كمثل شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء

إيران دولة قاعدية تمتلك قدرات متنوعة ومنطقاً قانونياً

هناك قدرات أخرى لإيران لا تمتلكها معظم دول العالم؛ وهي قدراتها وتأثيراتها الثقافية والمعنوية على كثير من الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية.

2024-10-21

إنّ قدرات إيران كثيرة ومتنوعة، فهي تمتاز بجغرافية فريدة حيث تحاذيها حوالي ( ١٥) دولة بحدود برية وبحرية ونهرية، ورغم الحصار الجائر الذي تفرضه الدول الغربية الاستعمارية بزعامة أمريكا على إيران، لكنها استطاعت أن تنهض نهضة علمية وتقنية وبسرعة كبيرة، وقد انعكست تلك النهضة على قطاعاتها الزراعية والصناعية والصحية والخدمية.

هل تعلم أن إيران لا تستورد عشرات المحاصيل الزراعية بل تقوم بتصدير بعضها إلى دول الجوار؟

وهل تعلم أن ٩٢% من الأدوية والمنتجات الطبية تصنع محلياً؟ وهل تعلم أن لدى إيران عشرات الآلاف من الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة؟

كم هو جميل أن تتجول في شوارعها وأسواقها وتشاهد أغلب منتجاتها محلية الصنع، وكم هو رائع أن تتجول في شوارعها وتشاهد سياراتها وحافلاتها المختلفة من تصنيعها رغم فارق الكيفية أو الجودة مع بعض الصناعات العالمية العريقة.

نعم ربما نقطة الضعف في إيران أنها لم تتخلص من النظام المالي الاستعماري الذي أساء إلى عملتها الوطنية ويحتاج ذلك إلى عملية جراحية قيصرية.

ربما شاهد كثير من الناس تواضع قدرات إيران العسكرية في بداية انتصار الثورة الإسلامية. لقد كان الإمام الخميني (رض) بجبته وقبائه يطل من شرفة أحد المنازل ويشاهد استعراض كراديس الجنود المشاة يمرون من أمامه بأيديهم الخالية أو بأسلحتهم الخفيفة .

لم تكن إيران في عقد الثمانينيات من القرن الماضي تملك صاروخاً واحداً، واليوم تملك مئات الآلاف وعشرات الأنواع التي تنتجها، وأبدت أكثر من عشرين دولة رغبتها في شراء تلك الصواريخ منها.

كانت إيران لاتستطيع صناعة طائرة واحدة، واليوم لديها عشرات الآلاف من الطائرات المسيرة، وقدمت بعض الدول مثل الصين وروسيا طلباً لشراء آلاف الطائرات، وبحسب تصريح أحد المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني؛ فإن الصين قدمت طلباً لشراء ( ١٥٠٠٠) طائرة مسيّرة، لأنّ كلفتها المالية قليلة جداً، ولها قدرة على التخفي، ولا تكتشفها الرادارات الحديثة.

إيران اليوم يسمونها دولة عتبة نووية، لأنّ بإمكانها لو شاءت أن تصنع القنبلة النووية في ظرف أيام قليلة، وعلى حد تعبير أحد المسؤولين فيها: إن الذي يستطيع تخصيب اليورانيوم بنسبة تتعدى ( ٦٠%) وبكميات كبيرة يستطيع أن يصنع القنبلة أو السلاح النووي في ظرف أيام قليلة.

اليوم إيران تتحدث عن مفاجآت كبيرة فبعد عملية الوعد الصادق٢ ؛ قال العميد محمد إسماعيل كوثري أحد قادة الحرس الثوري: (كثير من منصات إطلاق الصواريخ لم تستخدم بعد، وإذا اعتدى علينا الكيان الصهيوني؛ فسنستخدم صواريخ لأول مرة ستدهش العالم بقدرتها التدميرية).

أما المسؤول السابق في الحرس الثوري إبراهيم رستمي؛ فقد أكد استعداد بلاده لضرب مفاعل (ديمونه) الصهيونية، وأن ( إيران لديها مفاجأة كبيرة تفوق السلاح النووي في أهميتها وسنخفي هذه المفاجأة إلى حين ساعة الصفر).

يبدو لي ان إيران تملك سلاحاً يعتمد على المبادئ الفيزيائية ربما هو أسلحة الحزم الليزرية وطاقتها المركزة والموجهة نحو الهدف، أو ربما هو أسلحة أو نبضات كهرومغناطيسية، والتسريبات وربما المبالغات تتحدث عن هذا السلاح الذي يعيد الدولة أو المكان المستهدف إلى العصر الحجري فهو يدمر منتجات الحضارة دون أن يمس الإنسان.

إنّ هناك قدرات أخرى لإيران لا تمتلكها معظم دول العالم؛ وهي قدراتها وتأثيراتها الثقافية والمعنوية على كثير من الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية، كل ذلك بسبب إلتزامها بمبادئها الأخلاقية والإنسانية، وبسبب القيادة الرشيدة التي تلتقط الإشارة من الاحاديث الشريفة والمعنى الحقيقي من الآيات الكريمة، فتطبقه في وظيفتها ومسؤوليتها أمام شعبها، وأمام الشعوب الأخرى فيؤتي أكله (كمثل شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها).

إنّ هذه القدرات المتنوعة تجعل من الجمهورية الإسلامية دولة قاعدية وأساسية في المنطقة والعالم، وعلى الدول الأخرى أن تؤسس علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية في ضوء قدراتها ومنطقها القانوني العادل بعيداً عن التأثيرات الخارجية.

 

د. محمد العبادي

أستاذ وباحث آكاديمي

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة