الشاعر اللبناني "محمد نايف" للوفاق:

استشهاد الرئيس رئيسي أدى إلى حركة فنية لمواكبة الحدث الأليم

نايف: نحن والجمهورية الإسلامية كالجسد الواحد، فأي شيء يصيب الجمهورية الإسلامية نحن نتداعى اليها، فكيف إذا كانت خسارة الرئيس وقامة مثل الشهيد رئيسي؟

2024-07-09

موناسادات خواسته

 

 

الشعر والشعراء لهم عالم وتأثير خاص بالمجتمع، بما أن كلماتهم تسري في الجوامع المختلفة، وفي هذا الإطار لشاعر المقاومة مكانة خاصة، والكلمات الحماسية تُدخل روح الحماس، وعند الأحداث والإنتصارات، تبرز الأشعار والأناشيد بسرعة، وهذا ما شهدناه بعد استشهاد الرئيس رئيسي ورفاقه في حادث المروحية، فقام الفريق اللبناني بإنشاد نشيد “السيد رئيسي قد رحل”، كلمات النشيد للشاعر اللبناني المقاوم السيد “محمد نايف”، وعلى أعتاب أربعينية شهداء الخدمة أجرينا حواراً مع شاعر النشيد، وفيما يلي نص الحوار:

 

 

تأثير أشعار المقاومة

 

 

 

بداية تحدث لنا السيد محمد نايف عن دور وتأثير أشعار المقاومة في تخليد بطولات المقاومة والشخصيات البارزة، وقال: بطبيعة الحياة التي نعيشها اليوم، ومن شأن مواقع التواصل الإجتماعي، أن نرى هناك كل يوم خبر وحدث يظهر على هذه الوسائل، وعمر الأخبار قصير نسبياً، هنا يأتي دور القصائد والعمل الفني التي تخلّد هذه الشخصيات، الناس دائماً تحب أن تسمع وتعيش لحظات من ذكرياتها، ولو كانت ذكريات صعبة، نحن اليوم عندما نسمع مثلاً نشيد “الشعب إستيقظ يا عباس”، (حول الشهيد سيد عباس الموسوي)، نذهب معه إلى حقبة جميلة بكل صعوباتها، ونحن أبناء المدرسة التي تقول فيها السيدة زينب(ع) ، بعد كل ما جرى عليها: “ما رأيت إلا جميلاً”، إذن الذكريات مطلوبة، ومطلوب تخليدها عبر هذا النوع من القصائد، وكما برّز الشعب، قضية الشهيد السيد عباس الموسوي، أو ثبّت في الوجودان وخلّد نشيد عن الحاج عماد مغنية، هناك بعض القصائد التي نسعى لأن تساهم في تخليد مَن خلّدهم الله بالشهادة.

 

 

الأحداث تحرّك شاعرية الشاعر

 

وعندما سألناه أنه كيف يقوم باختيار موضوع لأشعاره واستخدامها في اناشيد المقاومة؟، قال: دائماً الحدث هو الذي يكون الدافع للفكرة، مثلاً يكون هناك العدوان على غزة، 7 اكتوبر، وبعض الأعمال البطولية، وبعض المظلوميات، هي التي تحرّك شاعرية الشاعر، ليختار مواضيع، ولكن هنا يصبح دور الشاعر من أي زاوية يختار الموضوع، يعني مثلاً أنا عندما أتحدث عن تحرير الجنوب، ممكن أن آخذ هذا المشهد من جهة المقاومين، ممكن ان أتكلم بلسان أهل القرى التي حُررت، ممكن آخذ مشهد من جهة وجدانية، أو آخذها من جهة ثورية، من جهة كأنها جزء من سلسلة متواصلة من الإنتصارات، أو مثلاً ممكن آخذها كإنتصار واحد، الإتجاه الذي يأتي منه الشاعر إلى القصيدة، هو العامل الذي يُميز قصيدة شاعر عن شاعر، بينما الحدث هو واحد، الحدث هو التحرير، ولكن كل شاعر يأتي إلى المشهد بطريقة، وأسلوب وبمفردات تميّز القصيدة عن قصيدة.

