المتخصصة اللبنانية بشؤون الإستراتيجيات الإعلامية فرح إبراهيم  للوفاق:

المقاومة على جهوزيتها والنصر قادم

خسارتنا للشهيد السيد حسن نصرالله خسارة عظيمة وأنّ أجيالاً كاملة قد كبرت في ظل قيادته للمقاومة الإسلامية وقد تربت على خطاباته المرتقبة بعشق وضحكت مع ضحكاته وصرخت حباً له

2024-10-02

 

سهامه مجلسي

 

إذا كان هذا العدوّ يظنّ كما يدّعي أنه حقّق نصراً في المنطقة وأنه استباح الإقليم بعد اغتيال سيد المقاومة، السيد حسن نصر الله، ورفاقه فهو واهم لأنّ ثقافة المقاومة التي أرساها السيد حسين نصر الله والنهج والمدرسة التي أسسها لها أتباع في المنطقة وفي كلّ بقاع الأرض ولن تهدأ ولن تهادن ولن تساوم على الحقوق، ولن تستكين لاحتلال أو استيطان أو إذلال ومهانة، وفي هذا الصدد اجرت صحيفة الوفاق حواراً مع المتخصصة بشؤون الإستراتيجيات الإعلامية فرح إبراهيم من لبنان وفيما يلي نصه:

 

 دور أمريكا في إغتيال السيد الشهيد نصرالله

 

في البداية اوضحت فرح إبراهيم بان دعم أمريكا التام والعلني للكيان الصهيوني في سياسة التطهير العرقي في فلسطين والمنطقة منذ قيامه ليس بجديد وله جذوره المستمدة في التاريخ الإستعماري خاصة الولايات المتحدة التي بُنيت على التطهير العرقي للسكان الأصليين وعلى أنظمة الفصل العرقي والعنصري. صلة أمريكا بالكيان صلة المستعمر القديم بالمستعمر الجديد. لكن لدى البحث في علاقة أمريكا بتطور وتيرة العدوان على لبنان وسائر دول المنطقة حتى لحظة إغتيال سماحة السيد حسن نصرالله، من المثير للاهتمام النظر في التطور الإعلامي العلني لهذه العلاقة الموبوءة بين إحدى أكبر القوى العسكرية والسياسية دولياً والاحتلال الأكثر دموياً في التاريخ المعاصر.

 

يقدم الأمريكي نفسه اليوم في المحافل الديبلوماسية على أنه على غير دراية بما يقرره الصهيوني، يلعب على محاولة تأثير الرأي العام بوعود «محاولته» التأثير على قرارات رئيس وزراء الكيان الغاصب، أو يضع نفسه أحياناً في صفوف المتابعين للأحداث عبر تصريحات هوليوودية كما دعواته للجميع بعدم جر المنطقة للهاوية. غير أنّ المثل الأميريكي الشهير «الأعمال تُسمع أكثر من الكلام» ينطبق بشكل تام على ما تنتهجه أمريكا اليوم في منطقتنا.

 

تسليح غير مشروط وغير محدود للإحتلال، وبأسلحة الكثير منها محرمة دولياً. تمويل وحفلات جمع تبرعات للصهاينة بينما تهمل إدارة بايدن حتى مساعدة وعون مواطنيها الناجين من الإعصارات أو أولئك الذين يموتون في الشوارع فقراً ومرضا. دفاع مستميت عن الكيان الغاصب في مجلس الأمن وعن قادته أمام مذكرات الجلب الصادرة عن محاكم العدل الدولية. تكريس ملايين الدولارات لتبييض صورة مجرمي التطهير العرقي الممنهج. رفض كامل لوقف النار، اللعب بمسارات المفاوضات في غزة، وتعطيل أبرز المواثيق والقوانين الدولية الضابطة لقواعد الاشتباك وحماية المدنيين وإدارة الشؤون الإنسانية.

 

عملية اغتيال سيد المقاومة ليست فعلاً أو قراراً منفرداً للمجرم السفاح بنيامين نتنياهو، بل مخطط لقوتي الظلام الأكثر وحشية واللتان تحلمان برسم حدود وخرائط جديدة في منطقتنا.

 

الحزب ومجاهدوه هم أبعد البعد عن خسارة المعركة

 

وهنا اوضحت لنا فرح إبراهيم بان كلمة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قد أتت في الوقت المناسب، أولاً لغلق أفواه المشككين بقدرة الحزب على التحرك سريعاً في تنظيم أمور بيته الداخلي وأولهم الصهاينة الذين كذبوا – مجدداً – بشأن استشهاد كامل قياديي الحزب لدى اغتيالهم سماحة الأمين العام. ثانياً- أتحدث هنا إعلامياً أي عن محتوى الرسائل ونبرة الصوت وكيفية تقديم المعلومات على الرغم من الحدث الجلل، فقد تميز هذا الخطاب بالشفافية والتفسير الهادئ والواثق عن كيفية استمرار المسيرة وعدم توقفها حتى عند استشهاد هنية واستشهاد سيد المقاومة. أشدد على النقطة الثانية ان ما يروّج له الكيان الغاصب هو اهتزاز القيادة الاستراتيجية للحزب ومحاولة ايهام المجتمع الصهيوني بأنهم انتصروا، لكن في الحرب جولات كثيرة، وقد أكد الشيخ نعيم قاسم اليوم أنّ الحزب ومجاهديه هم أبعد البعد عن خسارة المعركة.

