الوفاق/ خاص
الموعد الجسر الهلالي او الابيض، والساعة يختارها الضيف حين يشاء، امام مشهد كهذا لايدع مجال للتفكير في صخب الحياة وضجيج مايدور حولها سوى النظر واخذ الصور، انها سماء مدينة الاهواز اعتادت في مثل هذا الوقت من كل عام احتضان ضيوفها طيور النورس كما اعتاد سكانها اطعامها كل صباح ومساء.
تهاجر بعض أنواع الطيور هجرات منتظمة من الكرة الارضية كما انها تختار الاماكن والبيئة المناسبة لها في كل عام وتشكل بهجرتها منظرا يستهوي انظار السياح وجمال للمدينة آلاف طيور النورس اختارت من الجسر الهلالي مستعمرة لها بعد قطعها الاف الكيلومترات قادمة من روسيا وكأنها تعلم اين جسور المدينة التسعة تختار اقدمها واكثرها شهرة من معالم المدينة.
اسباب هجرة الطيور
تُهاجر أنواعٌ عديدة من الطيور في انحاء عديدة من العالم، وذلك على الرغم من أنَّ هجرة الطيور وكذلك الحيوانات تنطوي على مخاطر يهددها دائما من الجوع او الافتراس او الوفاة، وكذلك الناجمة عن الصيد البشري لها والذي يرتبطُ بالحاجة الأساسية لتوفير الطعام. تكون هجرة الطيور على الاغلبية في نصف الأرض الشمالي، حيثُ تُجبر الطُيور على سلك مساراتٍ طويل تستمر لاسابيع وربما شهور.
الجسر الهلالي يستضيف الطيور المهاجرة كل عام
جسر الأهواز الأبيض أو الجسر المعلق أو الجسر الهلالي هو اسم أحد جسور مدينة الأهواز والذي يعتبر أحد رموز هذه المدينة. تم بناء هذا الجسر على نهر كارون في عام الف وتسعمائة وستة وثلاثين ، والذي يتكون من جزأين من الجسر المعلق (أحدهما 136 متراً والآخر 130 متراً) وثلاثة أجزاء مقوسة بطول 49 متراً. يبلغ الطول الإجمالي للجسر 501.2 متر. قام بأعمال تصميم هذا الجسر غلام حسين صالحي كلام، وهو نجار ماهر في عصره، ثم تم تنفيذ هذا المشروع بصور عملية من قبل اثنين من المهندسين الألمان وسرعان ما اصبح هذا الجسر الرابط الاساسي الذي یربط الجزء الشرقي مع الغربي في مدينة الأهواز.
احتل الجسر مكانا مرموقاً وسط المدينة وبين النسيج القديم ومعظم المصانع والمكاتب الخاصة بالنفط والحديد في الجزء الشرقي، أما الجزء الغربي فيضم في الغالب مناطق سكنية. ويربط الجسر المعلق هذين الجزأين ببعضهما البعض اما طيور النورس فأنها اختارت هذا الجسر من بين جسور المدينة التسعة وكأنها تعلم ايهما تختار قدماً وشهرة ومعلماً للمدينة.
العلاقة بين الطيور المهاجرة والبشر
العلاقة هنا بين النوارس والبشر كأنها علاقة تكافلية نفعية بأمتياز فالطعام مقابل النضر والاستماع بطبيعة المكان اما المتبقي فهو مجاني للمستطرقين الذین وجودوا من الجسر الهلالي مكان للاستمتاع بسمفونية المكان التي لطالما جمعت الصوت والصورة معا في مشهد قل نظيره طيلة فصول السنة لان اجواء مدينة الأهواز دائما ماتكون حارة وتعتبر هذه الفترة هي المتنفس السياحي الوحيد نظرا لاجوائها الباردة المعتدلة.
مجموعة الاربعاء السياحية
تقول ناشطة السياحة والبيئة السيدة فاطمة بختياري اننا مجموعة من نشطاء ومحبي السياحة والبيئة اسسسنا مجموعتنا عام 2015 وحصريا للاهتمام بهذه الطيور المهاجرة حيث نعمل سنويا وفي مثل هذا الوقت بالتحديد لشراء قطع لحم الدجاج وفتاة الخبز ثم نجتمع هنا لاطعامها وسرعان مانرى اغلبية المواطنين يتهافتون لمشاهدة المنظر كما اننا نجد من حركتنا هذه دعما للسياحة والبيئة واستقطاب السياح وتحويل الجسر الابيض الى مكان لهواة السياحة حيث كنا في بداية الامر اربعة اشخاص لكن سرعان ما كثر عددنا وعدد السياح ايضا الذين كانوا دائما يسألونا عن هدف عملنا الذي نقوم به فنجيبهم اننا نقدم الطعام لتلك الطيور التي حلت ضيفة علينا ونحن نريد ان نعرف ونوسع هذه الضاهرة السياحية وكذلك كرمنا وكرم مدينتنا للطيور المهاجرة وكذلك نود ان نعرف جسرنا الهلالي للعالم .
مليون طائر مهاجر سنويا يحل ضيفا على خوزستان
السيد رحيم الوندي خبير في مجال البيئة بخوزستان يقول ان اغلبية الطيور المهاجرة الى محافظة خوزستان هي من النوع المحب للمياه او التي تعيش بجواره حيث يشكل 400 طائر من هذا النوع المهاجر كما لدينا في السنة مايقارب مليون طائر مهاجر يأتي للمحافظة قادما من مناطق ودول شتى اغلبها من شمال اوروبا والمناطق المحاذية للقطب الشمالي وشمال روسيا والمناطق الباردة وتتخد من هور شادكان والانهار المجاورة لخوزستان مكاناً لهجرتها في فصل الشتاء نضرا لاعتدال المناخ هنا في هذه الفترة .
السواح الاجانب
نظرا لقرب مدينة الأهواز من الحدود العراقية فأنها دائما ما تكون محط رحال اغلبية السواح سواءً الذين قدموا للسياحة العلاجية او لزيارة المناطق الشمالية في ايران وبذلك فأن الأهواز دائما تكون محطتهم الاولى، السائح ابوفاطمة الساعدي والذي قدم من العراق قاصدا ايران للسياحة العلاجية يقول عندما اتيت من العراق لفت اتباهي الجسر الهلالي وحقيقةً ما رأيته هنا هو مشهد لايوصف فأنه منظر جميل يستهوي انظار السياح بتلك الطيور وتحليقها فوق هذا الجسر وكيفية اطعام الناس لها، ان مشاهدتها تبعث في النفوس حالة من الشعور بالفرح والسرور والطمأنية والراحة.