كذلك تحدّث عن كلام يجري تداوله عن أنّ “إسرائيل” قد تفرض نظامًا جديدًا في الشرق الأوسط، حسب قوله، لافتًا إلى أن نتنياهو ألمح إلى أن “تغيير النظام في إيران قد يأتي أسرع مما يتوقع الناس” وفق زعمه.
ونبّه الكاتب إلى أنه سبق وأن قيل مثل هذا الكلام عن الشرق الأوسط دون أن تنجح مثل هذه المشاريع، مشيرًا إلى عام 1982 عندما أمر رئيس الوزراء “الإسرائيلي” وقتها مناحيم بيغن ووزير الحرب أرييل شارون باجتياح لبنان. كما أردف أنّ “النتيجة كانت مستنقعًا عسكريًا استمر ثمانية عشر عامًا”، كذلك ذكر في السياق نفسه الغزو الأميركي للعراق عام 2003 حيث قدمت إدارة جورج بوش الإبن وقتها رؤى عن فرض نظام “ديمقراطي” موال للغرب في الشرق الأوسط في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول، وفق قولها. وتابع أن “النتيجة كانت مواجهة عسكرية مفتوحة الأمد تحولت إلى مستنقع حيث تحول “المحررون” إلى محتلين”، وفق تعبير الكاتب.
وشدّد الكاتب على ضرورة أن يأخذ نتنياهو هذا التاريخ القاتم في الحسبان قبل أن يوسع نزاعًا هو أصلاً خرج عن الإطار المقبول وتسبب بدمار هائل. كما استبعد أن تملك “إسرائيل” القدرة على تدمير منشآت إيران النووية التي هي محصنة بشكل جيد ومتواجدة على عمق كبير تحت الأرض، مضيفًا أن ذلك يتطلب القنابل التي تخترق الخنادق (Bunker-buster bombs) والقاذفات الثقيلة والتي لا تمتلكها “إسرائيل”. وفيما قال إن “الطائرات “الإسرائيلية” يمكن أن تلحق ضررًا كبيرًا بالاقتصاد الإيراني عبر استهداف منشآت النفط الإيرانية”، لكنه أردف بأنه من المستبعد أن تقبل ايران مثل هذه الضربة دون أن ترد بشكل أقوى حتّى.
كذلك تحدث الكاتب عن إمكانية أن تستهدف طهران البنية التحتية النفطية لدى دول عربية معتدلة مثل السعودية، مرجحًا أن تستطيع إيران أيضًا إغلاق مضيق هرمز أقله لفترة مؤقتة، ونبّه من أن إيران تستطيع استهداف القوات الأميركية في المنطقة، بينما تسرع بالخفي خططها لتسليح برنامجها النووي.
وحذّر من أن المحصلة قد تكون حربًا إقليمية أوسع قد تؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط وتراجع النمو الاقتصادي العالمين غير أنه قال :”إن نتنياهو قد يميل إلى ذلك ليس فقط من أجل استرضاء المتشددين وإنما أيضًا من أجل إيصال دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الا أنه أردف أن نتنياهو يجب أن يدرك بعد كل هذا الوقت كم تعتمد “إسرائيل” على الحماية العسكرية الأميركية ضد الهجمات الصاروخية الإيرانية، وأن يتذكر بأن بايدن سيبقى رئيسًا حتى تاريخ عشرين كانون الثاني/يناير القادم، وأضاف أن “المسار الأكثر حكمة لنتنياهو هو استهداف القواعد العسكرية والاستخباراتية الإيرانية من أجل تحقيق الردع ضد طهران”.
كذلك تابع الكاتب أن “”إسرائيل” تبقى “دولة” صغيرة نسبيًا (مع 9.4 مليون نسمة مقارنة بـ91.8 مليون نسمة في إيران)، وأن الجيش “الإسرائيلي” منهمك أصلًا يتحمل أعباء كبيرة”، وأردف أنه “وبدلًا من توسيع النزاع مع إيران أو الوقوع في فخ الطموحات “المتكبرة” بإعادة رسم الشرق الاوسط، يجدر على حكومة نتنياهو أن تركز على وضع استراتيجية لإنهاء النزاعات الحالية مع حماس وحزب الله”، منبهًا من أن “إسرائيل” ليس لديها استراتيجية واضحة للخروج من أي من هذه النزاعات في الوقت الراهن.