الوفاق/ الشعر والكلمة دائماً تحكي عن ما يجري في داخل الإنسان و تترجم ما يشعر به الفؤاد فرحاً أو حزناً، مبرزةً الأحاسيس الجيّاشة.
شهيد الأقصى إسماعيل هنية، المقاوم بكل ميادين النضال ضد الكيان الصهيوني، خاض مسيرة طويلة من المقاومة على مختلف الصعد، من العمل الطلابي إلى قيادة المجلس السياسي لحركة حماس، حيث قدّم نموذجاً فلسطينياً مقاوماً، وقدّم لفلسطين قائداً سيضاف اسمه إلى قائمة قادتها العظماء.
ولا يختص الشهيد إسماعيل هنية للفلسطينيين وحدهم بل هو شهيد الأحرار، كما شهدنا التنديدات العالمية باغتياله الجبان، وأقيمت له بمختلف الأماكن صلاة الغائب، إضافة إلى الصلاة التي حضرها قائد الثورة الإسلامية ومسؤولين إيرانيين ودوليين، وبعد ذلك التشييع المهيب له وتكريمه من قبل الشعب الإيراني.
إسماعيل.. ذبيح الله
مجموعة من المثقفين الإيرانيين، تزامنا مع الليلة الأولى لإستشهاد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أنشدوا قصائد في مدح قائد المقاومة في مجلس عزاء أدبي تحت عنوان “إسماعيل.. ذبيح الله”، الذي أقامته مجموعة “هنديران” الدولية.
وقال أحد الشعراء: “موت إسماعيل الأحمر لعنة الصهيون”، وشاعر آخر أخذ هنية إلى مذبح الحب وقال: “جرى دم إسماعيل على مذبح الحب”، وأشار شاعر آخر إلى تلاوات هنية القرآنية وقال: “يا جلال صوت قرآنك المدوي بالحب.. يا من في حب الرب، أصبحت مغمور بدماء المجد!”.
وذكر شاعر آخر قصة الطيران فقال: “صوت المطر يقطر في صدري.. لقد أحزنني حزن طيران أصدقائي” ، فيما أحيا شاعر آخر أملاً في القلوب بكلمات: “إنني أصبر لأني أعلم أن بعد هذا؛ دماء هنية تصبح بداية الطوفان”.
تجدر الإشارة إلى أن القصائد التي ألقيت في هذا العزاء هي أول ردة فعل للشعراء لحظة سماعهم نبأ استشهاد إسماعيل هنية، والتي انبعثت بشكل عفوي من قلوب حزينة، مطالبين بالإنتقام.
استشهد إسماعيل هنية ولكن مسيرته تبقى خالدة ومتواصلة، ومنذ الساعات الأولى التي تم الإعلان عن استشهاده، قام الشعراء بالتعبير عن حزنهم بكلمات نارية وإحساس مرهف، و الكلمات الكثيرة جرت على الألسن والورق حتى أصبحت كالبحر، نذكر بعضها لشعراء إيرانيين وأجانب.
قزوة: كنت مثل الحاج قاسم، كنت إسماعيلنا
قال الشاعر الإيراني القدير عليرضا قزوة: “كنت مثل الحاج قاسم، كنت إسماعيلنا؛ لقد قتلك القابيليون، وكنت هابيلنا..
كان وجودك كله برائحة القرآن يا إسماعيل! في أي آية من التنزيل أخذت الشهادة؟.. سلام الله عليك يا ذراع أهل غزة الرشيد! أنك كنت ذراع الحق والسجّيل لنا.. ما الفرق بين الشعبين الفلسطيني والإيراني؟ أنت يا يوسف يا إيليا كنت من أهلنا.. إقرأ القرآن، اقرأه بدون رأسك، هذه المرة إسماعيل! إنك كنت صوت العرش ومطر ترتيلنا.
مستشار نظامي: ما أجمل صوت قرآنك يا هنية
من جهتها قالت الشاعرة الإيرانية “نغمه مستشار نظامي”: “ما أجمل صوت قرآنك يا هنية.. ما أجمل قرائتك للآيات القرأنية يا هنية.. هنيئاً لك ذبيح الله الثاني .. دائماً بجانب رجال الساحة يا هنية”.
