تمّ تهريب الرواية عبر الأسرى إلى خارج المعتقلات، ستتيح لقارئها عبر مضمونها التعرف أكثر على شخصيته وأفكاره حول قضيته وأمته والعدو الذي يجابهه والعالم الذي يحيط به. وقد دأب العشرات في المعتقلات، لنسخها ومحاولة إخفائها عن عيون السجانين، وبذلوا جهداً جباراً في ذلك وفي سبيل تسريبها إلى الخارج، لتكون في متناول القراء داخل فلسطين وخارجها، لتقدّم لهم الواقع كما هو.
وكان معبّراً جداً، إهداء السنوار لها، إلى كل من أحب فلسطين من المحيط إلى المحيط.
ومن اللافت أن الرواية التي يقول السنوار في مقدمتها: “هذه ليست قصتي الشخصية، وليست قصة شخص بعينه، رغم أن كل أحداثها حقيقية.. الخيال في هذا العمل فقط في تحويله إلى رواية”، ليبيّن بأنه اختار الرواية كنوع أدبي، ليسرد تاريخ المجتمع الفلسطيني وقضيته وتطورها، في الفترة الممتدة من حرب النكسة عام 1967 حتى انتفاضة الأقصى 2000، مع استعراض لبعض أحداث النكبة سنة 1948.
هذه الرواية في الحقيقة هي رسالة للأمة (كل الأمة) لتفهم القضيةُ، كما يريد السنوار أن يشرحها.. فهو – وهو الدارس للغة العربية في الجامعة الإسلامية- اختار أن يستخدم الفصحى وحدها في السرد والحوار، وعندما يضطر لاستخدام اللهجة الفلسطينية، يُعيد شرح التعبير باللغة العربية، وهذا في رأيي يعود إلى سببَين؛ الأول: أنه- وهو ابن الحركة الإسلامية الفتية في ذلك الوقت- يريد أن تصل رسالته إلى كل الجماهير العربية، فيشرح لهم ما قد يبهم عليهم، والثاني: أنه انعكاس لأصالته كقائد شاب (في ذلك الوقت)، ينتمي لحركة إسلامية تعتبر اللغة الفصحى من أهم مكونات الهُوية.