 

ثالثاً؛ لقد تابعت ردود فعل جمهور المقاومة على كلمة نائب الأمين العام، هم على يقين أن خسارتنا للشهيد السيد حسن نصرالله خسارة عظيمة وأنّ أجيالاً كاملة قد كبرت في ظل قيادته للمقاومة الإسلامية وقد تربت على خطاباته المرتقبة بعشق وضحكت مع ضحكاته وصرخت حباً له، لكن كان من المريح والمطمئن أن يسمع جمهور المقاومة اليوم صوتاً قيادياً حكيماً يُخبرهم بأنّ المسيرة مكملة.

 

غير أنّ النقطة الأبرز برأيي في خطاب الشيخ نعيم قاسم قد كانت تأكيده على جهوزية المجاهدين لصد أي عدوان بري. هذه نقطة فخر للبنانيين الذين عاشوا حرب تموز 2006 والذين يذكرون مشاهد مقابر الميركافا، فخر الصناعة الصهيونية واندحار جنود الاحتلال بخوف وهلع. لدى جمهور المقاومة ثقة هائلة بالمقاتلين وبقدرة الحزب على التصدي لأي مشروع اجتياح الجنوب اللبناني.

 

هيكلية حزب الله قوية ولا يستطيع العدو أن يعّرضها للخطر

 

اوضحت فرح إبراهيم ان كلام سماحة السيد قائد الثورة الاسلامية خير دليل واطمئنان تام بالنسبة لنا كلبنانيين وكأحرار العالم على صمود مقاومتنا. لقد رأينا لدى اغتيال سماحة السيد عباس الموسوي أنّ نهج المقاومة في لبنان لم يتوقف بل استمر وتطور تحت قيادة الشهيد السيد حسن نصرالله وبدعم ورعاية حلفاء الحزب وأولهم طبعاً الجمهورية الإسلامية. كلمة السيد القائد تقطع أيضاً لسان الفتنة المرجوة بين جمهور المقاومة وإيران، وتُعيد التأكيد أنّ للمقاومة في لبنان من يحميها ويدعمها في طهران.

 

ربما ما لم يستوعبه بعد الصهيوني اليوم، بسبب عنجهيته الدائمة وشعوره بنشوة السفاحين بعد اغتيال سيد المقاومة، بأنّ بنية الحزب ونظامه مولد للقادة باستمرار. وشعرت بالفخر لأنني على يقين أنّ من سيُرهبهم آت وبأن كيانهم مهما طغى سيزول لأنه أوهن من بيت العنكبوت.

 

دعم جبهة المقاومة بعد العمليات الإجرامية والإرهابية

 

دعم جبهات المقاومة واجب على كل إنسان حر، خاصة في الدول الإسلامية. لكن وكما يعلم الجميع، في بعض دول المسلمين طغاة يكبحون أي محاولة تضامن. ربما أهم ما يمكن لنا القيام به اليوم كأحرار في هذا العالم وكمسلمين أن نسعى أولاً لكبح الفتن الطائفية لا سيما السنية الشيعية. لقد فاقمت جيوش العدو الإلكترونية منذ اغتيال سماحة السيد نصرالله حملاتها الفتنوية عبر وسائل التواصل لزيادة الشرخ السني الشيعي أو حتى لخلق فتن جديدة. من واجب الأحرار المثقفين المقاومين النهي عن الفتن وإبراز المحتويات المشبوهة بشكل دؤوب والحث على صون كرامات كافة المسلمين كي يتم التصدي لهذه الفتن. وان المقاومة على جهوزيتها والنصر قادم ان شاءالله.

 

الدور التوعوي للمؤثرين الأحرار في العالم الإسلامي وخارجه، والذي لمسنا قدرته العالية على تغيير السرديات منذ بدء العدوان على غزة بمحاربة خطاب شيطنة حركات المقاومة المسلمة وتوضيح آليات التحسين الممنهج لصورة المحتل الصهيوني في الإعلام الغربي وبعض الإعلام العربي أيضا.

 

أما بالنسبة للحكومات الإسلامية، سأتحدث هنا بصراحة عن تلك المأمول منها أي تلك التي لم توقع الإتفاقات «الإبراهيمية» مع الكيان الغاصب، فزيادة الضغط الديبلوماسي والإلمام بالآليات الدولية التي تسمح بملاحقة ومعاقبة مجرمي الحرب أمر أساسي. غير أنّ الجهوزية والإستعداد العسكري والدعم الفعلي للمقاومين في الميدان يبقى سيد المواقف، فهذه الحرب حرب أمة كاملة.

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة