نداء إلى القادة العرب: كونوا على مستوى المسؤولية

سجل "إسرائيل"في مجال حقوق الإنسان هو من الأسوأ في التاريخ. منذ نشأة الكيان الصهيوني، ارتكبت "إسرائيل"انتهاكات لا تحصى ضد الفلسطينيين، بدءًا من التهجير القسري وصولًا إلى القتل والتعذيب والاعتقالات التعسفية. آلاف التقارير من منظمات حقوق الإنسان الدولية توثق هذه الجرائم، ولولا الحماية والدعم الذي توفره الولايات المتحدة، لكانت "إسرائيل" تواجه محاكمات دولية على جرائمها.

2024-08-10

ناصر سعید/ کاتب و محلل السیاسی الفلسطیني

 

 

أيها القادة العرب، آن الأوان أن تتخذوا موقفًا يحترم تطلعات شعوبكم ويعكس قيم العدل والكرامة التي نتشاركها. إن الوقت قد حان لأن تكونوا قادة حقيقيين يمثلون شعوبكم بصدق وشجاعة، وليس ممثلين لمصالح الصهيونية العالمية و”إسرائيل”.

 

 

“إسرائيل”: دولة قائمة على الدعم الخارجي

“إسرائيل” ليست دولة قائمة بذاتها، بل تعتمد بشكل كبير على الدعم الخارجي في جميع المجالات. من الناحية المادية والعسكرية، تستمر “إسرائيل” بفضل الدعم السخي من الولايات المتحدة وحلفائها. هذا الدعم هو الذي يمكّنها من الحفاظ على تفوقها العسكري، وهو ما أشار إليه الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك الذي أكد أن “إسرائيل” لا تستطيع الصمود في أي حرب إقليمية بدون دعم أمريكي.

 

 

العزلة السياسية والدبلوماسية

من الناحية السياسية والدبلوماسية، تلعب الولايات المتحدة دورًا حاسمًا في الحفاظ على مكانة “إسرائيل”على الساحة الدولية. لولا هذا الدعم، لأصبحت “إسرائيل” واحدة من أكثر الدول المنبوذة في التاريخ البشري. السياسات العدوانية والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان جعلت “إسرائيل” تواجه انتقادات واسعة من مختلف أنحاء العالم، ولولا الدعم الأمريكي الذي يعترض على هذه الانتقادات ويدافع عن “إسرائيل”في المنظمات الدولية، لأصبحت معزولة تمامًا.

 

 

سجل حقوق الإنسان المخزي

سجل “إسرائيل”في مجال حقوق الإنسان هو من الأسوأ في التاريخ. منذ نشأة الكيان الصهيوني، ارتكبت “إسرائيل”انتهاكات لا تحصى ضد الفلسطينيين، بدءًا من التهجير القسري وصولًا إلى القتل والتعذيب والاعتقالات التعسفية. آلاف التقارير من منظمات حقوق الإنسان الدولية توثق هذه الجرائم، ولولا الحماية والدعم الذي توفره الولايات المتحدة، لكانت “إسرائيل” تواجه محاكمات دولية على جرائمها.

 

 

جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة

في غزة، ترتكب “إسرائيل” يومياً 19 نوعاً من الجرائم البشعة، تشمل القتل العشوائي، والتعذيب، والقصف على المدنيين، وفرض الحصار الذي يعزل السكان عن العالم الخارجي. إن التقارير الدولية لمنظمات حقوق الإنسان تصف الوضع في غزة بأنه جريمة إبادة جماعية، حيث يتم استهداف المدنيين والبنية التحتية بشكل ممنهج بهدف تحطيم الروح الإنسانية للشعب الفلسطيني.

 

 

انتهاكات السجون الإسرائيلية

السجون الإسرائيلية هي مواقع لانتهاكات حقوق الإنسان الممنهجة، حيث يتعرض المعتقلون الفلسطينيون لتعذيب قاسٍ ومعاملة لاإنسانية. تم الكشف عن وقائع اعتداءات جنسية على الأسرى الفلسطينيين، وهو ما يضيف بعدًا آخر لمستوى الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين. إن هذه الانتهاكات المخزية تعكس الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي الذي يتجاوز كل الحدود الإنسانية.

 

 

التبعية المطلقة لأمريكا

أوضح الجنرال إسحاق بريك أن “إسرائيل”لا تستطيع خوض حرب بمفردها دون دعم مطلق من الولايات المتحدة. هذا الدعم يتجلى في الحشد العسكري والسياسي والدبلوماسي الأمريكي الذي يضمن بقاء “إسرائيل” وحمايتها من أي تداعيات دولية. الولايات المتحدة تستخدم كل قدراتها لحماية “إسرائيل” ، مما يجعلها دولة تعتمد بالكامل على الحماية الخارجية.

 

 

المسؤولية الدولية

المسؤولية عن جرائم “إسرائيل” وبلطجيتها واعتداءاتها تقع بشكل كامل على عاتق الولايات المتحدة وكل داعمي “إسرائيل” والساكتين عن الحق أو المتواطئين مع الباطل، بما في ذلك بعض الحكومات العربية. إن الدعم المستمر لـ “إسرائيل” يجعل من الداعمين شركاء في كل الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني.

 

 

التحول في الرأي العام الأمريكي

بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست”، فإن أكثر من 55% من الشعب الأمريكي من كلا الحزبين يرفضون مشاركة أمريكا في الدفاع عن “إسرائيل” ، في حين يؤيد ذلك 41% فقط. هذا التحول يعكس تراجع الدعم الشعبي للسياسات الحكومية تجاه “إسرائيل”ويشير إلى تحول كبير في الرأي العام الأمريكي، بعد أن دمرت ممارسات “إسرائيل” منظومة القيم التي كانت تتغنى بها أمريكا. إن السياسيين الأمريكيين، الباحثين عن المال والنفوذ اليهودي في أمريكا من أجل الفوز بالمناصب السياسية، يعكسون حالة بائسة من الاحتلال الذاتي دون وعي.

 

 

دعوة إلى التحرك

أيها القادة العرب، أمامكم فرصة تاريخية لتغيير مسار الأحداث. أنتم مطالبون باتخاذ موقف حازم وجريء يرفض الانتهاكات ويطالب بالعدالة. شعوبكم تنتظر منكم أن تكونوا صوتًا للحق وأن تدافعوا عن حقوق الفلسطينيين وعن كرامة الأمة العربية.

 

إن المستقبل سيحكم على مواقفكم اليوم، فكونوا على قدر المسؤولية واتخذوا موقفًا يحترم تطلعات شعوبكم ويدافع عن حقوق الإنسان والعدالة. إن دعمكم للقضية الفلسطينية هو دعم للعدل والكرامة الإنسانية، وهو موقف يجب أن تتبنوه بلا تردد. إن “إسرائيل” ، كما وصفها بريك، هي دولة تافهة تعتمد على الدعم الخارجي، وأي دعم تقدمه الولايات المتحدة لا يمكن أن يبرر الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الفلسطينيين.

 

فلنقف معاً من أجل مستقبل أفضل لأمتنا، ولنكن قادة حقيقيين يمثلون قيمنا ومبادئنا.

 

المصدر: الوفاق