ومقاومون يتصدّون لاقتحامات القوات الصهيونية

عدوان واسع.. الاحتلال ينقل ثقل عملياته من غزة إلى الضفة

شنّ جيش الاحتلال الصهيوني، الثلاثاء، عدواناً واسعاً على الضفة الغربية، في ما وصفه بـ " العملية العسكرية"، في حين اقتحم مدنها وبلداتها مستهدفاً شبانها، ما أدّى إلى ارتقاء شهداء وجرحى. 

2024-08-27

بدورها أكدت فصائل فلسطينية، أنّ اقتحامات المستوطنين الإرهابيين لمحافظات الضفة الغربية وعدوانهم، والتي كان آخرها الاعتداء على بلدة وادي رحال جنوب بيت لحم، “تأكيد لسلوك الاحتلال الإجرامي بحق أبناء شعبنا في  أماكن وجودهم كافة”.

 

في حين دخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة يومه الـ326، ويواصل “جيش” الاحتلال قصفه مختلف المناطق ممعناً في حرب الإبادة الجماعية التي يشنها بحق الشعب الفلسطيني.

 

ومع تواصل القصف المكثف، أعلنت الأمم المتحدة عدم قدرتها على مواصلة عملياتها الإغاثية والطبية بعدما أصدر الاحتلال الصهيوني أوامر إخلاء للمدنيين في مواقع بالقطاع.

 

*طائرات الاحتلال تقصف منازل وسط مخيم نور شمس

 

وفي التفاصيل، قصف “جيش” الاحتلال أحد المنازل في مخيم نور شمس قرب مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، ما أدى إلى ارتقاء 5 شهداء، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.

 

وأكّدت وسائل إعلام فلسطينية أنّ طائرات الاحتلال قصفت أحد المنازل وسط مخيم نور شمس، ما أدّى إلى استشهاد 5 شبان وجرح عدة فلسطينيين في محيط المنزل المستهدف.

 

والشهداء هم: مهند قرعاوي (19 عاماً)، وعدنان أيسر جابر (15 عاماً)، ومحمد الشيخ يوسف (45 عاماً)، وجبريل جبريل من مدينة قلقيلية، وهو أحد الأسرى الأشبال الذين تحرّروا في صفقة التبادل بين الاحتلال والمقاومة في تشرين الثاني/نوفمبر 2023.

 

وكان جبريل أحد المطاردين في مدينة قلقيلية، إذ جرت مطاردته فور تحرّره في الصفقة بعد تنفيذه عدة عمليات إطلاق نارٍ باتجاه أهداف للاحتلال.

 

ويُعدّ جبريل المُحرّر الثالث الذي يرتقي شهيداً من محرّري الصفقة بعد الشهيدين طارق داود من قلقيلية، ووائل مشة من مخيم بلاطة شرقي نابلس.

 

وفي إثر الجريمة الصهيونية، حمّلت فصائل العمل الوطني في طولكرم المجتمع الدولي مسؤولية عدم وقف العدوان على الشعب الفلسطيني.

 

كما أُعلن عن إضراب عام في طولكرم حداداً على الشهداء الـ5 قبل أن يقتحم الاحتلال المدينة.

 

وذكرت مصادر صحفية محلية أنّ دوريات صهيونية تجوب شوارع طولكرم في ظل حالة غليان في مختلف محافظات الضفة الغربية.

 

*شهيد وإصابات في وادي رحال

 

وبالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الصحة استشهاد شاب برصاص مستوطنين في قرية وادي رحال جنوبي بيت لحم، فيما أُصيب 3 آخرون بجروح.

 

وأفاد رئيس مجلس قرية وادي رحال، حمدي زيادة، بأنّ مستوطنين هاجموا منازل المواطنين قرب مدرسة الذكور، وسط إطلاق الرصاص الحي.

 

وأضاف زيادة أنّ قوات الاحتلال اقتحمت القرية لتأمين الحماية للمستوطنين، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام تجاه المواطنين، ما أدّى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.

 

*مقاومون يتصدّون لاقتحامات الاحتلال

 

كذلك، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة حجة وباقة الحطب شرقي قلقيلية شمالي الضفة الغربية، ودهمت عدداً من المنازل، فيما أشارت مصادر محلية إلى إطلاق نار كثيف يستهدف الحاجز الشمالي للمدينة.

 

وتصدّى شبان لقوات الاحتلال بالزجاجات الحارقة خلال اقتحامها باقة الحطب.

 

ونقلت مصادر صحفية فلسطينية أنّ قوات الاحتلال نشرت قنّاصتها على الحاجز الشمالي لمدينة قلقيلية.

 

وعند مدخل مخيم العروب شمالي الخليل، اندلعت مواجهات في إثر تصدّي مجموعة من الشبان لقوات الاحتلال، فيما اعتقلت القوات شاباً من المخيم.

 

كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة نعلين غربي رام الله ومنطقة المساكن الشعبية في مدينة نابلس.

 

*فصائل فلسطينية: قرارٌ بالحرب المفتوحة على شعبنا

 

وأكدت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، أنّ اقتحامات المستوطنين الإرهابيين لمحافظات الضفة الغربية وعدوانهم، والتي كان آخرها الاعتداء على بلدة وادي رحال جنوب بيت لحم، “تأكيد لسلوك الاحتلال الإجرامي بحق أبناء شعبنا في أماكن وجودهم كافة”.

