تناولت صحيفة “تاغس أنتسايغر” في مقال لها الوضع المتردي والكارثي للسجون المكتظة في إيطاليا، حيث كتبت: “السجون الإيطالية مزدحمة تمامًا. يزداد عدد حالات الانتحار خاصة في فصول الصيف الحارة، ولا يُتوقع أي تغيير في وضع هذه المؤسسات”.
كانت النقاشات في وسائل الإعلام الإيطالية حول أوضاع السجون في البلاد قد هدأت في شهر أغسطس. لكنها الآن عادت لتتصاعد من جديد. تحدث “كارلو نورديو”، وزير العدل الإيطالي في حكومة اليمين برئاسة جورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء، عدة مرات في هذا الشأن مع أحزاب مختلفة، سواء حزب “أخوة ايطاليا” اليميني من المعسكر الحكومي أو الحزب الديمقراطي اليساري المعتدل من المعارضة. وخلال فصل الصيف، أرسلت الوفود البرلمانية رسائل إلى المؤسسات في جميع أنحاء البلاد بهذا الخصوص.
بعد زيارة سجن بوجيوريالي في نابولي، وصف نواب الحزب الديمقراطي اليساري المعتدل الوضع بأنه “ظروف مماثلة لأمريكا اللاتينية”. كما أفاد نواب حزب “أخوة ايطاليا” اليميني من أودينه في شمال إيطاليا الأسبوع الماضي أن السجن هناك مكتظ تمامًا بـ 177 سجينًا، في حين لا يتوفر سوى 95 مكانًا. وأكدوا من ناحية أخرى على أهمية تطبيق المبدأ القائل بأن من يفقد حريته لا يفقد كرامته.
تعززت هذه النقاشات أيضًا بحقيقة الإبلاغ المتكرر عن حالات انتحار خلف قضبان السجون في شهري يوليو وأغسطس. حتى الآن في عام 2024، انتحر 70 سجينًا، وهو عدد أكبر من أي وقت مضى. ومن المحتمل أن تكون حالات الانتحار في الأشهر الأخيرة مرتبطة بالظروف غير المحتملة في السجون خلال موجة الحر الشديد بين يوليو وأوائل سبتمبر.
وجاء في ختام التقرير: “على أي حال، فإن ظروف السجون في إيطاليا لا تطاق، خاصة لأن العديد من مراكز الإصلاح والتأهيل مكتظة بشكل يائس. على الورق، هناك 50,000 مكان في السجون في هذا البلد، لكن هناك حاليًا 61,000 شخص في السجن. وقد تأثرت مراكز الإصلاح والتأهيل في نابولي وروما وميلانو بشكل خاص بهذه الظروف”.