للعام الثاني.. أطفال غزة بلا مدارس

يسير الأطفال حفاة على الطرق الترابية حاملين المياه في أوعية بلاستيكية من نقاط التوزيع إلى عائلاتهم التي تعيش في مخيمات مكتظة، بينما يقف آخرون في طوابير الجمعيات الخيرية بانتظار الحصول على الطعام.

2024-09-15

في وقت يستعد فيه الأطفال في أنحاء العالم للعودة إلى المدارس مع بدء العام الدراسي الجديد، يواجه أطفال غزة واقعا مروعا بعيدا عن مقاعد الدراسة.

 

وبدلا من التهيؤ للعام الدراسي، يكرس هؤلاء الأطفال وقتهم في إزالة الأنقاض والبحث عن مأوى وسط أصوات الصواريخ والدمار، مما يحرمهم من التفكير في مستقبلهم أو حتى الحلم به.

 

ومع استمرار الحرب، يدخل قطاع غزة عامه الدراسي الثاني بدون مدارس. في ظل الظروف الحالية، يضطر معظم الأطفال لمساعدة أسرهم للبقاء على قيد الحياة وسط النزاع المستمر منذ قرابة العام.

 

يسير الأطفال حفاة على الطرق الترابية حاملين المياه في أوعية بلاستيكية من نقاط التوزيع إلى عائلاتهم التي تعيش في مخيمات مكتظة، بينما يقف آخرون في طوابير الجمعيات الخيرية بانتظار الحصول على الطعام.

 

تحذر المنظمات الإنسانية من أن حرمان الأطفال في غزة من التعليم لفترة طويلة قد يتسبب بأضرار دائمة.

 

وتقول تيس إنغرام، المتحدثة الإقليمية لليونيسيف، إن الأطفال الصغار يعانون من تأخر في النمو العقلي والاجتماعي والعاطفي، بينما يواجه الأطفال الأكبر سنا خطر الانزلاق نحو العمل المبكر أو الزواج المبكر.

 

فقد حوالي 625 ألف طفل في غزة عاما كاملا من التعليم بعد أن أغلقت المدارس إثر بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، والتي جاءت بعد الهجوم المباغت لحركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

 

ومع تعثر المفاوضات لوقف القتال، لا يعرف متى سيتمكن هؤلاء الأطفال من العودة إلى فصولهم الدراسية.

 

وتضررت أكثر من 90% من مدارس غزة جراء القصف الإسرائيلي، وفقا لتقرير صادر عن مجموعة “Global Education Cluster”، التي تديرها اليونيسيف وSave the Children.

 

وأشار التقرير إلى أن نحو 85% من هذه المدارس دمرت بشكل يتطلب إعادة بناء كاملة، ما قد يستغرق سنوات. كما تضررت جامعات غزة أيضا.

 

تم تهجير حوالي 1.9 مليون شخص من أصل 2.3 مليون نسمة في غزة من منازلهم، وجمعوا في مخيمات خيام تفتقر إلى أنظمة المياه والصرف الصحي، أو في مدارس الأمم المتحدة والحكومة التي تحولت إلى ملاجئ.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تسعى مجموعات الإغاثة لتوفير بدائل تعليمية، رغم أن الجهود محدودة بسبب تزايد الاحتياجات الأخرى.

تدير اليونيسف ووكالات الإغاثة الأخرى حاليا 175 مركزا تعليميا مؤقتا، قدمت الدعم لحوالي 30 ألف طالب بفضل 1200 مدرس متطوع. تقدم هذه المراكز دروسا في القراءة والكتابة والحساب، بالإضافة إلى أنشطة لدعم الصحة العقلية والتنمية العاطفية.

لكن هذه المراكز تواجه صعوبات في الحصول على الإمدادات الأساسية مثل الأقلام والورق والكتب، حيث تعتبر الإغاثة من الغذاء والدواء أكثر إلحاحا.

في أغسطس/آب، أطلقت الأونروا برنامج “العودة إلى التعلم” في 45 من مدارسها التي تحولت إلى ملاجئ، لتقديم أنشطة للأطفال مثل الألعاب والفنون والموسيقى.

لطالما كان التعليم من أولويات الفلسطينيين، حيث كان معدل الإلمام بالقراءة والكتابة في غزة مرتفعا، ويبلغ حوالي 98%. ومع ذلك، تواصل الأزمات تعميق معاناة الأطفال، حيث يفتقدون التعليم والاستقرار، مما يتركهم في حالة من عدم اليقين تجاه المستقبل.