د. محمد العبادي
إن السيد الشهيد صفي الدين كان سعيداً وهو في بطن أمه، لأنّه كان أصيلاً وينتمي إلى أسرة عريقة كريمة النسب.. كانت عائلته قد تغذت من مجد التاريخ المحمدي، وصفى لها معينه، وتعلقت بنهضة الحسين عليه السّلام وحبه للإصلاح في أمة محمد، وهو الذي فضل علقم المحنة المتوجة بتاج الشهادة والكرامة على الحياة مقهوراً كما يريدها سادة الظلم وساسته.
لقد ولد السيد هاشم صفي الدين في بلدة دير قانون النهر في جنوب لبنان سنة ١٩٦٤م، وكان منذ مطلع شبابه في صفوف المقاومة اللبنانية، ثم ما لبث أن تلقى تعليمه الديني في حوزتي النجف وقم، وعاد إلى لبنان بعد أن دعت الحاجة إليه، وتولى كثير من المسؤوليات في الهيكل التنظيمي لحزب الله مثل رئاسة المجلس الجهادي، ورئاسة المجلس التنفيذي والقيادة العسكرية في الجنوب، وقد صقلته مفردات تلك المسؤوليات وتجاربها حتى صار مؤهلاً لتولي أعلى هرم القيادة في الحزب العتيد .
لقد تحلى السيد الشهيد صفي الدين بصفات القائد الفذ اليقظ؛ فهو فطن لمآرب الأعداء، ولديه قدرة مركزة على التشخيص الدقيق للمصالح العامة، ويتمتع بكاريزما وحضور طاغي في المحافل الخاصة والعامة، ويمتلك ثقافة أصيلة متنوعة ممزوجة بالوعي، مضافاً إلى شدته وبأسه على أعداء الأمة وخاصة العدو الصهيوني .
إنه يمثل خسارة كبيرة، لكن أرض لبنان لم تخل يوماً من القادة .
من الطبيعي أن يكون السيد هاشم صفي الدين هدفاً للأعداء، ومن الطبيعي أن يلتحق بركب الشهداء.
إن أرض فلسطين ولبنان مليئة بالقادة وبدلائهم، وسينهض بالمهمات الكبيرة رجال كبار كانوا في الظل لاتلهيهم تجارة ولا بيع ولا عقبة عن مواصلة الطريق حتى تحقيق النصر على الصهاينة المحتلين.