قرباني: تم التوقيع على الشهادة في طهران
كما قالت الشاعرة الإيرانية “فرزانه قرباني”: “السنونو المهاجر، رجل الساحة.. ما أجمل تحليقه من أرض ايران.. تم التوقيع على الشهادة في طهران.. وأصبح الوطن أرض زهور التيوليب من دماء الضيف”.
إسرافيلي: ماذا يريدون منك؟
أما الشاعر الإيراني “حسین إسرافیلي” فقد أنشد قائلاً: “إسماعيل ماذا يريدون منك هؤلاء الأراذل والأدنياء؟! ماذا يريد منك المتوحشون عبدة العجل؟!.. ماذا يريد هؤلاء سكان الغابة آكلي الحضارة؟! ماذا يريد منك هؤلاء السكارى؟!”.
علوي تبار: شهادة اسماعيل، لعنة الصهيون
أما الشاعر الإيراني الآخر “سيد مسعود علوي تبار” فقال: لا أستطيع التعبير عن مشاعري بالكلمات؛ هنيئا لجمع الشهداء هذه الإستشهادات.. قلبي مملوء بسُكر الحب.. أنا في حالة سكر بهذا الاعتقاد، لا أخاف من هذه الإدانات والشماتات.. أنا أرتاح في دار حب صديقي الذي لا أساس له. إلى أساس يتجاوز ذروة التداعيات.. موت إسماعيل الأحمر هو لعنة حياة صهيون؛ الذي يقيم القيامات في كل لحظة بذكراه.. سوف يتردد صدى فعل القمع الآن في آذان العالم؛ حشرجة حزينة من سيف الشماتات.
شريفي: مائة حنجرة أصبحت وطن إسماعيل
ويقول الشاعر الإيراني “رسول شریفي”: في غزة صوت الرجل والمرأة إسماعيل.. في سوريا ولبنان واليمن كلها اسماعيل..
نهضت إيران المتحمسة من جديد.. مائة حنجرة أصبحت وطن إسماعيل.
عبداللهي: تقرأ آيات الصمود بصوت الحب
وينشد الشاعر الإيراني “محمد مهدي عبداللهي”: يا لها من افتتاحية رومانسية للقرآن.. يا ذبيح الحب؛ تقرأ آيات الصمود بصوت الحب.. الشهادة رزق الرجال الذين وقعوا في الحب يوماً ما لا شك فيه.. ما أجمل شربك ريح الشهادة الحمراء.. طريق القدس أيضا سيتحرر بدمك.. ومن صهيون تسرق فلسطين النوم الهين.. بجوار المسجد الأقصى نصلي صلاة الشكر.. وغزة تكرر هذه العبارة مع نفسها.. لا بد من الندم على نظام النكبات الصهيوني.. الذي يجب أن يسدد ثمن هذه الجريمة يوما ما.
حسيني بلخي: أنشودة الشام والقدس والنيل أبو العبد
أما الشاعرة الأفغانية “سيدة كبرى حسيني بلخي” من أفغانستان، فتنشد: أنشودة الشام والقدس والنيل أبو العبد؛ عزة وشرف هذه العائلة أبو العبد.. أقسم بـ “التين والزيتون” فلسطين؛ إسماعيل أبو العبد هو الفائز.
برويز: اسمك على كل ورقة من شجرة الزيتون الخضراء
ينشد الشاعر البنغلاديشي “شوجان برويز”: لقد متَّ من أجل حقوق الرجال الفلسطينيين؛ لقد أصبحت قائد هذه الأرض وأنت الفلسطيني.. اسمك على كل ورقة من شجرة الزيتون الخضراء؛ نضارة الزهور الفلسطينية المبتسمة.
