رغم الحرب.. حلقات تحفيظ القرآن تصدح بخيام نازحي غزة

بخيمة نزوح في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس، شكلت الداعية شمس سهيل حلقات لتحفيظ القرآن الكريم لعدد من النساء والطالبات، بعد إغلاق المساجد بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وعدم تمكن النساء من الوصول للمساجد

2024-09-14

حلقات القرآن بخيام نازحي غزة نجحت في تحفيظ القرآن لـ25 شخصاً خلال شهرين فقط من إطلاقها بجهود ذاتية من دعاة وحافظين للقرآن الكریم.

 

بخيمة نزوح في منطقة المواصي غربي مدينة خان يونس، شكلت الداعية شمس سهيل حلقات لتحفيظ القرآن الكريم لعدد من النساء والطالبات، بعد إغلاق المساجد بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وعدم تمكن النساء من الوصول للمساجد.

 

وتحرص الداعية شمس، وهي كفيفة، على إيجاد مساحة ووقت داخل خيمة نزوح عائلتها من أجل إتمام جلسات تحفيظ القرآن الكريم لعدد من النساء والأطفال، وسرد آيات منه على مدار ساعتين كل يوم.

 

وتقول شمس: “نزحنا من منزلنا بعد قصفه وتدمير جيش الاحتلال للمنطقة التي نسكن بها بالكامل بخان يونس، وذهبنا إلى المواصي، وشيد والدي هناك خيمة نعيش بها، وتخفف علينا من حرارة الشمس”.

 

وتضيف: “مر على نزوحنا أكثر من 5 شهور، وأنا داعية حافظة للقرآن الكريم كاملاً، لذلك جاءتني فكرة لتكوين حلقات تحفيظ للنساء والأطفال الموجودين بالخيام قربنا”.

 

ونجحت شمس من خلال إعلان جيرانها بدء تحفيظ القرآن الكريم داخل خيمتها الصغيرة، خلال ساعات الصباح الأولى، ولمدة ساعتين.

 

لاقت فكرة شمس قبولاً وترحيباً من النساء والأطفال، حيث توافدوا عليها حاملين معهم نسخ من القرآن الكريم.

 

وتابعت شمس: “في اليوم الأول لإعلان بدء استقبال النساء والأطفال لتحفيظ القرآن الكريم، جاء إلينا 15 امرأة وطفلة، ثم قررنا تقسيم الحلقة إلى اثنتين، واحدة في الصباح وأخرى في المساء، حتى يستفيد الجميع جيداً”.

 

وتوضح أنها نجحت بتحفيظ النساء والأطفال 5 أجزاء من القرآن الكريم بعد مرور شهرين على بدء حلقات التحفيظ لديها داخل خيمة عائلتها الصغيرة، وسط ترحيب من عائلتها بما تقوم به.

 

ومن حلقة التحفيظ، تقول السيدة أم محمد مرعي: “النزوح رحلة طويلة، والحرب مستمرة، ويبدو أنها تحتاج إلى سنوات من أجل أن تتوقف ونعود إلى منازلنا، ولدينا وقت طويلة لا نعرف ماذا نفعل به، فكانت فكرة شمس بلسماً لقلوبنا من أجل استثمار أوقاتنا في حفظ القرآن الكريم”.

 

تؤكد أم محمد أنها تحرص على الذهاب إلى حلقة تحفيظ القرآن الكريم يومياً، برفقة ابنتها مها (12 عاماً) وجاراتها، من أجل تسميع سور مع المحفظة الداعية شمس.

 

وتشير إلى أن استثمار الوقت بتحفيظ القرآن الكريم في ظل حرب مستمرة، “شيء روحاني وإيماني يحتاج إليه كل إنسان يشعر بقرب استشهاده وانتقاله إلى الدار الآخرة، لذلك نحرص على الذهاب لحلقات التحفيظ يومياً”.

 

كذلك يؤكد الداعية مهند مصطفى أنه تم إطلاق مشروع قرآني لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة خان يونس، تشجيعاً للنهضة القرآنية الحديثة في قطاع غزة.

 

ويقول مصطفى: “وجدنا إقبالاً كبيراً من الأطفال والشباب وكبار السن على الوصول إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم وتعلمه، رغم الحرب المستمرة على أهالي القطاع والقصف الذي لا يتوقف”.

 

كما يضيف أن إقبال الناس والنازحين على حفظ القرآن الكريم يعكس تعلق أهالي قطاع غزة بالقرآن، وإصراهم على إتمام حفظه رغم الظروف غير الطبيعية التي يمرون بها، وقسوة الأيام التي يعشونها.

 

ويبين أن حلقات القرآن نجحت في تحفيظه لـ25 شخصاً خلال شهرين فقط من إطلاق الدروس بجهود ذاتية من دعاة وحفاظ للقرآن الكريم.

 

ولفت إلى أن جيش الاحتلال دمر غالبية مساجد قطاع غزة، ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، ورغم ذلك وجد كثير من الراغبين بحفظ القرآن أماكن لحفظ المصحف.

 

ومنذ 7 أكتوبر2023، يواصل الجيش الإسرائيلي عدواناً على غزة خلّف عشرات الآلاف من الشهداء والإصابات وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وتسبب بنزوح أكثر من 85% (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.