وأشار إلى أن الاحتلال ومن خلفه الإدارة الأمريكية خلال حربهم المتواصلة على غزة، ارتكب كل الجرائم لتدفيع القطاع وجميع سكانه صغارا وكبارا ونساء وأطفالا وشيوخا، فاتورة باهظة. ووفق شديد، دفعت فلسطينيا فاتورة باهظة جدا، تفوق مجموع ما دُفع في الماضي، إذ تريد الولايات المتحدة والاحتلال تحقيق نكبة جديدة للشعب الفلسطيني في غزة ثم بالضفة.
وأضاف: “يريدون جعل كل فلسطيني أو عربي أو مسلم، يفكر ألف مرة إذا فكر مستقبلا مقاومة ومواجهة “إسرائيل”، مستدركا: لكن “إسرائيل” فشلت في كسر غزة ومقاومتها”. وبحسب شديد، هنالك الكثير من الملاحظات على المواقف الرسمية العربية خلال العدوان المتواصل على غزة. لكنه أشار إلى موقف مصر التي منعت دخول أي فلسطيني إلى أراضيها، ما أسهم بدور كبير في إفشال المشروع الصهيوني بتفريغ القطاع من سكانه. وأفاد بأن ذلك ساهم في إسقاط نكبة جديدة عن شعبنا، مستدركا: “لكن لا ننسى أن مشروع التهجير لا يزال حاضرا في الوعي الإسرائيلي، لا سيما أن الاحتلال حول غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة…”.
ونبه من أن الاحتلال وداعميه ما زالوا يراهنون على كسر غزة ومقاومتها، لتكون آخر المحطات قبل عملية التهجير من القطاع، وإعادة الاستيطان كجزء من المشروع الصهيوني. ويرى شديد أن “إسرائيل” تعيش في مأزق حتى اللحظة، موضحا أنه لا يمكن الاعتبار أن غزة أصبحت منطقة مستسلمة أو رافعة للراية البيضاء، لا سيما مع وجود 100 أسير إسرائيلي على قيد الحياة أو اموات في قطاع غزة ولم تستطع “إسرائيل” وامريكا إعادتهم. وتطرق المحلل السياسي إلى جبهات إسناد غزة، إذ ذكر أنها امتداد لعملية “طوفان الأقصى” ولا تقل أهمية عنها على الصعيد الاستراتيجي والعالمي.
وقال: “افتتاح جبهة الإسناد من قبل شركاء وحلفاء إيران في المنطقة في اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى، بدءا من حزب الله في لبنان، وحركات المقاومة في العراق واليمن، شكل بداية تحول جذري برؤية قوى المقاومة تجاه الدور الأمريكي الضعيف والآخذ بالضعف في المنطقة”.وبحسب شديد، مع جبهات الإسناد، لأول مرة يرى الفلسطيني أنه لم يعد وحيدا بالساحة والجبهة في مواجهة الاحتلال، فهنالك قوى عربية وإسلامية تجاوزت المفهوم المذهبي والطائفي.وبين أن الولايات المتحدة وكيان الاحتلال وأدواتهم العربية حاولوا وأنفقوا الكثير من أجل إدخال المنطقة الإسلامية والعربية في أتون هذا الجحيم، لكنهم فشلوا، مضيفا أن ما يحدث الآن يشكل بداية إخفاق لهم.
وتابع إن الولايات المتحدة بعد ضربة السابع والثامن من أكتوبر رأت أن الفرصة قد تكون سانحة لإعادة حسم الموضوع وكسر كل حركات المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية وتهجير أهلها، تمهيدا لتسليم المنطقة لـ”إسرائيل” وإدخال العرب في تطبيع.واستدرك: “لكن ما فعلته “إسرائيل” أعاد إلى الوعي العربي العام أنها ليست جارة ولا صديقة لكي يتم التطبيع وبناء اتفاقيات معها، بالتالي كراهية الكيان والأنظمة التي تدعمه وكذلك أمريكا، باتت واضحة لدى الأجيال العربية الجديدة”.وأكمل قائلا إن وقوف قوى المقاومة في المنطقة إلى جانب الشعب الفلسطيني أحدث تغييرا برؤية الشعوب العربية إلى من هو الذي يقف مع فلسطين ومن الذي يدعم “إسرائيل” أو يغض البصر عما تتعرض له فلسطين والقدس والأقصى.وختم شديد حديثه قائلا: “ما زلنا في بداية المواجهة وقد تتطور كثيرا، لكن ما هو أكيد أن للميدان كلمة مهمة وهو من سيحسم مستقبل المواجهة”.