شاعر المقاومة العراقي "علي منديل" للوفاق:

الشعر سلاح.. والثبات على الساتر الثقافي أشدّ من العسكري

خاص الوفاق: منديل: أُسلّط الضوء في قصائدي على جوانب مهمّة ودقيقة وجريئة، وعندما تشتد الفتن أُشهر قلمي وأُشمر عن ساعدي وأمتطي صهوة منصتي لأرفع كلمة الحق بوجه سلاطين الجور.

2024-10-25

موناسادات خواسته

 

إن شعر المقاومة ركنٌ عظيم من أركان الأدب العربي الحديث، ومن أوسع الأبواب الشعرية التي يدور الشعراء في رحابها. فالشاعر المقاوم عليه أن يصنع مصيره بيده ويكون داعياً إلى التحرر والإستقلال وملتزماً بقضايا مجتمعه.

 

إذا أمعنّا النظر في أشعار المقاومة، نرى أن لشعر المقاومة حماساً وتأثيراً خاصاً يترك أثره في الروح، وفي غالبيتها نشهد أن الكلمات تأتي كالرصاص تستهدف العدو، ولشاعر المقاومة مكانته الخاصة في المجتمع، ومنهم الشاعر العراقي علي منديل الذي يُعرف بأشعاره لقادة المقاومة، ومنها شعره للشهيد سليماني الذي أشاد به قائلاً: “سليماني ليس شهيداً لإيران وحسب وإنما شهيد العراق أيضاً”.

 

من جهة أخرى كل عام يُقام مهرجان قادة النصر في العراق، وينشد علي منديل أشعاره في هذا المهرجان، ففي الأجواء التي نشهد جرائم الكيان الصهيوني واغتيال قادة المقاومة، إغتنمنا الفرصة وأجرينا حواراً مع هذا الشاعر المقاوم، فيما يلي نصه:

 

الشعر سلاح بيد صاحبه

 

بداية تحدث الشاعر علي منديل عن بداية مسيرته مع الشعر وخاصة إختياره شعر المقاومة، حيث قال: بدأت بكتابة الشعر منذ عام ٢٠٠٣ وكان عمري في حينها سبع سنوات حيث تأثرت تأثيراً كبيراً بشعر المنبر الحسيني وعندما كبرت ونضجت إلتجأت إلى ساحة جهاد التبيين كما يعبر عنها الإمام الخامنئي حفظه الله وكرّست قلمي لخدمة المقاومة والجهاد كوني أرى الشعر سلاحا بيد صاحبه من الممكن أن يستخدم في سبيل الدفاع عن القيم والمبادئ الأصيلة وهذا ما دأب عليه شعراء الكلمة الحرة منذ الرعيل الأول لفجر الإسلام والى يومنا هذا.

 

شعر المقاومة في تطور كبير

 

وفيما يتعلق بشعر المقاومة وتأثيره في المجتمع، يعتقد “منديل” أن للشعر وقعاً في النفوس كبيرا خصوصاً إذا كان شعراً يلامس قضايا الأمة وما تعانيه الناس، ويقول: أنا أرى شعر المقاومة في تطور كبير من أي زمن مضى فكما أن ساحة الصراع اليوم أتسعت رقعتها مع العدو كذلك الفن والشعر بأن تأثيره في نفوس المؤمنين، لذا قد تجد بيتاً من الشعر يعادل خطبة عصماء لكبار البلغاء.

 

ميزات شعر المقاومة

 

أما حول الميزات الخاصة لشعر المقاومة، قال شاعر المقاومة: الشعر المقاوم له ميزات عديدة ولكن أهم ما يميزه هو الوضوح في الطرح والشجاعة والجرأة والبصيرة والوعي وأنا برأيي كل ما عدا ذلك لا أعتبره شعراً مقاوماً حيث إننا نعلم هنالك بعض الأقلام المشبوهة تحاول أن تجامل وتهادن على حساب قضيتها فتارة تجدها في صف الامام علي عليه السلام وتارة في صف معاوية.

 

ليس كل مقاوم ولائياً ولكن كل ولائي مقاوم

 

وعندما سألناه عن الأسلوب الذي يتخذه في أشعاره وما الذي يُركّز عليه، قال منديل: أنا عادة أحاول قدر الإمكان أن أسلّط الضوء في قصائدي على جوانب مهمّة ودقيقة وجريئة قد البعض لا يقدر على طرحها بل التفكير فيها مثل الدفاع عن الولاية ورفع المظلومية عنها وأرى هذا هو واجبي الشرعي تجاهها فليس كل مقاوم ولائيا ولكن كل ولائي مقاوم وأستطيع القول أني استطعت ولو بشيء بسيط أن أجعل قصيدة المقاومة في العراق قصيدة إسلامية خالصة تعنى بكل قضايا الأمة وما تعانيه شعوب جبهة المقاومة بعدما كانت قصيدة المقاومة في العراق عبارة عن صراعات عشائرية يعلوها الحس الوطني والقومي أكثر بكثير من الحس الديني والإسلامي وشهادة قادة الإنتصار خير شاهد ودليل عندما رأينا الكثير من شعراء العراق رثوا الحاج المهندس ولكن لا أحداً فيهم وقف ورثى الحاج قاسم سليماني، واقعاً موقفنا مع الشهيد قاسم سليماني وقصائدي بحقه أحرجت الكثير من الشعراء في المهرجانات وعلى المنصات.

