“فقط الجسد غيّر عنوانه”، بهذه الكلمات القليلة اختار أيمن زيدان، عبر حسابه على موقع فايسبوك، أن يعلّق على خبر استشهاد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله، للقول بأوجز وأبلغ صيغة لغوية ممكنة، إن أمثال السيد لا يموتون، بل يبقون حاضرين عبر فكرهم ونهجم.
أما وائل رمضان، فقد نشر صورة مقربة تظهر السيد واضعاً يده اليمنى على صدره ناحية القلب، مرفقة بعبارة «قتلوكَ يا آخر الأنبياء»، المستعارة من قصيدة نزار قباني في رثاء الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر. أما على خاصية «القصة»، فقد نشر رمضان صورةً للسيد نصر الله مع عبارة «وداعاً يا أشرف الرجال».
بعدها، خاطب رمضان السيد نصر الله في منشور آخر واصفاً إياه بـ«سيد الشهداء الأسمى والأقدس» و«سيد الصدق» و«سيد الكرامة والرجولة والفخر والنسب»، قائلاً: «لم تهرب من حلمك وآثرت الشهادة بين أهلك ورفاقك كأبطال الملاحم التي عرفناها في الكتب فقط». وأنهى رمضان منشوره بالقول: «أنت اليُتم الحقيقي لكل من عرفك وعاش في زمنك وانتظر خطابك يا سيد الكلمة… وداعاً يا سيدنا».
سلاف فواخرجي هنأت في منشور لها على فايسبوك «سيد الشهداء وسماحة العشق» بالشهادة التي تمناها، مخاطبةً إياه بالقول: «عشنا ومتنا ثم متنا وعشنا في كل لحظة خوفاً عليك وأنت الذي لا يخاف»، واصفةً السيد بـ «الأقرب إلينا من أنفسنا».
أما جيني إسبر، التي حصلت على الإقامة الذهبية في الإمارات قبل مدة، فقد آثرت عدم مقاربة الحدث بشكل مباشر، مكتفيةً بنشر صورة لشمعة مشتعلة عليها أرزة لبنان، وصورة ثانية للسيدة العذراء تصلّي وخلفها مسجد محمد الأمين والعلم اللبناني مرفقةً بالدعوة لحفظ لبنان، وصورة ثالثة مجمّعة لمشاهد الدمار في لبنان وفلسطين وسوريا مع عبارة: «سلام على بلاد الشام المدمّرة».
السيناريست فادي قوشقجي لم ينتظر الخبر اليقين الذي أتى به بيان الحزب، واستبقه بتأكيد أنّ السيد نصر الله هو من أولئك الرجال الذين تجود بهم الحياة على الشعوب مرة كل قرن، أو كل بضعة قرون.
ولفت كاتب «تعب المشوار» إلى شخصية السيد الآسرة، وبعدها الأخلاقي الرفيع الذي يتجلى في خجله بالتباهي بفعله وصدقه الذي يصنع فارقاً لا يقاس بينه وبين خبث السياسيين، وعاطفته الحارّة المتدفقة حين يتحدّث عن أهله وناسه.
وختم صاحب «ليس سراباً» بعبارة أكد أنه يردّدها منذ تحرير الجنوب، وبشكل خاص بعد حرب تموز 2006، معتبراً أنه لا يرى ما يختم به أفضل منها، وهي «نعم! أنا عشت في زمن حسن نصر الله».
وكما قوشقجي، الذي بدّل صورته الشخصية على فايسبوك إلى صورة سوداء بالكامل، إعلاناً للحداد، فعل السيناريست خلدون قتلان، الذي حلت محل صورته الشخصية خلفية سوداء كُتِبَ عليها باللون الأبيض كلمة «حِداد» وعبارة “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
فتح الله عمر، كاتب مسلسل «الغالبون»، الذي جسّد دراميّاً سيرة «حزب الله» منذ انطلاقته في عام 1982 حتى منتصف التسعينيات، كتب: «لكل ليل آخر مهما بدا من غير آخر».
أما حسن م. يوسف، فقد أكد أنّ «الكلام يضيق أمام نبل الأنقياء الأتقياء عندما يرتقون شهداء»، معتبراً أنّ الأجساد تغيب والأفكار تمعن في الحضور.
في لبنان، لم يجد عمار شلق أفضل من البيت المنسوب للشاعر الجاهلي الغطمش الضبي (الغطمش بن عمرو بن عطية) ليستعير منه «لو غير الحِمام أصابكم، عتبتُ، ولكن ما على الموت معتبُ».
بدوره، يوسف حداد، الذي شارك شلق، العام الماضي، بطولة مسلسل «لحن البحر» الذي يحكي بعض بطولات المقاومة قبل التحرير، وجّه كلامه إلى الجبناء والانهزاميين، مؤكداً أنّ «المعركة بدأت اليوم وأن المقاومة صلبة وقوية وقادرة على الانتصار وأن الرد المزلزل آتٍ».
ومن فايسبوك إلى منصة إكس، كتب حداد مؤكداً أنّ السيد كان له بمنزلة «أخ لم تلده أمه»، و«صديق لم يلتقه مرة واحدة»، و«مثال وقدوة وأمل بالنصر والحرية»، وكان «الأمين الصادق الصدوق المنزّه عن فساد الأرض» و«الشجاعة في أيام الخوف»، خاتماً تغريدته بالقول «نفسي حزينة حتى الموت».
ونشرت سيرين عبد النور عبر خاصية القصّة في فايسبوك مقطعاً مصوّراً يظهر الحفرة العميقة التي أحدثتها الصواريخ الصهيونية التي استهدفت مكان وجود السيد نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، وعلى منصة إكس، نشرت صورة تظهر العلم اللبناني مرسوماً فوق دخان الغارات، مرفقةً بعبارة «يا رب، لبنان بين يديك» ووسم #الضاحية_الجنوبية.
أما حسن حمدان الذي استعاد عبارة السيد الأخيرة التي تم تداولها مكتوبة بخط يده «قطعاً سننتصر»، فقد أكد أن الانتصار سيكون ناقصاً «طلتك علينا»، مضيفاً «صعبة يا حبيب القلب والروح ما نعود نقدر نشوفك».
وإذ اكتفى باسم مغنية باستبدال صورته الشخصية لتحل محلها صورة ورود بيضاء على خلفية باللون الأسود، فقد اعتبر عدي رعد أنه بات لأحرار العالم رمز جديد للتحرّر، وأنّ «صور سيدنا سترتفع في شوارع مدن العالم من أقصاه إلى أقصاه وسيصبح أيقونة هذا الكوكب وكابوسهم المرعب».