مرحلة الصبا والفتوة

الأخذ بالتعاليم الإسلامية والعمل بها، هي الرابط الذي يؤدي إلى تماسك الأسرة وتقوية بنائها واستمرار كيانها الموحد، وهذا الاحترام المتبادل والتعاون والتماسك الواقعي من أهم الطرق الى حل جميع المشاكل والمعوقات الطارئة على الأسرة، وهي أيضاً ضرورية للتوازن الإنفعالي عند الطفل.

2024-10-05

 

قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

 

العلاقة بين الزوج والزوجة وبينهم وبين الأولاد وبينهم وبين الوالدين علاقة مودة ورحمة، وهذه العلاقة تكون سكناً للنفس وهدوء للأعصاب وطمأنينة للروح وراحة للجسد… هذا فيما إذا كانت الحياة الزوجية تسير وفق المعايير الإسلامية وتأخذ بنصائح وتوجيهات النبي(ص) والأئمة الأطهار (عليهم السلام).

 

الأخذ بالتعاليم الإسلامية والعمل بها، هي الرابط الذي يؤدي إلى تماسك الأسرة وتقوية بنائها واستمرار كيانها الموحد، وهذا الاحترام المتبادل والتعاون والتماسك الواقعي من أهم الطرق الى حل جميع المشاكل والمعوقات الطارئة على الأسرة، وهي أيضاً ضرورية للتوازن الإنفعالي عند الطفل.

 

يقول الدكتور (سبوك): (اطمئنان الطفل الشخصي والأساسي يحتاج دائماً إلى تماسك العلاقة بين الوالدين ويحتاج إلى انسجام الاثنين في مواجهة مسؤوليات الحياة).

 

ومن أجل تربية الأولاد تربية اسلامية صحيحة، ومن أجل ادامة المودة والرحمة بين الزوجين، ومن أجل سعادة الأسرة وسعادة المجتمع الاسلامي ورقيه، يجب مراعاة المراحل ما قبل الزواج وما قبل الحمل وانعقاد النطفة وما بعدهما: والمراحل التي يجب مراعاتها عزيزي الشاب هي: مرحلة الصبا والفتوة.

 

هذه المرحلة من أهم المراحل التي يمر بها الشاب والشابة ومن أخطرها، ينبغي للوالدين الاهتمام والعناية الخاصة في تربية الأولاد في هذه المرحلة لأنها أول المراحل التي يدخل فيها الطفل في علاقات اجتماعية أوسع من قبل.

 

عندما يبلغ الولد سن الرابعة عشر والبنت سن العاشرة، – والتي تسمى سن التكليف – يبدء الأولاد التفكير في الاستقلالية والاهتمام بالأمور الإجتماعية والعائلية، وتزداد حاجاته الكمالية في الملبس والمأكل والعلاقات مع الأصدقاء وفي المدرسة والشارع.

 

فهذه المرحلة مرحلة تربوية شاقة لرغبة الطفل في الاستقلال، ولتوسع علاقاته خارج الأسرة، فتحتاج من قبل الأبوين إلى جهد متواصل ومستمر في التربية والمراقبة في جميع ما يخص الطفل، في أفكاره وعواطفه وعلاقته مع الآخرين، وفي دراسته وتعلمه، ويجب على الأبوين عدم تركه والابتعاد عنه طويلاً واهماله وعدم العناية به، فهو بحاجة ماسة إلى التوجيه المستمر والإرشاد والتعليم والمساعدة في رسم الطريق السليم والصحيح في الحياة، وتحمل ما يصدر منه من أخطاء وتصرفات غير سليمة برحابة صدر وانفتاح مصحوباً بالحسم والجدية في كثير من الأحوال.. فتأمل.

 

التربية الصالحة وحسن الأدب من أهم المسؤوليات الملقاة على عاتق الأبوين، وهي حق للطفل أوجبه الإسلام على الوالدين.

 

ولأهمية المرحلة وخطورتها التي يمر بها الشباب من الجنسين، فان الوالدين بحاجة إلى رعاية إلاهية للقيام بمهام المسؤولية التربوية.

 

من دعاء للإمام السجاد(ع) في طلب العون من الله تعالى في تربية الأولاد يقول: (اللَّهمَّ ومنّ عليَّ ببقاء ولدي.. ورب لي صغيرهم وأصِحّ لي أبدانهم وأديانهم وأخلاقهم.. وأجعلهم أبراراً أتقياء بُصراء… وأعنّي على تربيتهم وتأديبهم وبرّهم… واعذني وذريتي من الشيطان الرجيم).

 

المصدر: المرجع الالكتروني