موناسادات خواسته
الوفاق /خاص الرواية والأدب مكانة خاصة في قلوب الناس منذ القِدَم حتى يومنا هذا، والكتابة أصبحت وسيلة مميزة لتوثيق الوقائع التاريخية، للأجيال القادمة لتعرف ماذا حدث، وللأطفال دور هام في بناء المجتمع، ولهذا كتابة الرواية والقصص، وترسيخ المفاهيم الأخلاقية والمقاومة تحظى بأهمية كبرى، وكما نعلم أن الأدب يترك تأثيرا عميقا على الفكر والروح، فبعد مرور سنة على عملية “طوفان الأقصى” البطولية، وما نشهده من الجرائم التي يقوم بها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني المظلوم وفي ظل الأحداث الأخيرة، أجرينا حواراً مع الكاتبة والأديبة اللبنانية “هلا ضاهر” التي لديها تأليفات كثيرة في مجال الرواية للأطفال والناشئين وحصلت على جائزة الشهيد سليماني، فسألناها عن تأثير هذه الأحداث وما يجري على الطفل والدور الذي يقع على عاتق المؤلف ، وفيما يلي نص الحوار:
ترسيخ القيم والآداب الإسلامية عبر الكتابة
في البداية سألنا الأديبة اللبنانية “هلا ضاهر” عن رأيها حول ميزة الكتابة للأطفال وكيفية ترسيخ ثقافة المقاومة عند الطفل، حيث قالت: ميزة الكتابة للأطفال أنها وسيلة تربوية ترفيهية رسالية، نستطيع عبر الكتابة ترسيخ كل القيم والآداب الإسلامية عند الأطفال وعبر القصة نصل إلى قلب وعقل الطفل بأسلوب سريع لا بل أهم من الوعظ لأن القصة محببة لدى الطفل.
القصص ورواية جرائم الصهاينة
بعد ذلك دار الحديث حول جرائم الكيان الصهيوني وتأثيرها على الطفل وكيفية رفع روحية الصمود عند الطفل عن طريق الكتابة والرواية، فقالت ضاهر: ما نشهده من جرائم الكيان الصهيوني الغاصب يؤثر على الطفل بشكل مباشر إذ نرى الأم الفلسطينية أو اللبنانية تقف أمام الطفل وهي في حيرة من أمرها كيف تحميه وكيف تحافظ على سلامة نفسه وكيف تقنعه بعدم الخوف وهو يسمع ويرى ويعايش الواقع فيأتي دور الكاتب ليضع بين يدي الأمهات قصص تعبر عن مفهوم المقاومة والصمود والثبات في وجه هذا العدو المتوحش ويساعدها لرفع روحية الطفل ومعنوياته.
أطفال المقاومة والصمود
وفيما يتعلق بكيفية تعرف الاطفال على مفاهيم كلمات مثل “المقاومة”، “الصمود”، و “التضحية”، قالت كاتبة الروايات للأطفال والناشئين: أطفال المقاومة يتعرفون على مفاهيم هذه الكلمات بسهولة أكثر من باقي أطفال العالم لأنهم يتعلمون ما يعايشون ونحن لا نتكلم عن طفل يعيش حالة ترف او ترفيه بل نتكلم عن طفل موجود في الميدان بين المقاومين وموجود في ساحة المعركة ويعيش مع أهله حالة الصمود والتضحية ويرى بأم عينه أبطال المقاومة ويرى المجازر الصهيونية ولكن كل ذلك يزيده فهم وقوة وكما قال الشهيد الشيخ راغب حرب: “سنحيي بدم طفلنا المقتول أطفالَ الأرض”.
أدب الطفل بعد “طوفان الأقصى”
وبعد مرور عام على “طوفان الأقصى” وحول تأثير هذه العملية على أدب الطفل تعتقد “هلا ضاهر”، يجب أن يشهد تطور ونقلة نوعية من حيث المضمون، وتقول: لقد أصبح لدينا مخزون هائل من الروايات والقصص التي ينبغي أن نسردها كحكاية أو نكتبها كقصة.
أطفال أقوى من المحتل
وتوجّه الأديبة اللبنانية رسالة لأطفال العالم وخاصة أطفال غزة ولبنان، وتقول: رسالتي لاطفال غزة وأطفال العالم، أنتم تعيشون بطريقة مثالية لكم حقوق من حيث الأمان والتعليم والعيش بسلام وهدوء وأجواء مناسبة للطفل وهذا من حق كل الأطفال ولكن أنظروا لأطفال غزة ولأطفال لبنان ليسوا كأي طفل لقد كبروا من غير أن يعيشوا الطفولة فجأة وجدوا أنفسهم أيتاما أو أمام بيت مدمر دمّره الإحتلال الصهيوني وتركهم بلا مأوى. أما لهؤلاء الأطفال فأقول أنتم أقوى من المحتل لأنكم وقفتم فوق ركام البيوت المهدمة وقلتم لن نترك حقنا في التعليم وبحثتم بأيديكم الصغيرة بين الركام عن الكتب والألعاب وفي تحدٍ للعدو قلتم: نريد أن نتابع التعليم لأننا مستقبل هذه الأمة ونريد تلك الألعاب لأنها ذكرياتنا وفسحة الأمل لنا.
التضامن مع الطفل الفلسطيني
وحول كيفية التضامن مع الطفل الفلسطيني بالكتابة والرسوم، تقول “هلا ضاهر”: يمكن التضامن مع الطفل الفلسطيني بالكتابة والرسوم لأنها وسائل للتعبير وهي من أبلغ الوسائل وأقربها إلى القلوب وأقربها إلى التأثير الإيجابي والهادف لدى الأطفال ليصل صوت كل طفل مظلوم إلى العالم أجمع وذلك بهدف إلقاء الحجة عليهم أولاً ومحاولة استنهاض الأمة والشعوب في كافة أنحاء العالم.
تربية جيل يكمل طريق المقاومة
وتختتم الكاتبة اللبنانية كلامها: أقول لأطفال لبنان وغزة، كل طفل منكم هو أقوى طفل في العالم وكل طفل سوف يكبر ويدافع عن وطنه جيل بعد جيل، ونحن دورنا كأمهات زينبيات أن نُحسن تربيتهم على درب المقاومة وعلى درب آبائهم الشهداء لنغرس في نفوسهم النقية الطرية الخصبة كل القيم والعزة ورفض الظلم والإحتلال والخضوع والخنوع ولينشأ جيل جديد يكمل طريق المقاومة ويمهد لصاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف بشكل لائق بما يملك من وعي وأهداف راقية لائقة بالإمام صاحب العصر والزمان(عج) أرواحنا له الفداء.