الوفاق/ كان لقاء قائد الثورة الإسلامية هذا العام مع المنشدين وذاكري مناقب أهل البيت (ع) يشبه السنوات السابقة وحاول أن يظهر ما ينبغي ان يكون الثناء الحقيقي عليه، كالعادة قبل بضع سنوات. أعطى قائد الثورة الإسلامية مثل المعلم في فصل اليوم حلاً أيضاً، وكان لهذا اللقاء مشاهد جميلة جداً، ونظراً لأهمية الموضوع نتطرق في مقالنا اليوم الى بعض من هذه المشاهد، وحضور الرادود العراقي الشهير “قحطان البديري”.
عُقد الاجتماع السنوي لمدارس الرواديد الحسينيين مع قائد الثورة الإسلامية في ليلة ميلاد السيدة فاطمة الزهراء (س).
خلال لقاءاته التي دامت 40 عاماً مع الرواديد وذاكري مناقب أهل البيت عليهم السلام، أظهر أنه على دراية كبيرة بهذه المدارس في البلاد.
وكان الأهم والأكثر فاعلية اليوم هو ذكر مناقب أهل البيت عليهم السلام وجمهور المجلس ومحبي هذه الساحة، فقد بدأ من النقطة التي دخل فيها قائد الثورة إلى مناقشة الشعر في ذكر مناقب أهل البيت عليهم السلام وقبل كل شيء، في التقييم، وقال: من حيث ذكر مناقب أهل البيت عليهم السلام والقصائد، هناك تقدم جيد بالمقارنة مع ماضينا، لكننا ما زلنا بحاجة إلى الاهتمام ببعض الأشياء.
واستشهد قائد الثورة الإسلامية بالقرآن ونهج البلاغة والصحيفة السجادية ودعاء عرفة، وغيرها، وضرب سماحته مثالاً للرواديد وذاكري مناقب اهل البيت عليهم السلام أن هذه الأدعية تتمتع بمظهر جميل ومثير للدهشة وكذلك معنى داخلي عميق، وقال: يجب أن يكون شعر المديح هكذا أيضاً.
الدرس الثاني الذي أعطاه قائد الثورة الإسلامية كان في مجال الشعر. حيث قال سماحته: إن موضوع الشعر ومحتواه مهمان للغاية. قد لا يكون للقصيدة الجيدة موضوع جيد.
لذلك، يجب أن تكون القصيدة جيدة ولها موضوع جيد. لقد قال سماحته مرات عديدة في السنوات السابقة إن القصيدة الجيدة يمكن أن تؤدي عمل المنبر لعدة ساعات، واليوم ايضا قال بطريقة أخرى أنه في بعض الأحيان توجد موضوعات في القصيدة ذكرها الشخص مرات عديدة في الخطاب ، ولكن عندما يتم تقديمها بقصيدة جيدة وصوت جيد ، فإنها تبدو وكأنها موضوع جديد.
كان الدرس التالي الذي أعطاه قائد الثورة في مجال الثناء والمنبر. وتجدر الإشارة إلى أن سبيل الثناء قد ينقذ من الانحراف، وهو أنه قال إن المديح ليس منبراً، بمعنى أن المدح لا يخطب، بل يستعمل سلاح شعره نفسه. وقال في بيان دقيق ان الثناء على المنبر.
النشيد والموسيقى كانا الموضوع التالي لدرس قائد الثورة في هذا الفصل، الذي قال بدقة شديدة أن النشيد له أحياناً معنى بدون كلمات.
والدروس التي أعطاها قائد الثورة الإسلامية كانت تتمتع بهندسة جيدة وكانت نقطة البداية ونقطة النهاية مرتبطة ببعضهما البعض. وقد قدّم سماحته دروساً ونصائح، والأهم من ذلك أنه قدّم حلولاً لما يجب القيام به.
من جهة أخرى هناك شيئان يلفتان انتباهك عندما تدخل الحسينية، الأول هي الكتابة المزخرفة بحديث الإمام الصادق (ع): “فاطمة هي الباب بين نساء العالم”.
ومن ناحية أخرى، الكرسي البسيط الذي عند الورود الى الحسينية تراه، وتحاول الاستقرار بطريقة تحصل على أفضل زاوية مشاهدة.
رواديد من البلدان العربية
منذ اجتماع العام الماضي، جرت العادة على مشجعي الوطن العربي أن يكونوا ضيوفاً على هذا اللقاء السنوي، وفي العام الماضي تلا “حسين الأكرف” من لبنان الشعر أمام قائد الثورة، وأشاد هذا الرادود البحريني، بقائد الثورة في اجتماع السنة الماضية في لقائه مع قائد الثورة الإسلامية.
وفي هذا العام حضر الرادود العراقي الشهير “قحطان البديري” هذا اللقاء الذي حدث قبل أيام. وكان ضيفاً في ايران.
يعتبر قحطان البديري من الرواديد المشهورين في العالم العربي، وهو من مواليد مدينة النجف الأشراف وكانت ولادته في عام 1981 ميلادياً، وكان أبوه من كبار علماء الشيعة وكان يشجعه منذ صغره حين لاحظ جمال صوته وروعة أدائه على انشاد الاشعار الخاصة بالرادود، وقد بدأ قحطان البديري في التأثر بكبار المنشدين منذ أن كان في السابعة من عمره وبدأ يعمل على نفسه في تطوير مهاراته فحفظ الكثير من الاشعار الحسينية وكان أول قصيدة ألقاها بصوته الحسن أمام جمع من الناس هي “كوم أرميها”.
وهو الرادود الذي أنشد أشعاراً وقام بعرضها في جواب أشعار الرادود الإيراني الشهير “ميثم مطيعي” الذي شكر الشعب العراقي لحسن الضيافة في أيام الزيارة الأربعينية.
عندما صعد خلف المنصة، قال إنه من نجف علي (ع) وكربلاء الحسين (ع). فعندما سمع الحضور أسماء هذه المدن المقدسة، بدا الأمر كما لو أنها ضربت على وتر حساس في قلوب الناس ، وملأت رائحة الذِكر الحسيني الأجواء، واستقبله الجميع بالدموع. وكان قحطان قد اختار آلات الحجاز والكردي والبيات لمدحه.
كما حضر اللقاء وفد من الشعراء والرواديد والمنشدين اللبنانيين، ومن ضمنهم الشاعر اللبناني “محمد نايف”.
تقدير من نشيد “سلام فرمانده”
في الجزء الأخير من خطابه، أشار قائد الثورة مرة أخرى إلى نشيد “سلام فرمانده” وقال: هذا الخلط بين المديح والنشيد الذي رأيناه أخيراً كان أمر جيد.
ومن الأمثلة على ذلك نشيد “سلام فرمانده”، الذي تُرجم وأنشد في بلدان مختلفة، وحتى في بعض البلدان كانت تُنشده بنفس اللغة الفارسية.