نجل الشهيد "سيد رضي موسوي" للوفاق:

“طوفان الأقصى” بداية نهاية الكيان الصهيوني

طريق الشهداء باق وموضوع المقاومة موجود في دمنا وجسمنا، ووريدنا، وإن شاء الله سنحرر فلسطين وسنصلي في القدس، والعدو الصهيوني أن يَتيقّنوا بأننا لن نسكت ولن نستسلم.

2024-10-06

موناسادات خواسته

 

الوفاق / خاص  عملية “طوفان الأقصى” بدأت قبل سنة وكانت طوفاناً في كثير من المجالات، العملية التي تركت آثارا كبيرة في مختلف المجالات، ففي الذكرى السنوية الأولى لهذه العملية البطولية، أجرينا حواراً مع نجل أحد شهداء المدافعين عن المراقد المقدسة وهو السيد صادق الموسوي، ابن الشهيد السيد رضي، بطولاته معروفة عند الجميع، فتحدثنا عن “طوفان الأقصى” والعلاقة بين والده والسيد نصرالله، وفيما يلي نص الحوار:

 

الكيان الصهيوني إلى الزوال

 

 

بداية تحدث السيد صادق موسوي عن تقييمه لعملية “طوفان الأقصى” وآثارها ونتائجها، حيث قال: أظهرت عملية “طوفان الأقصى” وبقية العمليات التي نفّذها الشعبان العزيزان الفلسطيني واللبناني أن الكيان الصهيوني، رغم كل القضايا التي يفتخر بها مِن جيشه ووحداته، ولكننا بسهولة قمنا بتغيير القضايا التي ظنّوا أنهم انتصروا فيها، عملية “طوفان الأقصى” أظهرت أن دماء الشعب الفلسطيني كانت تغلي بالفعل، ولم يعد بإمكانهم التسامح مع المزيد من جرائم الكيان الصهيوني هذه، ويمكننا أيضاً أن ننظر إلى الأمر من هذه الزاوية أن جيش الكيان الصهيوني يتراجع ويتجه إلى الزوال، وخلال السنة الماضية، ومع العمليات المختلفة التي تمت، على عكس ما اعتقده البعض في البداية، بأن ربما تكون هذه العملية مؤقتة، وفي النهاية سيهزم شعب فلسطين المقاوم، لكننا رأينا أن الأمر ليس كذلك، وإذا أخطأ العدو فإن هذه الحرب ستستمر حتى تحرير فلسطين بالكامل، وستكون النتيجة لصالح الشعب الفلسطيني المظلوم.

 

الصهاينة واهمون 

 

وتابع موسوي: الشعب الفلسطيني، دائماً حاضر، في ثقافة وتاريخ والخطاب اليومي لجميع البلدان منذ القِدَم وحتى الآن، ولكن للأسف تم سرد قضاياه بطريقة استفاد منها الصهاينة، لكن بعد عملية “طوفان الأقصى” وغيرها من العمليات التي نفّذتها كتائب الأقصى؛ تغيّرت أدبيات العدو تماماً في طريقة التعامل والتفاوض معه، حتى في الأمم المتحدة وفي خلق الأدلة لكي يتمكن من الدفاع عن نفسه ضد هجمات الدول الأخرى، وبعد عملية “طوفان الأقصى” أدرك الكيان الصهيوني جزء بسيط من الأذى والحرارة التي يشهدها الشعب الفلسطيني منذ سنوات.

 

وإذا استمر هذا الأمر فإن الصهاينة أنفسهم يعلمون أنه سيؤدي إلى هلاكهم، وكان لهذه العملية أثر كبير في خطاب الصهاينة مع الشعب الفلسطيني، حيث كانوا قبل عملية “طوفان الأقصى” يعتقدون أن هذه العملية لم تترك أثرا كبيرا، ولكن عندما ظهرت القوة العسكرية والقوة الثقافية المستمدة من وحدة الشعب الفلسطيني كله، – حتى أولئك الذين يعيشون خارج فلسطين-، لقد تبيّن أن الصهاينة واهمون.

 

وكان لـ “طوفان الأقصى” تأثير إيجابي للغاية مِن جهة طريقة تعامل الصهاينة مع الشعب الفلسطيني، وهذا غيّر المعادلة برمّتها حتى للأطفال والناشئين الفلسطينيين، بما أنهم شهدوا أن المقاومة الفلسطينية التي نهضت من أنفسهم وأبنائهم ومن أرضهم قامت للدفاع عنهم،  فكان له تأثير كبير على روحياتهم وثقافتهم والأمور التالية التي يريدون القيام بها.