سلمان: من بعد إسماعيل ألف إسماعيل
أما الشاعر اليمني “ضيف الله سلمان” فهكذا ينشد: من بعد إسماعيل ألف إسماعيل.. ومحور الإسـلام حـاضر واصـل.. دمـاءه تـجـرف كـيـان “إسـرائيل”.. وتـجـرف أمـريكـا مـع المتخاذل.. تـطـبـيـقاً لآيات الـهـدى والتنزيل..
لابـد مـن تـطهـيـر كـامـل شـامـل.
الفروي: الــفرج والـــفتح والـــنصر قـــــادم
ويقول الشاعر اليمني “ياسين الفروي”: مـن دم “اسمــاعيل”و”الحــاج قاسم”.. و”الــمهندس” و”الـــشهيد الـــشقاقي”.. الــفرج والـــفتح والـــنصر قـــــادم.. حــسب”وعـد الآخــرة”ويـش بــاقي.. دام “الايــــراني” و “لـــبنان” عــازم.. و”الــــيماني” قــد نــوى و”الـــعراقي”.. بـا يـــكون الــرد مــــوجع وقـــاصم.. بـأي لـــحظة، والــهجوم اســتباقي.. لـــن نــــفاوض لا ولا بـا نــــــــسالم.. ارحــــبي ثـم ارحــــبي يـا ســـواقي.. مـــعركة كــــبرى ومــــحور مـــقاوم.. حــان “وعـــد الآخـــرة” ويش باقي.
الجنيد: لك يا شهيدَ القُدس من دمنا عهدٌ
أما الشاعر اليمني “معاذ الجنيد” ينشد قصيدة رثاء في الشهيد القائد إسماعيل هنية رئيس حركة حماس بعنوان “أبا الشهداء” ويقول: كم كنتَ غزَّةَ يا أبا العبدِ.. كم كنتَ كلَّ الشعبِ في فردِ.. كم كنتَ غزَّةَ في بسالتها.. وعطائها الجاري بلا حدِّ.. كم كنت إسماعيلَ مندفعاً.. للذبحِ مشتاقاً لأن تفدي.. شيَّعتَ قلبكَ في الوُفودِ وهُم.. يتسابقون برحلةِ المجدِ.. ودعوتَ: يا ربَّ العبادِ متى.. سيكونُ إسماعيلُ في الوفدِ.. هو ذا طريقُكَ يا أبا الشهداء.. هو ذا طموحُك جنَّةُ الخُلدِ.. ها أنت عند الله مُندهِشاً.. بحفاوةِ المعبودِ بالعبدِ.. وتقولُ: بُشراي الرفاقُ هنا.. قومي وأحفادي هنا وُلْدي.. هذا أنا قد جئتُ مُتَّشِحاً.. ومُضرَّجاً بدمي على الوعدِ.. لله تُهدي التضحياتِ إلى.. أن صرتَ أنت هديَّةَ المُهدي.. سيظلُّ صوتُك في مسامعهم.. مُتعاقباً كالقصفِ كالرعدِ: لو هذه عن هذه انفصلَت.. لو صرتُ ذرَّاتٍ بلا عَدِّ.. لن نعترِفْ.. لن نعترِفْ أبداً.. لن نعترِفْ يوماً ولن نُبدي.. بوجودِ “إسرائيل” في بلَدي.. لو لم يكُن فيها سوى جُندي.. لو لم يعُد أحدٌ سواي هُنا.. لوقفتُ ضدَّ وجودها وحدي.. لاءاتُك الغضبى ستطرُدُهم.. فوراءها شعبٌ على العهدِ.. هذا رحيلُك غُصَّةٌ وقفت.. بحلوقنا يا شيبةَ الحمدِ.. ونرى بك الصمَّادَ فارَقَنا.. ونعيشُ نفس مرارةِ الفقد.. لك يا شهيدَ القُدس من دمنا.. عهدٌ من الأنصار والحشدِ.. من جُندِ حزب الله والحرَسِ الثوريِّ بل من غزَّةَ الأُسدِ.. أن يأتِ منَّا الردُّ مُجتمعاً.. وهلاكُهم سيكونُ في الردِّ.. قُل يا (هنيَّةُ) للسما ثِقةً: ستزولُ “إسرائيلُ” من بعدي.