 

 

نشيد “سيد رئيسي قد رحل”

 

وفيما يتعلق بكلمات نشيد “سيد رئيسي قد رحل”، يقول نايف: عندما أستشهد السيد رئيسي (رض)، طبعاً كان خبراً مُرثياً لنا، لأن نحن شاركنا بإستقبال السيد رئيسي، في العتبة الزينبية المقدسة، وصافحنا وسلّمنا عليه وكان متواضعاً جداً، وكنّأ نتكلم عن ذلك التواضع أياماً عديدة، بل أشهر عديدة، وكلما كان يمر مشهد الشهيد رئيسي كنت أقول للآخرين: أن السيد رئيسي هو الذي أقدم بالسلام علينا ونحن كنّا نريد أن نسلّم عليه من بعيد بسبب الإجراءات، فهذا الرجل حجز لنفسه مكاناً أكبر من مكان رئيس جمهورية دولة، حجز لنفسه مكاناً في قلوبنا، مكان الرئيس، الإنسان المتواضع، وعندما يكون هناك صلة عاطفية بين الشاعر والشخصية، يكون الحرف أقرب، فعندما استشهد السيد رئيسي تواصل معنا الإخوة وطلبوا أن نحضّر نشيداً خلال 24 ساعة، فأنا أعربت عن جهوزيتي فوراً، وبفضل الله في عشرين دقيقة قمت بالإنتهاء من كتابة هذه القصيدة، خلال 20 دقيقة أرسلت المسودة الأولى لهذه القصيدة، لأن شخصية مثل شخصية الشهيد رئيسي لا تحتاج الكثير من الجهد والتفكير نبحث لها عن مميزات لها، بل شخصية تضيء مميزاته، ومهما كتب القلم يبقى في الذهن الكثير ليكتب عن هذا الشخص، ويبقى عاجزاً عن صياغة هذه الشخصية بشكل كامل.

 

 

أجواء لبنان بعد إستشهاد رئيسي

 

وحول الأجواء في لبنان بعد انتشار خبر استشهاد الرئيس قال الشاعر اللبناني: الأجواء في لبنان، كان لبنان مظلماً وأجواء الحزن وأجواء متابعة خبر سقوط المروحية كان قاضياً في لبنان فعلاً، وكنا نشهد في وسائل التواصل والناس كلّهم متأثرين بهذا الحدث، نحن والجمهورية الإسلامية كالجسد الواحد، فأي شيء يصيب الجمهورية الإسلامية نحن نتداعى اليها، فكيف إذا كانت خسارة الرئيس وقامة مثل قامة الشهيد رئيسي؟

 

وطبعاً هذا الموضوع أدى إلى زيادة الحركة الفنية، ولمواكبة هذا الحدث الأليم، وبدأ الإخوة كل بطريقته، وكل بما لديه من إمكاناته بالعمل على مجاراة هذه المناسبة الأليمة بالعمل الفني.

 

 

دعم المقاومة بالكلمة والشعر

 

وعندما سألنا عن كيفية دعم المقاومة وخاصة الشعب الفلسطيني المظلوم بالكلمة والشعر، قال نايف: اليوم الشعب الفلسطيني المظلوم، أقل ما يحتاج إليه، هو الصوت، يحتاج أن يشعر أن الناس بجنبه، مثلاً اليوم أنا أساعد أحد المظلومين، وؤأمّن له إحتاياجاته و…، ولكن يبقى يحتاج لكي أقول له كلمة طيبة، وأقول له أنا بقربك، لا تقلق، نفس الشيء عندما نكتب له عن مشاعرنا، أن نكتب له عن نوايانا، عن مفهومنا وعقائدنا، اليوم لماذا نحن إلى جنبه؟، اليوم ممكن أن تقف إلى جانب شخص لأنه لديك مصلحة عنده مثلاً، تريده يهجم على هذا العدو لكي تقوم أنت ممثلاً بالسيطرة عليه، هذه الأمور تُفهم بما هي الطريقة، ولكن عندما تتوحد البندقية والكلمة في نفس المسار، هنا يكون الدعم متوازي ومتكامل، فنحن عندما نترجم ماذا يقول المجاهدون؟، نترجم ما في قلوب مجاهدينا، وأبطالنا، وقياداتنا، من خلال هذه القصائد والمفاهيم، نحن نكمل المشهد، بالنسبة للجمهور الطرف الآخر، نقول لهم: نحن معكم بالبندقية، قلوبنا معكم، نحن لسنا متعصبين، نجاهد على الهوية، لا، نحن مع كل مظلوم في هذا العالم، إيران هي دولة  المستضعفين في العالم، هي مشروع دولة المستضعفين، في العالم، هذه الرسالة تُتمها القصائد والعمل الفني.

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص