عضو مجلس الشورى اليمني للوفاق:

“طوفان الأقصى” لها دور كبير في تغيير موازين القوى والردع

الهمداني: ما قبل السابع من أكتوبر ليس كما  بعده إطلاقاً فقد كانت عملية  «طوفان الأقصى» إنطلاقة نحو عمليات مختلفة ومتنوعة من مختلف محاور المقاومة.

2024-10-07

موناسادات خواسته

 

خاص / الوفاق مثّلت عملية “طوفان الأقصى” تطوراً كبيراً في أداء المقاومة الفلسطينية، ووجّهت ضربة قاصمة للمشروع الأمريكي الغربي الصهيوني المتغطرس في المنطقة. نتائج “طوفان الأقصى” لا تتعلق فقط بالعملية التي وقعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بل تتعلق بما حدث خلال عام كامل من المواجهة والصمود والتضحيات، التي قدّمها الشعب الفلسطيني البطل، وجبهات الدعم له. في الذكرى السنوية لعملية “طوفان الأقصى”أجرينا حواراً مع عضو مجلس الشورى اليمني الدكتور “عمرومعديكرب الهمداني” وسألناه عن رأيه في هذا المجال، وفيما يل ينص الحوار:

 

“طوفان الأقصى” تعدّ نقلةً مذهلةً في شكلها ونتائجها

 

 

بدأ الدكتور عمرو معد يكرب الهمداني كلامه بالتهنئة في الذكرى السنوية لعملية “طوفان الأقصى” وقال: في البداية نبارك للمقاومة الإسلامية وكذلك كافة الشعوب الحرة المقاومة في انحاء العالم لإحياء هذه الذكرى العظيمة المباركة وبالعودة الى تساؤلاتكم فإن الآثار التي تركتها عملية “طوفان الأقصى” عديدة ومتنوعة ومن أهمها أن عملية “طوفان الأقصى” كشفت ضعف وهشاشة وعجز الكيان الصهيوني المؤقت.

 

‎إنّ عملية “طوفان الأقصى” تعدّ نقلةً مذهلةً في شكلها ونتائجها وآثارها ليس على الأراضي الفلسطينية فقط، وإنّما على مستوى العالم، فالفشل الإستخباري الذريع الذي مُني به الكيان الصهيوني في توقع العملية نفسها، ناهيك بتوقيتها وشكلها وأبعادها، أسقط سُمعة الكيان الصهيوني بصفته يمتلك أحد أقوى أجهزة الإستخبارات في العالم كله.

 

‎كما أنّ دخول المقاتلين الفلسطينيين من عشرات نقاط العبور في السياج الأمني وسيطرتهم بسهولة على عشرات المواقع العسكرية وتجاوزهم جميع التقنيات المتقدمة التي يبيعها الكيان الصهيوني للعالم كلّه، أسقط أسطورة الردع التي جهد الكيان الصهيوني لبنائها على مدار سبعة عقود.

 

وسيكون لهذا الاختراق الكبير تأثيره الإقتصادي الهائل على الصناعات الدفاعية الصهيونية وسُمعتها في العالم، فالكيان الصهيوني تفاخر بقدراته العسكرية الدفاعية ويبيع منظوماتها الأمنية، كالقبة الحديدية وأنظمة المراقبة والمتابعة والدفاع والردع بمبالغ خيالية.

 

ومن تأثيرات عملية “طوفان الأقصى” أيضاً إعادة احياء القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة ووقف المحاولات العديدة لدول الإستكبار العالمي نحو القضاء على هذه القضية إعلامياً وسياسياً وإنسانياً وفشلها الذريع في ذلك.

 

‎ولعل أهمّ أثر واسع لهذه العملية يتعلق بضرب مشروع التطبيع الإقليمي مع تل أبيب، فالكيان الصهيوني الذي بدأ عاجزاً عن حماية نفسه لن يكون ذا فائدةٍ تُذكر للقوى التي تروّج للتطبيع معه، سواء خوفاً من قوته الوهمية وطلباً لحمايته، أم طمعاً في الحصول على التقنيات الدفاعية التي كان الكيان الصهيوني يبيعها ويدّعي كفاءتها العالية قبل أن يظهر فشلها الذريع في هذه العملية.

 

‎لا أبالغ إنْ قلت إنّ عملية “طوفان الأقصى” كانت وما زالت لها دور كبير في تغيير موازين القوى والردع في المنطقة إلى الأبد، فما كان بعد السابع من أكتوبر لن يكون كما كان قبله، وستتمخض عن نتائج المعركة حسابات سياسية جديدة في المنطقة بعد هذه الحرب، ومَن لا يرى هذه الحقيقة سيبقى يعيش وهمَ الماضي فقط.

 

“طوفان الأقصى” بداية نقطة تحول

 

‎ويتابع عضو مجلس الشورى اليمني: لا يكاد يشك أحد من المحللين، في أنّ نتيجة الحرب العنيفة التي تعيشها المنطقة منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” كُتبت قبل حتى أن تبدأ.

 

كما أشرت سابقاً ان ما قبل السابع من اكتوبر ليس كما بعده اطلاقا فقد كانت عملية “طوفان الأقصى” إنطلاقة نحو عمليات مختلفة ومتنوعة من مختلف محاور المقاومة في اليمن ولبنان وإيران والعراق وسوريا ومن المؤكد أن النتيجة النهائية ستكون محو الكيان الصهيوني الغاصب من الوجود طال الوقت أم قصر.

 

إغتيال قادة المقاومةلم يؤد إلى إضعافها

 

وفيما يتعلق باغتيال قادة المقاومة ودور أمريكا في هذا المجال يقول الدكتور الهمداني: وجه الكيان الصهيوني المؤقت وبالتعاون الوثيق مع أمريكا عدد من العمليات التي استهدفت قيادات المقاومة الإسلامية وكان أشنعها الجريمة التي طالت  الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله سيد المقاومة .

 

ورغم تفاخر رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو بأن الكيان الصهيوني “صفّى الحساب”. لكن تاريخ الكيان الغاصب في تنفيذ عمليات إغتيالات محددة الأهداف يطرح تساؤلات بشأن مدى التغيير الذي سيحدثه استشهاد سماحة السيد على أرض الواقع.

 

‎عندما إغتال الكيان الصهيوني سلف سماحة السيد حسن نصرالله السيد عباس الموسوي، عام 1992، لم يؤد ذلك إلى إضعاف حزب الله. حلّ السيد حسن نصرالله، الذي كان في الثانية والثلاثين من عمره حينذاك، مكانه ليصبح ‎سيد المقاومة وحجة الإسلام والمسلمين.

 

‎عام 2008، استشهد القائد العسكري البارز في الحزب عماد مغنية بتفجير سيارته في دمشق، في عملية للكيان الصهيوني وبمساعدة أمريكا أيضاً .لكن استشهاده “لم يُضعف بالضرورة عمليات حزب الله العسكرية”، بحسب المحللين الدوليين.

 

ووفقاً لهذه المعطيات فإن التجربة التاريخية تؤكد أن الضغط نتيجته الإنفجار وأن ما يقوم به الكيان الصهيوني المؤقت سيعمل على ايجاد حالة خاصة وإستثنائية لقادة المقاومة لم يسبق لها مثيل، انا وأثق كثيراً في أن القادم سيكون صعباً على الكيان الصهيوني الغاصب وأن دماء سماحة السيد حسن نصر الله الطاهرة ستكون منطلقاً لقيادات مقاومة هامة ومؤثرة ستزيل من الوجود هذا الكيان الغاصب.

 

موقف واضح ومتماسك ضد الكيان الصهيوني

 

أما حول ما هو المطلوب من الحكومات والشعوب الاسلامية لدعم جبهة المقاومة، قال الهمداني: تكررت المطالبات الرسمية والشعبية للحكومات العربية والاسلامية إلى تتبنى موقفا واضحا ومتماسكا ضد الالة الصهيونية الارهابية وشهدنا خلال السنة الماضية إنسجاماً وتماسكاً هائلين بين الناس المنادين بالعدالة واصحاب الضمائر الحية في التضامن مع الشعب الفلسطيني المظلوم  والاعراب عن الكراهية والسخط من الكيان الصهيوني القاتل للاطفال في عواصم ومدن وقرى بلدان العالم من الشرق الى الغرب وحتى في شوارع عواصم ومدن الدول الغربية، فان صرخة مظلومية وشجاعة الشعب الفلسطيني البطل وكذلك حقيقة ما يجري في فلسطين، ستصدح في هذا العام اكثر من اي وقت مضى من حناجر مئات الملايين من الشعوب الداعين للعدالة والأحرار في اقاصي العالم.

 

ولا ننسى حركة الطلاب في الجامعات الاوروبية والأمريكية وتأثيرات ذلك الحراك على عدة مستويات والتي ارهبت وأرعبت دول الاستكبار العالمي.

 

كشف حقيقة الكيان الصهيوني

 

وفيما يتعلق بتغيير أفكار العالم وكشف حقيقة الكيان الصهيوني يقول الهمداني: أحدثت عملية “طوفان الأقصى” تغييرات محورية هامة للغاية وكان لتلك التغييرات الكثير من الاثار التي تطرقنا لها سابقا وحقيقة الأمر انها كشفت وجه الكيان الصهيوني للعالم اجمع وواجه هذا الكيان حراكاً عالمياً واسعاً وتغيرت الأفكار العالمية لشعوب العالم تجاه ممارسات هذا الكيان الارهابي الغاصب، وهذه بداية حقيقية وواضحة نحو تكوين صورة نمطية مغايرة لدى الشعوب الأوروبية والأمريكية تجاه الكيان الصهيوني وتوسيع هذه الصورة سيؤدي مستقبلاً إلى عدة متغيرات إجتماعية وإنسانية خاضعة لمعايير الغرب أنفسهم والأكيد في الأمر ان عملية “طوفان الأقصى” أحدثت تغييرات دقيقية وهامة في التركيبة الفكرية لدى شعوب العالم اجمع .

