إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تستطيع من خلال أدواتها الإعلامية وقدراتها الالكترونية، وتعزيز التعامل والتعاون العلمي والديني مع المؤسسات الإسلامية المحلیة في إندونيسيا أن تقوم بتنمية الدبلوماسية القرآنية في هذه الدولة.
أصدرت المستشاریة الثقافية الايرانية لدى إندونيسيا بحثاً جديداً حول “التعايش السلمي للأديان في المجتمعات ذات التعددية الثقافية والدينية” وأكدّت خلاله: “الدبلوماسية القرآنية التي تمارسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتبر أحد أهم الأدوات لتعزيز العلاقات الثقافية والدينية بين إيران والدول الإسلامية”.
وجاء في هذا البحث أنه “يساعد هذا النوع من الدبلوماسية الذي يعتمد على التعاليم القرآنية والقواسم المذهبية المشتركة على تعزيز العلاقات الدينية والثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية مع العالم الإسلامي”.
ويضيف البحث: “إن إندونيسيا كـ أكبر دولة إسلامية في العالم التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 280 مليون نسمة تربطها علاقة وطيدة بالقرآن الكريم وهذه العلاقة تنعكس على مستوى مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية والدينية ابتداء من تعليم القرآن في المدارس الدينية حتى إقامة المسابقة الدولية لتلاوة القرآن الكريم”.
وأردف: “إن للقرآن الكريم حضوراً بارزاً في مختلف المناسبات الدينية والاجتماعية في إندونيسيا وشهر رمضان يعتبر أهم توقيت لتلاوة القرآن الكريم كما أن الشعب الإندونيسي يقوم بتلاوة القرآن الكريم في محافل عقد القران والولادة ومجالس العزاء”.
واستطرد البحث موضحاً: “إندونيسيا تعتبر إحدى أهم الدول المنظمة للمسابقات الدولية والمحلية لتلاوة القرآن والتي تعتبر حاضنة للتبادلات الثقافية والدينية على مستوى الدول الإسلامية”.
وجاء في هذا البحث: “تعتبر مسابقة إندونيسيا الدولية للقرآن الكريم فرصة مناسبة للجمهورية الإسلامية الإيرانية لنشر الدبلوماسية القرآنية وتعزيز العلاقات الدينية مع الدول الإسلامية”.
ويضيف البحث: “أن إیران بامكانها إقامة تعاون واسع النطاق مع إندونيسيا من خلال الاستفادة من قدراتها العلمية والتعليمية في مجال القرآن والعلوم الإسلامية كما أنها بامكان الجامعات الإيرانية المرموقة مثل جامعة طهران أن تساعد في توسيع العلاقات الدينية والعلمية مع إندونيسيا من خلال تقديم المنح الدراسية وتنظيم الدورات المشتركة بحيث يمكن أن تؤدي هذه التعاونات إلى تعزيز الدبلوماسية القرآنية الإيرانية وتوسيع التفاعلات الثقافية بين البلدين”.
وأشار البحث إلى مقترح إيران بشأن إنشاء البرلمان القرآني في العالم الاسلامي بمشاركة الدول الإسلامية وأكد: “إن هذا التأسيس الجديد يمكنه تعزيز العلاقات الدينية والثقافية بين الدول الإسلامية وأن يصبح حاضنة للعلماء ويوفر لهم البيئة لتبادل الآراء والأفكار ومناقشتها، كما أنه يمكن أن تلعب دولة إندونيسيا أن تلعب دوراً نشطاً في هذا البرلمان نظراً لمكانتها البارزة في العالم الإسلامي”.
وقدّم هذا البحث في الختام حلولاً تمكّن الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الاستفادة من الفرص المتاحة وهي كـ التالي:
استخدام وسائل الإعلام القرآنية والإلكترونية: “إن إیران بامکانها أن تساعد في نشر التعاليم القرآنية في المجتمع الإندونيسي من خلال إنتاج ونشر المحتوى القرآني باللغات المحلية واستخدام الوسائط الرقمية كما أن هذه الوسائط بامكانها أن تكون فعالة في توسيع التفاعلات الدينية والثقافية بين إيران وإندونيسيا وتعزيز الدبلوماسية الناعمة لإيران”.
التعاون مع المؤسسات الإسلامية المحلية: “إن التعاون مع المؤسسات الإسلامية المؤثرة في إندونيسيا مثل نهضة العلماء والجمعية المحمدية يمكن أن يساعد في تطوير الدبلوماسية القرآنية الإيرانية في هذا البلد”.
إقامة أحداث قرآنية مشتركة: “إن تنظيم المسابقات الدولية لتلاوة القرآن والمؤتمرات العلمية والدينية والفعاليات القرآنية المشتركة يمكن أن تساعد في تطوير الدبلوماسية القرآنية الإيرانية في إندونيسيا بحيث توفّر هذه الأحداث منصة مناسبة للتبادل الثقافي والديني بين البلدين”.
وفي النهاية، يؤكد هذا البحث أنه “من خلال استخدام وسائل الإعلام والأدوات الرقمية، وتعزيز التعاون العلمي والديني والتفاعل مع المؤسسات الإسلامية المحلية، يمكن لإيران أن تساعد في توسيع دبلوماسيتها الناعمة في إندونيسيا وتوطيد العلاقات الدينية والثقافية بين البلدين”.