نفذت القوات المسلحة اليمنية قرار القيادة اليمنية في إطار المرحلة الخامسة من الردّ على العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، وقصفت العمق الصهيوني مستهدفة موقعاً عسكرياً، كما قال الناطق العسكري اليمني، قرب مدينة يافا المحتلة، المسماة صهيونياً مدينة تل أبيب، بصاروخ باليستي فرط صوتي قطع مسافة 2040 كلم… حيث اعترفت وسائل الإعلام الإسرائيلية باندلاع حرائق عديدة في قطر 15 كلم مربع من مكان سقوط الصاروخ، ومن هذه الحرائق واحد في مصنع للإسمنت، وآخر في محطة لسكك الحديد…
على أنّ نجاح هذا الصاروخ في قطع كلّ هذه المسافة الطويلة والوصول إلى قرب مطار بن غوريون في تل أبيب، أحدث صدمة وبلبلة وارتباكاً واسعاً على كلّ المستويات في كيان الاحتلال، وأدّى إلى نزول أكثر من مليونين ونصف المليون من الصهاينة إلى الملاجئ… وأكد ما يلي:
أولاً، صدقية اليمن بترجمة قراره في الاستمرار معركة إسناد فلسطين ومقاومتها حتى وقف حرب الإبادة الصهيونية في غزة، ما يعني إرادة وتصميم وقدرة على خوض غمار المواجهة مع كيان الاحتلال، وضرب العمق الصهيوني.. إلى جانب فرض الحصار على موانئ الاحتلال، من خلال منع السفن المتجهة إليها من عبور باب المندب من البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن..
ثانياً، فشل منظومة الدفاعات الجوية الأميركية المتطورة في منع الصاروخ من الوصول إلى قلب فلسطين المحتلة، والعجز عن توفير الحماية لـ «إسرائيل» من ضربات قوى المقاومة حتى من مناطق بعيدة مثل اليمن حيث قطع الصاروخ مسافة 2040 كلم ووصل إلى شرق تل أبيب..
ثالثاً، فشل عملية «حارس الازهار» التي أعلتنها القوات الدولية التي حشدت أساطيلها لحماية الكيان من ايّ ضربات، في تحقيق هذه المهمة..
رابعاً، فشل كلّ منظومات الدفاعات الجوية «الإسرائيلية» بكلّ أصنافها في اعتراض الصاروخ، وإسقاطه لدى عبوره أجواء فلسطين المحتلة.. ما يدلل على أنّ الكيان مكشوف أمام صاروخ يمني واحد، فكيف حاله اذا ما أطلق اليمن عشرات الصواريخ المماثلة..
خامساً، ضربة كبيرة لقوة الردع «الإسرائيلية» التي تزداد تآكلاً أمام تنامي قدرات قوى محور المقاومة في استهداف العمق الصهيوني.. وتأكيد جديد على انّ القوة الإسرائيلية عاجزة عن حماية أمن الكيان من صواريخ قوى المقاومة.
سادساً، صفعة قوية لحكومة العدو برئاسة بنيامين نتنياهو، التي سعت يائسة لاستعادة الردع من خلال قصف ميناء الحديدة في اليمن.. ما يعني فشلاً جديداً لـ نتنياهو وسياسته باستخدام المزيد من القوة لتحقيق ما يسمّيه النصر المطلق وردع قوى المقاومة..
سابعاً، أنّ هذا الردّ اليمني على العدوان الصهيوني المتمادي، بصاروخ واحد متطور، بعد ردّ المقاومة في لبنان بضرب مركز الاستخبارات العسكرية 8200 أمان، وقاعدة عين شيمر قرب تل أبيب وإيقاع خسائر جسيمة فيه قدرت، حسب مصادر أمنية أوروبية، بـ 22 قتيلا و 74 جريحاً، يدلل على الآتي:
1 ـ امتلاك اليمن قدرات نوعية على المواجهة وإيلام الكيان الصهيوني. وإحباط أهداف الحشود الأميركية الغربية في المنطقة في منع اليمن من الاستمرار في إسناد غزة ومقاومتها، واستطراداً إخفاق الأساطيل الغربية في توفير الحماية والأمن لـ «إسرائيل» لتمكينها من مواصلة حرب الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من دون أيّ مساندة من قبل قوى محور المقاومة..
2 ـ أظهر عملياً ما الذي سيواجه «إسرائيل» في أيّ حرب واسعة مع قوى محور المقاومة، عندما تنهمر الصواريخ الدقيقة والباليستية وغيرها، على الكيان الصهيوني، بالآلاف من اتجاهات متعددة.. وهو الأمر الذي كان قد جسم خطره معهد أبحاث القومي الإسرائيلي، وتحدث عنه الجنرال المتقاعد إسحاق بريك، في معرض تحذيره من المخاطر التي ستواجه كيانه في حال الذهاب إلى شنّ الحرب الواسعة مع حزب الله في لبنان…
3 ـ أثبت انّ «إسرائيل» لا تستطيع أن تنخرط في حرب على عدة جبهات اذا لم تشارك فيها الولايات المتحدة، التي بدورها تحاذر الانجرار إلى حرب من هذا النوع لأنها تدرك انّ عواقبها ستكون وخيمة على جميع الأطراف، ايّ انّ القوات والقواعد الأميركية وكيان الاحتلال لن يكونوا بمنأى عن التعرّض لضربات قوية وقاسية ومدمّرة تلحق بهم خسائر كبيرة.. وانّ حرباً من هذا النوع لن تؤدّي إلى انتصار واشنطن وتل أبيب، وإنما إلى العودة للحديث مجدّداً عن تسوية مع أطراف قوى محور المقاومة..
4 ـ انّ اليمن بقيادة أنصار الله، بعد المقاومة في لبنان، يوصل رسالة ردعية جديدة بأنّ قوى المقاومة تملك الإمكانيات والقدرات الكبيرة والنوعية والمتطوّرة لخوض الحرب إذا ما تجرّأ كيان الاحتلال على شنّها لمحاولة استعادة ردعه المتآكل، والخروج من مأزق فشله في غزة، ومن حرب الاستنزاف التي تشنّها ضدّه قوى المقاومة، بل انّ هذا المأزق سوف يزداد تفاقماً، ويؤدي إلى غرق حكومة نتنياهو في مستنقع الفشل والهزيمة، أكثر مما هو حاصل الآن.. وهو ما دفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تحذير حكومة نتنياهو من مغبة الذهاب إلى توسيع نطاق الحرب.