 

توثيق اللحظات التاريخية

 

أما حول توثيق هذه اللحظات التاريخية يقول عضو مجلس الشورى اليمني: هناك أهمية كبيرة نحو تنظيم وتوثيق هذه اللحظات التاريخية وبصورة لائقة ودقيقة كونها ركيزة هامة لمحور المقاومة والشعوب الحرة .

 

نعول كثيراً على المثقفين والباحثين والأكاديميين بالتوجه نحو توثيق يناسب هذه العمليات كونها مرجعيات للأجيال القادمة وسيكتبها التاريخ بماء الذهب كمراحل انتصار المقاومة على الكيان الصهيوني الغاصب والقوى الإستكبارية الداعمة له، ومن الناحية الإعلامية لا بد من وضع خطط وبرامج خاصة تعنى بعمليات “طوفان الأقصى” وتوجيه الإعلام بكافة وسائلة لإلقاء الضوء باستمرار على نتائج هذه العمليات العظيمة .

 

عملية “الوعد الصادق 2”

 

وفيما يتعلق بعملية “الوعد الصادق 2″، يقول الهمداني: جاءت  عملية “الوعد الصادق ٢” كرد ضروري ومشروع من النواحي السياسية والإنسانية رداً على الجرائم التي أقدم عليها الكيان الصهيوني والتي أدت إلى اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في الأراضي الإيرانية وكذلك إغتيال سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله وكان لهذه العملية آثاراً هامة على مستويات عديدة منها إثبات أن إيران لديها قدرة كبيرة على تحييد الدفاعات الغربية إذا لم تكن هناك معرفة مسبقة بالعملية وتمكّنت الصواريخ المرسلة هذه المرة من الوصول لأهدافها رغم إعتراض بعضها اثبتت قدرتها على إصابة أهدافها بكفاءة كبيرة .

 

كما أن إيران أعادت مكانتها الرادعة والقوية أمام قوى الهيمنة والإستكبار التي أوضحت في أكثر من مناسبة الإستهانة بالقدرات العسكرية الإيرانية، هذه العملية أوضحت أن إيران ليست ضعيفة بالصورة المتخيلة وأكدت ايران من خلال العملية أن المدن الخاضعة للكيان المؤقت ليست بعيدة عن متناول الصواريخ الإيرانية.

 

إضافة إلى ذلك نقطة هامة جداً وهو كسر الصورة التي نشرها الكيان الصهيوني عن الإختراق المخابراتي لقدرات المقاومة حيث أصبح هذا الإختراق مطروحاً للنقاش فقد جاءت عملية “الوعد الصادق ٢”  كمفاجأة ودليلاً على أن الإختراق لا يقوض العمليات العسكرية لمحور لمقاومة او يفقدها أهميتها وأن إيران والحزب كلاهما قادر على تسديد ضربات مؤلمة للكيان.

 

ومن أهم رسائل عملية “الوعد الصادق٢” هو أنها أوضحت للكيان بصورة قاطعة أنه ليس بمفرده في الساحة وأن إيران قيادة وشعباً سيكون حامياً وداعماً للمقاومة الإسلامية في كل مكان وزمان مما يضع نظرية التفوق الصهيوني الكبير برمّتها في مهب الريح.

 

الشكر لمحور المقاومة

 

وهكذا يختم كلامه الدكتور الهمداني: في كلمتي الأخيرة اتوجه بالشكر والإمتنان للمقاومة اليمنية ولقيادتها الحكيمة سيدي القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه متمنياً لهم المزيد من الإنتصارات والنجاحات حتى تحقيق النصر .والشكر موصول إلى محور المقاومة في لبنان حزب الله الذي قدم قياداته سبيلاً لتحقيق هذا النصر وفي مقدمتهم الشهيد العظيم سماحة السيد حسن نصر الله سيد المقاومة ونشد على ايديهم ورفع مستوى الجهوزية حتى تحقيق الإنتصارات المعهودة من حزب الله .

 

وختاما نتقدم بالشكر والإجلال إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقيادة قائد الثورة الإسلامية الامام آية الله السيد علي الخامنئي حفظه الله ورعاه على كل التضحيات والمواقف التي تقدمها لمحاور المقاومة حول العالم في مواجهة العدو الصهيوني المتغطرس وقوى الإستكبار العالمي، والنصر بإذن الله حليفنا.

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة