد داخل ايران، وأنكم راهنتم خلال سنين طويلة وروجتم الشائعات والدعايات وبذلتم الأموال ولكن أمام المحطات الرئيسية شاهدتم بأم العين أن الشعب الايراني لن يخذل قيادته ولا قائده ولا نهجه الصادق الذي سنّه الإمام الخميني(قدس)، كما كانت رسالة قوية للعدو الصهيوني الذي قد  يراهن على انقسام داخلي في ايران، وتصديقاً لما أقول نقلت بعض أقوال بعض المشاركين الذين كانوا يبكون ويقولون أنهم لم ينتخبوا الرئيس الشهيد نتيجة الدعايات المغرضة، ولكن هم يبكونه اليوم فهو الرئيس الصادق المخلص المساند، والداعم لشعبه ويقدم الخدمات له، وحتى شهادته كانت في إطار الخدمات وأصبح الشعب الإيراني مدركاً بأن هذا الرئيس لم يترك لحظة في حياته إلا واستغلها لخدمة شعبه، وقد أعلن الشعب عبر هذه المشاركة رغبته برئيس يسير على خطى ونهج الرئيس الشهيد ويكون مطيعاً ومنسجماً مع القائد.”

 

 

انفتاح اقليمي ودولي

 

يؤكد الشيخ البغدادي على وجود انسجام تام بين الرئيس الشهيد ووزير خارجيته،م ما عزز العلاقة مع الغرب، الغرب الذي كان يرى في هذين الرجلين حتى لو اختلف معهما أنهم صادقون ويقولان الحقيقة، لا يخفيان شيئاً مما يعتقدان به ويعلنونه أمام الآخرين لذلك لا السيد رئيسي ولا وزير الخارجية أخفيا شيئاً مما آمنا به في لقاءاتهم السياسية في المفاوضات وفي الحوارات… هذا وأن أُزعج الخصم ولكنه أراحه، الحقبة الزمانية التي عمل خلالها الرئيس الشهيد ووزير خارجيته كانت ناجحة وأثمرت بعلاقات وانفتاح وفي الوقت نفسه كانت له مواقفه القوية في دعم حركات المقاومة في المنطقة من دون خشية من أحد على الإطلاق، وكانا يعبران عن موقف القائد وموقف الجمهورية وموقف الشهداء الذين سبقوهم، وخصوصاً القائد الشهيد سليماني، لهذا أثمر هذا الحراك السياسي للشهيدين وخاصة وزير الخارجية في إقامة علاقة مع ايران وجيرانها العرب وعلى مستوى العلاقة الروسية التي شاهدت في عهدهما تقدماً ملموساً أكثر من أي وقت مضى ، وهذا ما ظهر في المشاركة الدولية في التشييع”.