تنامت خلال الأعوام الأخيرة العلاقات الثنائية لاسيما في الجانب الإقتصادي بين إيران والجزائر بشكل مضطرد، حيث وقّعت إيران والجزائر إتفاقيات تعاون تتعلق بالغاز والسياحة وقطاعات أخرى خلال زيارة الرئيس الشهيد آية الله السيد إبراهيم رئيسي إلى العاصمة الجزائرية الجزائر خلال فترة رئاسته، وكان ذلك مؤشّر كبير على جهود البلدين لتعزيز العلاقات بينهما.
ولو عدنا بشريط العلاقات بين البلدين الى إلوراء، لتبيّن لنا أنها كانت قد تعزّزت في سبتمبر/ أيلول 2000 وتم تبادل السفراء في أكتوبر/ تشرين الأول 2001، وزار الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة إيران في أكتوبر/ تشرين الأول 2003، كما زار الرئيس الإيراني السابق حجة الاسلام سيد محمد خاتمي الجزائر في أكتوبر/ تشرين الأول 2004 وكان بذلك أول رئيس إيراني يزور الجزائر منذ الثورة الاسلامية المباركة. وقد أعلنت إيران عن دعمها سياسة بوتفليقة الساعية إلى المصالحة الوطنية.
وقد تبادل البلدان العديد من الوفود السياسية والثقافية والمالية، وقد أقامت إيران أول معرض تجاري للصناعة الإيرانية في الجزائر في مايو/ أيار 2006.
وقد أنشأ البلدان لجنة اقتصادية مشتركة عقدت أول اجتماع لها في يناير/ كانون الثاني 2003 في الجزائر. وانبثق عن هذه اللجنة التي يغطي اهتمامها الكثير من المجالات توقيع عشرين مذكرة تفاهم بين البلدين. تشمل العديد من المجالات من أبرزها: الصحة الحيوانية والمالية والتعليم العالي والصناعات الصغيرة والتعاون القضائي وتطوير النشاط الاقتصادى بالمناطق الصناعية والاستثمار المشترك فى قطاع البتروكيمياويات.
وتعكس العلاقات الإيرانية – الجزائرية في الوقت الراهن تطابق وجهتي نظرهيما بشأن قضايا رئيسية كالقضية الفلسطينية والعديد من قضايا المنطقة، لا سيما ملف التطبيع مع العدو الصهيوني.
في ضوء تطوّر العلاقات بين البلدين وتسارع وتيرتها لاسيما في ظلّ تولّي السيد عبدالمجيد تبون سدّة الحكم والزيارات المتكررة لقيادة البلدين خلال السنتين الماضيتين، أجرت صحيفة الوفاق حواراً مع الدكتور موسى خرفي، نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني الجزائري ورئيس جمعية الصداقة الإيرانية -الجزائرية، أكد خلالها على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصاً في ضوء التعنّت الغربي دولياً واستخدام عصا العقوبات على كل من لا يوائم سياسات الغرب الجائرة.
وفي مستهل كلامه، عرّج الدكتور “خرفي” على ضرورة وأهمية تعزيز العلاقات بين ايران والجزائر، وقال: طبعاً العلاقة الجزائرية – الإيرانية تشهد تطوراً كبيراً، خاصةً عند تولي السيد عبدالمجيد تبون سدّة الحكم والزيارات المتكرّرة لقيادة البلدين خلال السنتين الماضيتين خير دليل على ذلك.
وأردف: كما أن عمل اللجان الاقتصادية واجتماعهم مؤخراً بالجزائر يأتي بهدف دفع عجلة التنمية بين الطرفين للأمام، لا سيما أنهما يزخران بثروات كبيرة، وهو ما يستدعي استغلال هذه الإمكانيات من أجل التصدّي للتهديدات والتحديات المختلفة الماثلة في عصرنا اليوم، خصوصاً في مجال الاكتفاء الذاتي لتجنّب الاعتماد على الغرب، مُؤكّدا ان التقارب بين البلدين سيجلب الخير لهما دون أدنى شكّ.
*علاقة وطيدة بين محاور المقاومة
وعن استشهاد القائد المجاهد الشهيد يحيى السنوار، قال نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني بالجزائر: هو من بنى وحضر لعملية “طوفان الأقصى”، فقد قضى زهرة شبابه بسجون الاحتلال، وقد حكم عليه بأربع مؤبدّات، ونشأ في ظروف صعبة وقاسية، واستطاع أن يتعرف على خبايا العدو، وكيف يفكر المجتمع الصهيوني من خلال الدراسة الجامعية المتخصصة في الشأن الصهيوني، ولما تحرّر في صفقة شليط عزم على احداث طفرة في النضال الفلسطيني، وقد استطاع أن يقضي على الجواسيس والعملاء داخل غزة من خلال انشاء خلية مخابراتية لإحباط محاولة الصهاينة اختراق المقاومة.
وتابع عن منجزات الشهيد السنوار قائلاً: بنى علاقة وطيدة بين محاور المقاومة، وكان أهمها علاقة حماس مع ايران وحزب الله، وقد تميّز بمهارات قيادية وحنكة سياسية، مما جعله يتصدر المشهد القيادي لما له من روح التضحية والمثابرة، خاصة في قيادة القسام حيث جعل القدس وحماية المقدسات الفلسطينية شغله الشاغل، خاصة عندما ذهبت جُلّ أنظمة المنطقة لتطبيع وترسيخ مشروع نتانياهو نحو شرق اوسط جديد.
وأكمل: لقد برهن لنا التاريخ في كلّ مرّة انه عندما يستشهد قائد تلدُ المقاومة قائداً أشرس منه وأعلى، استشهاد هنية خير دليل بل لو رجعنا لمؤسس حماس الشهيد احمد ياسين لرأينا ماذا فعل الجعبري وماذا فعل الرنتيسي، وهكذا هي حال المقاومة فدعاء رجالها إما النصر أو الشهادة.