 

الشعر عنصر مؤثر

 

وعندما دار الحديث عن دور الكلمات في شعر المقاومة، واعتبارها كالرصاص، قال منديل: بل في بعض الأحيان أشد من الرصاص حيث أن الثبات على الساتر الثقافي أشد وأخطر من الثبات على الساتر العسكري وهنا استشهد بقول الإمام القائد حفظه الله: “إن الشعر عنصر مؤثر، وله بين مجموعة الأنواع البيانية والكلامية تأثير مضاعف؛ فليس لأي قول، مهما بلغ من الفصاحة والجمال وجودة المضمون، ما للشعر من أثر”.

 

الدافع لإنشاد الشعر

 

يعتقد الشاعر العراقي المقاوم أن الدافع لإنشاد الشعر هو الشعور بالمسؤولية وأداء التكليف وفق رؤية الإمام الخميني العظيم(قدس) حيث قال: “نحن أُمِرنا بأداء الواجب والتكليف وأما النتائج فهي على الله”، وحول متى يُنشَد الشعر قال منديل: عادة في المواقف الصعبة وعندما تشتد الفتن أشهر قلمي وأشمر عن ساعدي وامتطي صهوة منصتي لأرفع كلمة الحق بوجه سلاطين الجور.

 

مهرجان قادة النصر

 

أما حول مهرجان قادة النصر والشعر الذي أنشده فيه، قال منديل: مهرجان قادة النصر من أروع وأجمل المهرجانات التي حضرتها وتشرّفت في المشاركة فيها لما يحمله من عنوان ومضمون وكانت مشاركتنا لهذا العام مهمّة ومؤثرة كونها تزامنت مع شهادة آية الله السيد حسن نصر الله وأنشدت بحقه أشعاراً أبكت عيون الحاضرين ولله الحمد وكان منها:

 

سيد حسن نصر الله مات

شو بالله طيحن يالمنارات

طاح أزلمه بثكل السماوات

المعروف باسه بالكلافات

بلسم قلوب الهاشميات

راح المدافع عالغريبات

هاي المصيبه أم المصيبات

آخر جروح الغاضريات

يالشايل احمول الثجيلات

عراجها وتهوه الطويلات

 

توّه الدمع بالعين توّه

وحدر الضلع مدري شتلوه

قبل الجدم كلبي تجوه

وصوت الحزن بآذاني دوه

راح الكسر هيبة عدوه

وبيهم عمايل غاد سوه

والكوه واكف طاح كوه

هذا الصدك خوته خوه

ما نطي للفجار عطوه

وللثأر ما نحتاج فتوه

 

دماء قادة المقاومة وقود

 

وعندما سألناه: باستشهاد قادة المقاومة، هل تتوقف مسيرة المقاومة؟، هكذا يبدي عن رأيه منديل: قطعاً لا، دائماً دماء قادة المقاومة تتحول إلى وقود يسري في شرايين الأمة يدفعها نحو الأمام لإكمال المسير والله تبارك وتعالى غالباً ما يمتحن عباده ويختبرهم بشهادة أوليائه قادة جبهة الحق ليرى مدى صبرهم ورباطة جأشهم وتسليمهم للوعد الإلهي وهذه هي السنن الكونية يسقط قائد وينهض قائد جديد منذ صدر الإسلام وإلى يومنا هذا وقوافل الشهداء مستمرة ودين الله ثابت، المهم في هذه المرحلة الحساسة والصعبة التي نمر بها هو معرفة التكليف المناط بنا والعمل فيه لتجاوز هذه المرحلة الشائكة بسلام.

 

دعم المقاومة بالشعر

 

أما حول دعم المقاومة عن طريق الشعر، والذي يقع على عاتق الشعراء، يقول الشاعر العراقي: الشعر هو سجل لمآثر الأمم وشاهد على تاريخها وملاحمها ولا يمكن الإستغناء عنه أبداً وهنا أستذكر قول الإمام الخامنئي حفظه الله ورعاه في إحدى لقاءاته بالشعراء حيث قال: “الشعر وسيلة إعلاميّة. إنّ التحدّيات والصراعات في العالم اليوم هي تحدّيات إعلاميّة، فوسائل الإعلام تؤثر في إجبار العدوّ على التراجع أكثر مما تؤثّر الصواريخ والمسيّرات والطائرات والمعدّات الحربيّة وأمثالها عليه، إذْ إنّها تؤثّر في القلوب والأذهان. الحرب حربُ الإعلام، فمَن يملك وسيلة إعلاميّة أقوى سيكون الأكثر نجاحاً في تحقيق الأهداف التي ينشدها، أيّاً كانت. وبذلك أصبحت مَهمة الشعر والشعراء واضحة”.  لذا من الواجب الشرعي على جميع الشعراء معرفة تكليفهم والعمل وفق رؤية جهادية ضمن قالب شعري وفني لترسيخ المفاهيم الإسلامية الصحيحة.

 

قصيدة “حمورابي”

 

وختمنا الحوار عن الشعر الذي برأيه له التأثير الكبير ويحبه، فقال الشاعر علي منديل: بحمد الله وفضله الذي لا يعد ولا يحصى أغلب ما كتبته كان مؤثراً ونال استحسان الناس جميعاً منذ شهادة الحاج قاسم سليماني وابي مهدي المهندس إلى شهادة آية الله السيد حسن نصر الله كله كان مؤثراً، ولكن أرى قصيدة “حمورابي” لما فيها من فكرة وتجديد في الشعر والطرح وتصحيح لمفاهيم خاطئة عند المجتمع اكثر تأثيراً، ان شاء الله سيأتي يوم وأتشرف بإلقائها بينكم.

 

المصدر: الوفاق/ خاص