يقع مسجد جامع دزك في قرية «دزك» التابعة لمدينة سراوان كانت ذات أهمية فائقة من الناحية العسكرية والسياسية والاقتصادية والزراعية؛ وتعد من أخصب مناطق محافظة سيستان وبلوشستان وتشتهر بصناعة الغزل والحدادة؛ مما سبب ازدهار التجارة في المدينة؛ ومنذ اللحظة الأولى حظيت «دزك» بشرف وجود مسجد جامع فيها.
يُعزى بناء مسجد دزك الى رجل باسم «بابا حاجي دزكي» وابنه شيخ أويس الذي كان من قرية «هيتوك» على مسافة بضع كيلومترات من المدينة.
بني المسجد على النمط الخراساني والذي يشبه خارطة مسجد تاريخانه في مدينة دامغان والمسجد الجامع في مدينة فهرج اللذان بنيا في القرون الأولى من تاريخ الإسلام في بلاد فارس.
فبناء المسجد يشمل باحة محيطة بأروقة مسقفة وساحتان إحداهما للصيف والأخرى للشتاء وغرفة صغيرة تسمى «جلهخانه» وحجرة و مكتبة.
لقد كان مسجد الجامع في «دزك» حتى سنة 1307هـ.ش الجامع الوحيد في مدينة سراوان وكان الناس يأتون إليه كل جمعة من أقصى نواحي المدينة لإقامة صلاة الجمعة فيه.
تاريخ بناء مسجد جامع دزك
لايوجد في أي مصدر من مصادر التاريخ ما يطلعنا على تاريخ بناء المسجد؛ ولكن نظراً الى هندسة البناء والأسلوب المعماري الخراساني الموجود في المسجد؛ يرجح بناء المسجد الى القرون الأولى من تاريخ الإسلام في إيران.
كانت المساجد تبني على نمط بسيط على غرار الأسلوب المعماري الساساني في بداية دخول الإسلام في إيران وكانت خراسان أول بلد بنيت المساجد فيها؛ ومن أجل ذلك يسمى الأسلوب المعماري الخراساني.
نظراً لهندسة بناء المسجد الجامع في «دزك» التي تطابق تماماً الأسلوب الخراساني ويشبه الى حد كبير مسجدَ الجامع في دامغان؛ نستطيع القول بأن المسجد الجامع في «دزك» قد بني في القرن الأول أو الثاني من الهجرة.
بني المسجد على أرض تقدر بـ900 متر، مستطيلة الشكل بأضلاع 25 في 35 وجدران بعرض 5/1 متر وارتفاع 6 الى 8 متر على أعمدة ضخمة بقطر 5/1 متر في مكان مرتفع قريب من قناة «دزك» وعلى مسافة ثلاثة كيلومترات من قلب مدينة سراوان.
البناء الحالي للمسجد يتشكل من الساحة الصيفية غرب المسجد والساحة الشتوية في شرق المسجد؛ كل واحدة موصولة بالأخرى وغرفة صغيرة تسمى «جله خانه» تحت الحجرة الثانية.
وقد بني المسجد من الطابوق غير المطبوخ واستخدمت جذوع النخل وسعفه لتسقيفه.
الباب الخشبي
قبل عشرات السنين كان للمسجد باب مصنوع من خشب شجر الطرفاء (الجز) وقد نحت على آخر باب للمسجد اسم النجار «دين محمد» بسنة 1318هـ.ق وهو موجود الآن ويحتفظ به داخل المسجد.
محراب المسجد
ماكان يتخذ في المساجد مكان خاص للمحراب في القرن الأول من تاريخ الإسلام؛ ومن أجل ذلك لايوجد في المسجد محراب ولكن قد نحت محراب صغير داخل الجدار من داخل المسجد.
الـ(خانقاه) أو غرفة التزكية
في الحجرة الثانية من المسجد التي خلف الحجرة الأولى في الجنوب الشرقي من المسجد، يوجد سلم ينتهي الى أربعة أمتار تحت الأرض وهناك حجرة صغيرة بأضلاع 2 – 5/1 وبإرتفاع 8/1متر، هذه الحجرة كانت تسمى «جله خانه» وكان بعض الناس يمكثون فيها أربعين يوماً وليلة، يعبدون فيه ويقومون بتهذيب نفوسهم ولا يخرجون منه إلا للصلوات وكانوا يقضون هذه المدة بطعام يسير ونوم قليل.