الأستاذة التربوية اللبنانية فاطمة نصر الله للوفاق:

المرأة الفلسطينية واللبنانية.. مدرسة تنشئة جيل المقاومة

 ما تقوم به المرأة الفلسطينية واللبنانية في مواجهة الاحتلال وجرائمه اللاإنسانية قد يكون أكبر رسالة لنساء العالم كله

2024-10-12

سهامه مجلسي

 

 

الوفاق/ خاص للمرأة الفلسطينية دور مهم تلعبه في بناء مجتمع قوي وتمكينه من مواجهة كل المؤامرات التي تحاك على أمتنا. فهي التي ضحت بأبنائها من أجل الحرية والمقاومة والدفاع عن أرض فلسطين ولبنان ضد آلة الحرب الصهيونية، وقد أظهرت مثالاً رائعًا على الصبر والمثابرة، وتشير تقارير عديدة إلى أن المرأة والاطفال هم الأكثر تضررا من سياسات الاحتلال الصهيوني القمعية، والتي تشمل العدوان والحصار والتهجير والاستيلاء على الأراضي، وفي هذا الصدد اجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الاستاذة التربوية اللبنانية فاطمة نصر الله للوفاق وفيما يلي نصه:

 

ما تقييمك لدور المرأة في دعم القضية الفلسطينية وطوفان الأقصى وما تعكسه لبلدان العالم عامة، والدول العربية والإسلامية خاصة؟

 

في الحقيقة يتجلى دور المرأة بشكل عام من خلال البعد الذي تقوم به بكونها امرأة من حيث دورها التربوي الذي تمارسه في حياتها الأسرية من ناحية وفي حياتها العامة من ناحية اخرى، لذلك ان أي دور تقوم به المرأة له انعكاس أكيد ومباشر على أي قضية تتبناها، وان تبني المرأة القضية الفلسطينية سواء كانت هذه المرأة عربية أو تنتمي الى الدول الغربية مجرد أنها آمنت بهذه القضية ونصرتها فإن لدورها الأثر الفعال، ويتجلى الدور الأساسي للمرأة في تأثيرها على أسرتها وتربية ابنائها على حمل هذه القضية والدفاع عنها بكافة الميادين وبكافة الأشكال لذلك اذا اردنا ان نقول بإنه كيف نقيّم دور المرأة حالياً في هذا الصراع فإننا من الافضل ان نقول أن دور المرأة فعال جداً وله الأثر البالغ على مستوى النتائج فيما يتعلق بحركة المقاومة الفلسطينية لا سيما فيما يتعلق «بطوفان الاقصى» بالتحديد وايضا في حركة المرأة اللبنانية ايضاً من خلال العدوان الصهيوني على لبنان.

 

ما هي الرسائل التي توجهها المرأة في غزة ولبنان إلى باقي النساء العربيات في ظل ما تعيشه من صعوبات؟

 

ما تقوم به المرأة الفلسطينية واللبنانية في مواجهة الاحتلال وجرائمه اللاإنسانية قد يكون أكبر رسالة للعالم كله وليس للنساء وحدهن، وفي الحقيقة ان الرسائل التي توجهها المرأة في غزة ولبنان لكافة نساء العالم، وبالأخص الى النساء العربيات، بهذا الصمود يظهر الصورة الحقيقية لما عليها هذه المرأة المناضلة المجاهدة التي وعت القضية، التي تمتلك منسوبا عاليا جداً من الوعي واستطاعت من خلاله ان تقف ثابتة بوجه كل  الدمار وكل نوع القتال بحقها وبحق ابنائها وبجق رجالها، فهي بقت صامدة، لذلك عندما وقفت المرأة الغزّاوية أو المرأة اللبنانية هذا الموقف انما اعطت رسالة كبيرة جداً وواضحة لكل نساء العالم. ان المرأة تستطيع من خلال وعيها وقدرتها على المواجهة أن تكون شريكة أساسية في تحقيق النصر لبلادها.

 

 مرت على الشعبين الفلسطيني واللبناني حروب عديدة من قبل العدو المحتل، ما هي الفروق الأساسية بين الحروب السابقة والعدوان الحالي؟

 

حقيقة العدو الصهيوني حالياً يشعر أنه أمام مواجهة متعلقة بوجوده لعله في الحروب السابقة  كان يعتقد بإنها نوع من المواجهات لإثبات وجوده الأداري وايضاً الحياتي في هذه المنطقة وأن كان لا يحق له أن يكون موجود فيها،  لكن كان يصارع على مستوى تثبيت الادارة، لكن الحرب الحالية وخصوصا «طوفان الاقصى» قد شعر هذا العدو الصهيوني بأن وجوده مهدد لأن مستوى نجاح العملية قد أوصل العدو الصهيوني الى التفكير بأن وجوده مهدد من خلال الخسائر الفادحة التي ألمت بهذا العدو وشعر بها، وان كان التعتيم اعلامياً على اظهار حجم الخسائر التي أصابت هذا العدو من جراء هذه العملية التي حصلت في 7 أكتوبر من العام الماضي كبيرا، اذن في الحقيقة هو حالياً يشعر ان معركته هي معركة وجود، لذلك هو جَنّدَ كل ما لديه من قوة من آليات القتال، وطبعاً كل الدعم العالمي له من خلال الدعم الأمريكي والدعم الأوروبي، لذلك هو يشعر أنه بحاجة الى كل هذا الدعم لكي يبقى صامداً وواقفاً أمام مواجهة لهذه الحركة التي أن شاء الله سوف تثبت جدارتها مع الأيام ولعله ان شاء الله يكون فعلاً وجوده مهدداً وتكون ايامه القادمة تبشر بزواله باذن الله.

 

هل يمكن أن تروين لنا بعض مظاهر المعاناة التي تتحملها المرأة في غزة ولبنان خلال العدوان الصهيوني الحالي؟

 

الحقيقة لدينا العديد من المشاهد أو المواقف التي عانت منها المرأة في غزة أو في لبنان من خلال العدوان عليها وهو قد يتمثل في عدة مظاهر، المظهر الأول هو هدم البيوت ونحن نعلم ان المكان الأساسي للأسرة وعلى رأسه الأم والأب ايضاً ولما يعني البيت للأم ، ان هدم هذه البيوت وتشريد هذه العوائل ومحاولة الأمهات لتأمين البدائل طبعاً بمساعدة الزوج لهذه البيوت المهدمة والتي لم تكن بدائل مناسبة كما يجب، فقد استخدمت المدارس وغيرها من المرافق المجتمعية التي لم تكن بالمستوى المطلوب لتعيش هذه العائلة حياة كريمة طبعاً، هذا مشهد من المشاهد الصعبة، لكن المشهد الأقصى هو عندما تصاب هذه العائلة بالعدوان الهمجي بآلة القتل الصهيونية ويستشهد عدد كثير من العوائل، واستشهاد أولادهم واستشهاد الأزواج ولذلك قد يحمّل المرأة اللبنانية إعباءً نفسية حياتية، ولكنها استطاعت بفضل صمودها ووعيها وايمانها بالله سبحانه وتعالى ان تتحدى هذه المواقف.

 

 ما هو مصير الأطفال الفلسطينيين الذين فقدوا عائلاتهم خلال الحرب في غزة؟

 

في الحقيقة نحن نتحدث عن مجمتعات حاضنة وهي فعلاً على أتم الأستعداد ان تحتضن هؤلاء الأطفال سواء كانت من خلال المنظمات أو المؤسسات الأجتماعية الأنسانية التي تعنى بالأهتمام بهؤلاء الأطفال أو من خلال العائلات، نحن نعرف بأدبياتنا الأجتماعية الاسلامية نحن لدينا دافعية كبيرة جداً من خلال تربيتنا على منهاج الاسلام وروح الاسلام الذي يحثنا على التضامن والتكافل فيما بيننا، وبالتالي أنا لا اعتقد ان هؤلاء الأطفال ستكون حياتهم حياة مشردين أو ما الى ذلك، بل أنا اعتقد أن هناك مجتمعات أو مجتمع المقاومة الذي يحتضن ويحرس هؤلاء الأطفال ويعينهم على استكمال حياتهم رغم الظروف الصعبة التي تنتظرهم بظل غياب عوائلهم الأساسية، إلا انه مجتمع المقاومة هو جاهز لهؤلاء الأطفال واحتضانهم وتأمين مستبقلهم ان شاء الله ونأمل ان يَمنُ الله سبحانه وتعالى على هذا المجتمع بالنصر القريب العاجل أن شاءالله حتى تستطيع هذه المنظمات القيام بدورها واحتضانهم ومساعدتهم على تجاوز محنتهم ان شاءالله.

 

كيف تساهم المرأة في الخطوط الخلفية للجبهة إلى جانب الرجل في مقاومة العدو؟

 

بالحقيقة لم يمر على المرأة المقاومة سواء كانت في لبنان أو في فلسطين أو في أي منطقة من عالمنا الأسلامي المقاوم يوم وهي ليست شريكة الرجل في مقاومة العدو، صحيح ان الرجل قد يحمل البندقية ويحمل سلاحه ويذهب الى جبهات القتال، ألا أن وراء هذا الرجل امرأة ربت هذا الرجل سواء كان ابنها أو الزوج المدعوم من زوجته التي تعينه، ولا سيما في غيابه عند توجه الى ساحات القتال، فهي من تتحمل عنه مسؤوليات العائلة بشكل عام فضلاً عن الدور التوعوي الذي تقوم به المرأة تجاه عائلتها، هي التي تعينه على مجابهة المواقف، وعلى الصمود والثبات، وفهم العدو وتفسير ماهية العدو بوجدانه، وبالتالي تعليمهم وتثقيفهم، كيف يمكن ان يكونوا مقاومين، كيف ممكن ان يشكلوا المواقف التي من شأنها ان تكون هي اداة المواجهة لهذا العدو الغاشم، اذن المرأة تساهم وتسند الرجل خطوة بخطوة، صحيح بالخطوط الخلفية ألا أنها لها التأثير البالغ جداً في نتائج انتصارات المقاومة التي لا يمكن ان تتحقق الا بوجود هذا العنصر الأساس، وهو المرأة الواعية المقاومة القوية الشجاعة التي تعين الرجل جنباً الى جنب في تحقيق هذه الأهداف.

 

المصدر: الوفاق/ خاص