في ذكرى يوم الطالب ومقارعة الإستكبار العالمي

أهمية يوم ١٣ آبان في تطور إيران العلمي ومقارعتها للإستكبار العالمي

إنه يوم من أيام الله، لأنّ نتائجه انعكست على تقوية جذور الثورة الإسلامية وشجرتها الطيبة التي "تأتي أكلها كل حين بإذن ربها".

2024-11-03

 

د. محمد العبادي 

 

كانت إيران تأن من الظلم والتراجع في مختلف شؤون الحياة، وكان السبب وراء ذلك هو خضوع النظام الملكي السابق للإرادة الأجنبية، بل كان وكيلاً لتنفيذ رغبات الحكومة الأمريكية وما تطلبه منه.

 

ومع أن النظام الملكي السابق كان قد سلّم قياده إلى الدول الاستعمارية الناهبة لثروات الشعوب، لكن الشعب الإيراني على عكس ذلك تماماً حيث كان يرفض الخضوع والخنوع، ولأجله حدثت في يوم ١٣ آبان الموافق 3 نوفمبر أكثر من حادثة مهمة في طريق إنتصار الثورة الإسلامية في إيران.

 

ففي يوم ١٣ آبان سنة ١٣٤٣ه ش تم نفي الإمام الخميني(رض) من إيران، لأنه كان يمثّل مركز النور في توعية الشعب الإيراني، وفي يوم ١٣ آبان سنة ١٣٥٧ ه. ش الموافق 3 نوفمبر 1978م، حصلت مذبحة طلبة المدارس والجامعات حيث قتل نظام الشاه المخلوع السابق “٥٦” طالباً ناهيك عن عشرات الجرحى والمعتقلين، وفي ١٣ آبان سنة ١٣٥٨ه ش تم احتلال وكر التجسس الأمريكي في طهران .

 

إنه يوم من أيام الله، لأنّ نتائجه انعكست على تقوية جذور الثورة الإسلامية وشجرتها الطيبة التي “تأتي أكلها كل حين بإذن ربها”.

 

إنّ الثورة الإسلامية في إيران قد جاءت ثمرتها الطيبة بوجود حركة علمية صاعدة وواعدة.

 

يومياً يتحرك ملايين الطلاب إلى مقاعدهم الدراسية في المدارس والجامعات، هذا فضلاً عن الكادرين الإداري والتدريسي.

 

لقد كان عدد الطلاب في الجامعات في زمن النظام السابق محدود جداً واليوم ومع تطور الحياة يوجد مئات الآلاف في الجامعات، ويوجد عشرات الآلاف من خريجي الدراسات العليا، وبفضل الثورة الإسلامية يوجد أيضاً عشرات الآلاف من النخب العلمية والثقافية تعمل في المجالات المختلفة.

 

وبحسب التقارير الصادرة عن المراكز العلمية الدولية فإنّ سرعة التقدم العلمي في إيران تفوق المعدل العالمي بـ “١٣” ضعفاً، وهي تجري بشكل مضطرد.

 

إنّ هذا التطور هو الذي يمد الثورة الإسلامية في إيران بأسباب القوة، وهو الذي يمنحها التأثير ويهيء لها العزة والكرامة والإستقلال.

 

إنّ يوم ١٣ آبان كان علامة فارقة في تاريخ إيران، وقد تعلم الناس من ذلك اليوم أن الشعوب إذا كانت تريد الحياة والإستقرار فعليها أن تقارع الإستكبار العالمي، لأنّه أساس التخلف وسببه الأقوى، وهو الذي يمارس سياسة التجهيل وزرع الإختلافات ليتسنى له السيطرة على ثروات الشعوب.

 

إنّ مقارعة الإستكبار العالمي والقوى الإستعمارية الشريرة، لا تنحصر في إيران، بل إلى دول العالم الأخرى، وإيران ترى من مسؤوليتها أن تساعد الحكومات والشعوب في التخلص من هذا السوس الذي ينخر ويأكل كل شيء.

 

إنّ الثورة الإسلامية في إيران تسير على بصيرة من أمرها، وأن تلك الأيام – ومنها يوم ١٣آبان- التي نقشت سطورها الجميلة على صفحة التاريخ بقيت ترفدها بالطاقة وتأخذ منها العِبَر للعبور إلى المستقبل المضيء الوضيء.

المصدر: الوفاق/ خاص