كررت بلدية غزة تحذيرها من التدهور البيئي المتسارع الذي يهدد المدينة ويقودها نحو الانهيار البيئي الكامل نتيجة استمرار العدوان ومنع دخول غاز الطهي.
وأشارت إلى أن هذا المنع دفع العديد من العائلات لاستخدام خشب الأشجار في التدفئة والطهي، ما يفاقم الأزمة البيئية ويعرض الغطاء النباتي للخطر، الذي يمثل رئة المدينة ومصدراً لتحسين جودة الهواء وتخفيف التلوث، كما تُعد الأشجار موائل للطيور وتلعب دوراً هاماً في تلطيف درجات الحرارة.
وأكدت البلدية أن العدوان المستمر أدى إلى تجريف مساحات زراعية واسعة، وتدمير المتنزهات وإمدادات المياه والري، واقتلاع أكثر من 60 ألف شجرة، ما أثر سلباً على الغطاء النباتي الذي تسعى البلدية جاهدةً للحفاظ عليه في ظل التغيرات المناخية العالمية.
كما أن اعتماد العديد من الأسر على حرق الأخشاب ومواد أخرى للتدفئة والطهي يزيد من التلوث اللحظي في الهواء، مما يرفع المخاطر الصحية على الجهاز التنفسي، خاصةً للأطفال وكبار السن، ويعرضهم لأمراض تنفسية خطيرة.
ودعت بلدية غزة المجتمع الدولي والمنظمات البيئية العالمية والإقليمية إلى التحرك العاجل لوقف العدوان وتوفير غاز الطهي. كما طالبت بدعم مشاريع الطاقة المتجددة لتحقيق الاستدامة البيئية والحفاظ على ما تبقى من الغطاء النباتي في المدينة، محذرةً من أن استمرار الوضع الحالي سيهدد الصحة العامة، وقد تتفاقم الآثار البيئية لتصبح أزمة إقليمية تؤثر على المنطقة بأكملها.
ما هي أضرار حرق الخشب والمواد الأخرى؟
خلال فصل الشتاء يبحث الجميع عن سبل التدفئة بطرق مختلفة، اقدمها هي اشعال النيران في مجموعه من الأخشاب والتى تبعث التدفئة فى المكان لفترات طويلة، لكن اكتشف العلماء بعض الحقائق المثيرة للقلق حول دخان الخشب.
يقول الخبراء إن الأجهزة والمدفأة التي تعمل بحرق الأخشاب تشكل تهديداً لصحة الرئة والقلب نظراً لأنها تنبعث منها ملوثات الهواء الضارة والجزيئات الدقيقة التي يمكن أن تدخل الرئتين ومجرى الدم.
وقال الدكتور جويل كوفمان، أستاذ علوم البيئة والصحة المهنية والطب والأوبئة بجامعة واشنطن: “إننا نشعر بقلق متزايد إزاء تلوث الهواء بالجسيمات والأشكال الأخرى من تلوث الهواء”،و “هناك أدلة متزايدة على أن بعض الملوثات ترتبط بأمراض القلب والنوبات القلبية والسكتة الدماغية في أوقات معينة من السنة، يعد حرق الأخشاب مصدرًا رئيسيًا لهذا التلوث”.
أثناء التدفئة بحرق الأخشاب يتنفس الناس عدد كبير من المواد السامة، بما في ذلك البنزين والفورمالديهايد، وفقاً لوكالة حماية البيئة، الخطر الأكبر هوالجسيمات الدقيقة التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم أعراض الربو، وتسبب النوبات القلبية والسكتة الدماغية وفشل القلب.
وقال كوفمان “حجم الجسيمات أقل بكثير من عرض الشعر البشري” “إنها صغيرة جداً بحيث لا يمكن رؤيتها وأيضًا أنها صغيرة بما يكفي لاستنشاقها بسهولة ويمكن أن تتعمق في الرئتين”.