 

وأضافت، في بيانٍ، أنّ ما يرافق ذلك من عمليات سطو وحرق وتنكيل بالممتلكات، هو الوجه الحقيقي الذي يكشف عن سياسة ومخططات الاحتلال الإجرامية للاستيلاء الكامل على الضفة الغربية، ناعيةً الشهيد في هذا العدوان خليل سالم زيادة.

 

وكانت حماس دعت إلى جعل الثلاثاء يوم غضب ونفير في كلّ ربوع الضفة الغربية واستثمار حالة الإضراب لإشعال نقاط التماس والمواجهة، مؤكدةً أنّ هذا العدوان لن يفلح في دفع الشعب الفلسطيني لترك أرضه أو التخلي عن حقوقه.

 

وفي بيانٍ آخر، أوضحت حركة حماس أنّ عملية الاغتيال في مخيم نور شمس “تأكيداً لاستمرار جرائم ومجازر الاحتلال الممتدة من غزة وصولاً إلى كل شبر من الوطن”.

 

بدورها، شدّدت حركة الجهاد الإسلامي على أنّ “تصعيد الكيان ومستوطنيه وتيرة جرائمهم في الضفة المحتلة خلال الساعات القليلة الماضية هو قرار بالحرب المفتوحة غير المعلنة على شعبنا الفلسطيني”.

 

وتابعت حركة الجهاد، في بيان، أنّ “استخدام العدو الطائرات المسيّرة لقصف منزل داخل مخيم نور شمس في طولكرم، وارتقاء 5 شهداء، من بينهم طفل على الأقل، وهجوم المستوطنين المدججين بالسلاح على وادي رحال غربي بيت لحم وارتقاء شهيد، وفرض الإغلاق على مناطق واسعة شمال الضفة، كلّها دلائل على أنّ العدو قرّر نقل ثقل عملياته من غزة إلى الضفة”.

 

أمّا حركة المجاهدين، فقالت أنّ “جريمة الاغتيال الجديدة التي نفّذها العدو الصهيوني الفاشي في مخيم نور شمس في طولكرم هي تأكيد بأنّ حرب الإبادة الجماعية تستهدف الشعب الفلسطيني بكل مكوّناته ومناطق وجوده”.

 

*كتائب القسام تنعى 5 من شهدائها فى مخيم نور شمس

 

كما نعت كتائب القسام بطولكرم في بيان الثلاثاء، 5 من عناصرها استشهدوا فى غارة صهيونية على مخيم نور شمس.

 

وفي بيان لها تحت عنوان “معركة طوفان الأقصى”، قالت كتائب القسام بأسمى آيات الفخر والاعتزاز والثقة بنصر الله القريب، تزف كتائب الشهيد عز الدين القسّام إلى أبناء شعبنا وجماهير أمتنا العربية والإسلامية فرساناً من فرسانها الميامين.

 

*تواصل العدوان على غزة

 

في غضون ذلك دخل العدوان الصهيوني على قطاع غزة يومه الـ326، حيث أكدت وسائل إعلام، الثلاثاء، ارتقاء 4 شهداء وإصابة عدد من الأشخاص في قصف صهيوني استهدف منزلاً في مخيم خان يونس جنوبي القطاع، فيما استهدف الاحتلال أيضاً بالقصف المدفعي المناطق الشرقية والشمالية في مدينة خان يونس.

 

كذلك، استهدفت مدفعية الاحتلال بالقنابل النارية والدخانية محيط أرض المفتي شمالي مخيم النصيرات، وسط القطاع، وأطلقت المسيّرات الصهيونية النار على المنطقة الغربية في المخيم نفسه.

 

وارتقى عدد من الشهداء وأصيب آخرون في غارات صهيونية استهدفت مناطق مختلفة من قطاع غزة في ساعات الليل.

 

وفي آخر المعطيات التي نشرتها وزارة الصحة في غزة بشأن حصيلة العدوان، فقد ارتقى 40435 شهيداً وأصيب 93534 شخصاً، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023″.

 

وبشأن الأزمة الصحية المتفاقمة من جراء العدوان والحصار الصهيوني، أكّد المدير العام لوزارة الصحة، منير البرش، أنّ أكثر من 60% من الأدوية في قطاع غزّة غير متوافرة، وأنّ الاحتلال منع إدخال اللقاحات من محور “نتساريم” إلى شمالي القطاع.

 

إلى جانب ذلك، أشار البرش إلى أنّ المستشفيات في مدينة غزّة وشمالي القطاع “قد تتوقّف إذا استمر الاحتلال في منع دخول الوقود”، لافتاً إلى أنّ الاحتلال “يمعن في تجويع المدنيين، ويمنع الوقود عن شمالي قطاع غزّة، لليوم الرابع على التوالي”.

 

*الاحتلال الصهيونى يحتجز 552 جثماناً

 

من جهتها أعلنت مؤسسات الأسرى والحملة الفلسطينية لاستراد جثامين الشهداء، الثلاثاء، مواصلة سلطات الاحتلال الصهيوني احتجاز 552 جثماناً بينها 256 في مقابر الأرقام، إضافة إلى المئات من قطاع غزة.

 

جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن نادي الأسير الفلسطيني، وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، ومؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، والحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، بمناسبة اليوم الوطني لاستراد الجثامين الموافق 27 أغسطس من كل عام.

 

المصدر: الوفاق/ خاص