يوم ينادي “هدهد3” “عماد4” !

ماذا لو تعمّق هذا الجرح أكثر يوم ينادي "هدهد3" "عماد4" أن أمطر "رامات ديفيد بالصواريخ.. فهل سيبقى قائد تلك القاعدة يشعر بـ"الراحة الكبيرة" التي عبر عنها، وحاول التمظهر بها لإخفاء إخفاقاته..

2024-08-17

أخرج هدهد حزب الله قائد قاعدة “رامات دافيد” الجوية من جحره.. قبل ساعات فقط من نشر حزب الله فيديو “عماد4” الذي يضيء على عينة مما أعدته المقاومة من مفاجآت لكيان العدو وجيشه بحال تهور وغامر بعدوانه وذهب إلى الحرب الشاملة، خرج العقيد الذي تحظر الرقابة العسكرية في جيش الاحتلال نشر هويته وتعرف عنه بالحرف “أ” للتعليق في حديث إذاعي (إذاعة 103FM) على فيديو مسيرة “هدهد حزب الله” الذي صوّرته من فوق قاعدته الجوية وعرض في 24 تموز/يوليو الماضي، فتباهى بأنه قائد أكبر قاعدة لسلاح الجو في الشمال.. وبأنه يلفت نظر وانتباه (السيد) نصر الله وحزب الله، وتابع يقول: “سيسرني أن ينظر (السيد) نصر الله إلى رامات دافيد، وسيسرني إذا ركّز عليّ وليس على البلدات المدنية”.

 

 

وسط تباهيه هذا وبعبارته “ركّز عليّ”، أقر العقيد المذكور دون أن يدري بدقة المعلومات التي كشفها الحزب في فيديو “الهدهد 3″، ومنها إماطته اللثام عن هويته كقائد للقاعدة الجوية رغم السرية التي تحاط بها هكذا مواقع عادة، فإذا بالحزب يكشف عن اسمه (الاسم : العقيد أساف إيشد وتاريخ مولده)، وفي ذلك دلالة على القدرة الاستخباراتية والاستعلامية للحزب.

 

 

أما المستوطنون الذين يشدون ظهرهم بقاعدته لحمايتهم، فقد استفاقوا على واقع أنها مكشوفة أمنيًا وأنها لن تقدر أن تحمي نفسها، فإذ به بدل أن يطمئنهم ويجيب عن سؤال حيّر الخبراء العسكريين حول كيفية تحليق مسيرة حزب الله بأريحية كاملة ولمدة طويلة فوق قاعدته الجوية دون أن يكتشف أمرها، ذهب العقيد “أ” لتعويض فشله هذا وعجزه عن اكتشاف المسيرة وإسقاطها، باتجاه محاولة التقليل من شأن ما صوره “هدهد حزب الله” ووصف ما كشف بأنه “لا يحدث مفاجأة أو خطرًا..”، دون أن يشرح كيف، علمًا أن الفيديو وثق منشآت ومدرجات الطائرات والمروحيات القتالية وغيرها داخل القاعدة.. وفي ذلك نجاح باهر يسجل لحزب الله، أولاً لجهة أن السماء لم تعد متاحة لعربدة طيران العدو دون رد، وثانيًا لجهة اختراق أجهزة الرصد والإنذار التابعة لجيش العدو.. وإذا ما أضفنا إلى ذلك ما عرضه الحزب في فيديو “عماد 4” من قدرات وصواريخ دقيقة خزّنها في أنفاق إستراتيجية تحت الأرض، تكون الصورة قد اكتملت بشأن، ليس فقط وجود القوة والقدرة على الوصول إلى هذه الأهداف التي تمتلك المقاومة دقائق تفاصيلها وإحداثياتها، وإنما أيضاً وجود قرار الاستهداف الذي يبقى ربطًا بالتطورات ورهن إشارة وإصبع السيد نصر الله وتوقيته..

 

 

ورغم أن الجزء الثالث من فيديوهات “هدهد حزب الله” أشار بالبنان إلى كل تفصيل موجود داخل قاعدة “رامات ديفيد” الجوية من مركز القيادة والسيطرة إلى قيادة الأسراب إلى المرائب وهنغارات الطائرات وأقسام التجهيز والصيانة وباحات التذخير والمدرجات ومهابط المروحيات ومنصات القبة الحديدية ورادارات الملاحة الجوية حتى خزانات وقود الطائرات، ورغم أنه حدد أيضًا المحصن منها من عدمه، فإن قائد القاعدة كذّب كل تلك المشاهد وكل ما رآه العالم، زاعماً أنه من الصعب جدًا العثور على سلاح الجو”. لكن الأمر الوحيد الذي اعترف به كان إقراره بالفشل الكبير في أثناء هجوم “طوفان الأقصى”، في 7 أكتوبر، واصفًا ما جرى بأنه “جرح سيبقى لديه حتى يومه الأخير”.. فماذا لو تعمّق هذا الجرح أكثر يوم ينادي “هدهد3” “عماد4” أن أمطر “رامات ديفيد بالصواريخ.. فهل سيبقى قائد تلك القاعدة يشعر بـ”الراحة الكبيرة” التي عبر عنها، وحاول التمظهر بها لإخفاء إخفاقاته..

 

المصدر: علي عوباني/ العهد