 

الشهيد سيد رضي موسوي والسيد نصرالله

 

بعد ذلك كان الحديث عن والده الشهيد سيد رضي موسوي، والعلاقة التي كانت بينه وبين السيد نصرالله، والذكريات فتابع كلامه قائلاً: تعود العلاقة بين الشهيد سيد رضي والشهيد الجليل السيد حسن نصر الله إلى عام 1984م، الذي كنّا نسميه العم، هو والسيد نصرالله، والمرة الأولى التي زرت السيد نصرالله كان عمري 13 عاماً.

 

كما تعرفون، كان لديهم هدف مشترك، السيد نصرالله ووالدي، وجميع الشهداء، وهذا الهدف المشترك كان كلام الإمام الخميني(رض) بأنه يجب محو الكيان الصهيوني من الكرة الأرضية، فكانت كل جهودهم حقاً لتحقيق ذلك، وشهدنا أنه عندما صمتت كل دول العالم، كان حزب الله والشعب اللبناني مع الفلسطينيين.

 

وعندي ذكريات من حوالي 19 عاما قبل، في يوم من الأيام إتصل بي والدي وقال إذهب إلى مستشفى معين في أسرع وقت.

 

ذهبت وشاهدت الجرحى الفلسطينيين، بعضهم بترت أرجلهم، ومن بينهم نساء وأطفال، عندما نرى هذه الصور من خلف شاشة التلفزيون نشعر بحزن، ولكن عندما نراها عن قرب، له أثر كبير ويحزننا جداً.

 

كان والدي والسيد نصرالله قريبين جداً وكان لهما لقاءات مختلفة معاً، ومنذ عام 1984 إلى 2003 م كانا على اتصال ببعضهما البعض بشأن مختلف القضايا، فالقواسم المشتركة بينهما جميعاً سواء في تقديم المساعدة أو الخدمات أو غيرها، جميعها كانت باتجاه هدفهم المشترك.

 

لم نر والدي قط قبل الساعة الـ 12 في منتصف الليل، وعندما كان يأتي للبيت ويرى أخبار عن فلسطين وغزة المظلومة فكان يبكي بهدوء، وأيضاً عندما كان السيد نصرالله يتكلم كان والدي سعيداً وكأن دماءً جديدةً تجري في عروقه، ولدي ذكريات كثيرة عن ذلك.

 

المقاومة ثقافة لم تعتمد على شخص واحد

 

وفيما يتعلق بجرائم اغتيال قادة المقاومة وتأثيرها على إرادة المقاومة قال السيد صادق موسوي: الصهاينة لديهم خطأ كبير، فهم يعتقدون أن ثقافة المقاومة مستمدة من شخص واحد، والحمد لله ليس كذلك، بل العدو يفكر بشكل خاطئ.

 

إذا إغتال الصهاينة كل الشعب المقاوم، المقاومة لن تخمد، لأن المقاومة مستمدة من تاريخنا وثقافتنا، والشعب الفلسطيني، المقاومة موجودة في داخله، منذ سنوات طويلة، حتى الأجيال القادمة التي ربما معظمهم لم يروا الصهاينة.

 

لقد ظن الصهاينة أنه بعد اغتيال والدي، سوف يتوقف موضوع المساعدات، الذي كان الجزء الأساسي من مسؤولية والدي في سوريا ولبنان، لكننا شهدنا أن الأمر لم يكن هكذا، وحتى بعد إغتيال الشهيد قاسم سليماني، رأينا أيضاً أن الأمر ليس كذلك، المقاومة بالنسبة لنا ثقافة وحضارة ولا تعتمد على شخص واحد، شخص مثل السيد حسن نصر الله والحاج قاسم سليماني ووالدي مؤثرون، وعندما يعلن قائد الثورة أن هذا مسؤولية الجميع، فالمقاومة موجودة في وجودنا وفي ثقافتنا ولا تزال مستمرة، وأنا أقول بكل حزم واصرار أن الصهاينة واهمون، وليس الأمر على الإطلاق أن اغتيال القادة سيتسبب في توقف المقاومة.

 

“طوفان الأقصى” كان بداية عمليات أخرى لتدمير الصهاينة، وهذه العملية لن تتوقف، وأقول لكم أن عملية “طوفان الأقصى” كانت بداية نهاية الكيان الصهيوني.

 

المقاومة في دمنا

 

وفي الختام وجّه السيد صادق موسوي رسالة وقال: العدوان الصهيوني الذي يفكر بأن المقاومة تعبت وبأننا سنتوقف في هذا الطريق، نقول له، طريق الشهداء باق وموضوع المقاومة موجود في دمنا وجسمنا، ووريدنا، وإن شاء الله سنحرر فلسطين وسنصلي في القدس الحبيبة، وعلى نتنياهو والعدو الصهيوني أن يَتَيقّنوا بأننا لن نسكت ولن نستسلم وسننتصر إن شاء الله.

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة