وسط تحرّك دبلوماسي مكثّف لإرساء السلام في المنطقة..

جولة عراقجي الإقليمية.. بلورة رؤية مشتركة إزاء جرائم الصهاينة

الوفاق- يواصل وزير الخارجية عباس عراقجي جولته الإقليمية لإرساء السلام في المنطقة، ووقف العدوان الصهيوني على غزة ولبنان، وبعد إختتام زيارته الى القاهرة ولقائه كبار المسؤولين المصريين وإجراء مباحثات معهم حول التطورات في فلسطين المحتلة وجرائم العدو الصهيوني بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، وصل عراقجي إلى مدينة اسطنبول التركية، يوم أمس، للمشاركة في قمة التعاون الإقليمي لجنوب القوقاز وإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الأتراك.

2024-10-18

وتعد تركيا المحطة التاسعة في جولة مكوكية شملت مصر والأردن وعمان وقطر والسعودية وسورية ولبنان، وفي ضوء تصاعد العدوان الصهيوني على غزة ولبنان، برزت أهمية جولة عراقجي الإقليمية لترسيخ “موقف موحد” من قبل الدول الاسلامية إزاء جرائم العدو الصهيوني.

 

وجاءت زيارة وزير الخارجية إلى الدول الاسلامية التسعة خلال الأسبوعين الأخيرين في محاولة إيرانية لتشكيل تكتّل دبلوماسي ضاغط لوقف جرائم الاحتلال ومنع تل أبيب من جر المنطقة إلى حرب شاملة، في ظلّ الدعم الأمريكي الأعمى لتل أبيب والتخاذل الأوروبي إزاء تعنّت العدوّ في إجرامه.

 

دبلوماسية إيران النشطة لإرساء السلام في المنطقة، لاقت تفاعلاً من قبل دول المنطقة، حيث أجمعت كافة الوجهات التي قصدها وزير الخارجية على ضرورة وقف جرائم الإبادة الصهيونية ومساعدة اللبنانيين والفلسطينيين.

 

*رؤية إقليمية مشتركة

 

وخلال زيارة عراقجي إلى مصر يوم أمس الأول، والتي تعتبر أول زيارة لمسؤول إيراني كبير منذ عقد من الزمن، قال وزير الخارجية الإيراني: “لقاؤنا مع السيد السيسي كان لقاءً جيداً من ناحية تقارب وجهات النظر بين البلدين بشأن ضرورة خفض التصعيد، وضرورة وقف عدوان الكيان الصهيوني في لبنان وغزة، وهذه وجهة نظر كل المنطقة وحتى على المستوى الدولي.”

 

وعن ثمار جولته الإقليمية، قال وزير الخارجية: توجد رؤية إقليمية مشتركة حيال مخاطر الحرب في غزة ولبنان ووضع النازحين، وأيضاً التقديرات بشأن توسع رقعة هذه الحرب داخل المنطقة.

 

وإلتقى وزير الخارجية الايراني في مصر مع كل من الرئيس المصري محمد فتاح السيسي، ونظيره المصري بدر عبدالعاطي أمس الأول الخميس، وتبادلا وجهات النظر حول أهم القضايا والمستجدات الإقليمية.

 

*حلّ القضايا الإقليمية عبر الطرق السلمية

 

وفي إسطنبول، صرّح عراقجي، أمس الجمعة، انه “نظراً للهجمات الصهيونية والظروف الخطيرة التي تسود المنطقة، بدأت في جولة إقليمية، وقد مررت خلال اليومين الأخيرين بالأردن ومصر، واليوم أنا في تركيا”؛ مبيناً أن زيارته لهذا البلد تزامنت مع اجتماع الدورة الثانية لوزراء خارجية الدول الأعضاء في آلية (3+3).

 

ولفت وزير الخارجية الإيراني بالقول: لطالما جمعتنا علاقات جيدة مع تركيا. وتابع: إن اجتماع 3+3 ينعقد في غياب جورجيا، غير أن باقي الدول الأعضاء أظهرت عزيمتها وإرادتها لإجراء المحادثات، والتنسيق بشأن قضايا منطقة القوقاز. وأكمل وزير الخارجية: ينبغي لنا أن نراقب حل القضايا الاقليمية عبر الطرق السلمية، وأن تصب ترتيباتنا الأمنية والسياسية في سلام واستقرار المنطقة.

 

وبدأت أمس الجمعة في مدينة اسطنبول التركية، أعمال اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في آلية القوقاز التي يطلق عليها 3+3، بحضور وزير الخارجية الايراني، ويشارك في الاجتماع وزراء خارجية دول جمهورية أذربيجان وأرمينيا وإيران وتركيا وجورجيا وروسيا، وانعقد الإجتماع بكلمة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.

 

وأجرى عراقجي إلى جانب المشاركة في هذا الاجتماع، لقاءات ثنائية مع نظرائه من الدول الأعضاء.

 

*عهد سياسة “فرِّق تسد” ولّى

 

بالتزامن مع زيارته إلى مصر، كتب عراقجي في منشور له على منصة “إكس” فجر الخميس: إن عهد سياسة الأوروبيين الخبيثة “فرِّق تسد” في منطقتنا قد ولّى منذ أمد بعيد. وأضاف: إن القسم المتعلق بإيران في البيان المشترك للاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون لدول الخليج الفارسي يتضمن في طياته رسائل كثيرة.

 

وتابع عراقجي: من وجهة نظرنا، من الواضح أن طريق التعاون المبني على الاحترام الذي اقترحناه عليهم في اجتماعات مختلفة، بما في ذلك في نيويورك، قد تمّ الردّ عليه الآن من خلال رغبة أوروبا في “المواجهة” من خلال حظر رحلات الركاب وتوجيه تهمة “الاحتلال” العبثية إلى إيران! وأضاف وزير الخارجية: الجزر الثلاث كانت دائماً تابعة لإيران وستظل كذلك إلى الأبد.

 

المصدر: الوفاق/وكالات