سهامه مجلسي
فوجئ الصهاينة يوم 7تشرين الاول/ أكتوبر2023 بهجوم كاسح من قبل أبطال المقاومة الفلسطينية، حيث انهالت الرشقات الصاروخية وتبعتها عمليات إنزال في الأراضي الفلسطينية المحتلة أرعبت العدو الصهيوني ومؤسساته العسكرية والأمنية والاستخباراتية، وحطمت المعنويات وسط ذهول للصهاينة بعد أن باغتهم مقاتلو حماس، وهربوا مذعورين من هذه العملية النوعية، وفي هذا الصدد أجرت صحيفة الوفاق حوارا مع الخبير العراقي حسين الخفاجيوفيما يلي نص الحوار:
سنة كاملة مضت على معركة “طوفان الأقصى” وحرب الإبادة الصهيونية مستمرة على قطاع غزة.. ما هي رؤيتكم لمجريات الحرب وتداعياتها؟
عند الحديث عن موضوع طوفان الاقصى لا بد لنا بداية ونحن نعيش هذه الأيام أن نتقدم بأحر التعازي والمواساة الى بقية الله في ارضه الإمام الحجة (عج) والى العالم الاسلامي والمراجع العظام في رحيل سيد المقاومة القائد سماحة السيد حسن نصر الله الذي يعد أحد قادة المعركة ضد النظام الإستبدادي الصهيوني الغاشم. فهذا اعظم انتصار تحقق بالنسبة لهذه المعركة، وقد تبّين الخيط الأبيض من الخيط الأسود حين اتضح من كان يدّعي زيفاً وجُزافاً انه مع القضية الفلسطينية، واتضح من هو المدافع وكان شعاره الأول الشهادة.
ما هي أسباب مشاركة أمريكا والغرب الفاضحة في العدوان على غزة ولبنان؟
اما الحديث عن مجريات المعركة فهذا حديث طويل وواضح. فيوم بعد آخر نرى الانتصارات التي يحقهها ابطال المقاومة الإسلامية وفي مقدمتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية وآخرها الصواريخ التي انطلقت باتجاه العدو الصهيوني الغاصب، وليس بغريب ان يكون للغرب هذا الدور المعادي للقضية الفلسطينية ولفلسطين وآخرها ما حدث في لبنان من هجوم همجي بربري واستشهاد الأبرياء والأطفال ولم نشاهد أي من البلدان في العالم الغربي خاصة من يحرك ساكناً وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية المساندة للصهاينة.
كيف تفسرون الصمود الأسطوري للمقاومين في قطاع غزة وجبهات الإسناد؟
في جانب آخر عندما نجيب عن صمود المقاومين في غزة وفي لبنان وفي كل البلدان وايضاً لا ننسى اخواننا الغيارى في اليمن من الأبطال الحوثيين هذا الصمود الذي تحقق للأخوة المقاومين كونهم مؤمنين برسالتهم، مؤمنين بدفاعهم، مؤمنين بتاريخهم، واسمحوا لي بالقول أن هذه القضية هي إمتداد لثورة الإمام الحسين(ع)، فهؤلاء المقاومين وفي مقدمتهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية هم إمتداد لخط الشهادة، خط الإمام الحسين(ع)، وشعارهم وشعار الإمام الحسين(ع) «هيهات من الذلة».
رغم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني المحاصر منذ عقود، فإنه لا يزال يرى في خيار المقاومة نهجاً للتحرر، إلى أين تتجه قضية فلسطين بعد معركة «طوفان الأقصى»؟
القضية الفلسطينية هي قضية كل شريف ومنصف ونهايتها هو الإنتصار بإذن الله سبحانه وتعالى، وطوفان الاقصى هو أمل التحرير، نحن نتّذكر عندما حاول ويحاول منذ سنوات كثيرون ان ينهوا القضية الفلسطينية لإنها باقية، اما قراءتنا في الوضع السياسي القادم نعتقد وحسب الإستبيان والقراءات والتاريخ ايضاً ان نيل النصر اصبح قريبا، وهنا نحاول ان نؤكد مرة اخرى اننا داعمون ومساندون للقضية الفلسطينية وداعمون ومساندون لإخواننا في لبنان، وفي مقدمة هذا الدعم هو بيان المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف المتمثل بسماحة السيد السيستاني(دام ظله) الذي دعا الى ضرورة دعم ابناء الشعب اللبناني الشقيق وقبلها دعمه المتواصل للقضية الفلسطينية وحب ملايين الشعب العراقي ولا سيما ابناء الوسط والجنوب في حملة التبرعات وإسناد ابناء المقاومة في لبنان.
وايضاً الضربات التي تعرض لها الكيان الصهيوني كانت ضربةً قد سببت له صدمة كبيرة لم يتعرض لها منذ سنوات. هذه الضربات كانت نوعية وموجعة ومهمة في هذا الوقت، المقاومة كانت تدرك ولديها معلومات مسبقة من دراسة العقلية الهمجية للكيان الصهيوني ولم تتفاجأ من هذه التصرفات وكانت الردة العسكرية للمقاومة هي أقوى واكثر تركيزاً، وهذا ما يعطي رسالة اولاً للكيان الصهيوني، وثانياً لامريكا ولكل الدول الداعمة لإسرائيل بان المقاومة وضعت في الحسبان الخيارات، وهنا لابد لنا ان نذكر اخواننا في المقاومة ان تكون حساباتهم مستمرة في الدقة ويضعون جميع الحسابات والتوقعات المستقبلية، وان يكون لورقة الاسرى ورقة ضغط اخرى تعمل عليها القوات المقاومة، ونعلم جيداً ان هناك اسرى لجيش الإحتلال وعلى مستويات عالية بيد اخواننا الغيارى في المقاومة.