اللاجئون الفلسطينيون في لبنان.. ضحايا تنكيل ولجوء!

ما زاد الطين بلّة استهداف الطائرات المعادية مدرسة فلسطين التابعة للأونروا واستشهاد عدد من المواطنين القريبين منها، واستهداف مباشر لعائلات بأكملها كعائلة الأستاذ الشهيد فتح شريف، ما أسفر عن استشهاده وابنته وابنه وزوجته

2024-11-05

د. أنور الموسى كاتب واديب لبناني

 

لم يسلم من مجازر الصهاينة بحق المدنيين في لبنان بشر أو حجر أو هواء أو ماء وحتى حيوان… وكان من الضحايا المباشرين أيضاً اللاجئون الفلسطينيون الموزعون على عدد من المخيمات والتجمعات في الجنوب اللبناني تحديداً…

 

ففي بداية الحرب البرية استقبلت مخيمات الجنوب عشرات العائلات اللبنانية التي هجرت ودمرت بيوتها… لكن مع تتالي التهديدات بقصف بعض المخيمات، شهدت المخيمات حركة نزوح كثيفة، ولا سيما مخيمات برج الشمالي والرشيدية… فالأول شهد محيطه غارات عنيفة ذهب ضحيتها شهداء، فيما استهدف الثاني بغارات طالت محيطه وشاطئه وسط انعدام مقومات الحياة في مخيمات الجنوب، حيث أغلقت العيادات والمؤسسات ولم يعد اصحاب الأمراض المزمنة قادرين على العلاج… ما اضطر غالبيتهم إلى النزوح إلى مدن تعد أكثر أماناً كصيدا والشمال.

 

كما أن المدارس والعيادات التابعة للأونروا أغلقت أبوابها، وباتت بعض الاحياء كمدن أشباح تكاد تخلو من سُكّان…

 

وما زاد الطين بلّة استهداف الطائرات المعادية مدرسة فلسطين التابعة للأونروا واستشهاد عدد من المواطنين القريبين منها، واستهداف مباشر لعائلات بأكملها كعائلة الأستاذ الشهيد فتح شريف، ما أسفر عن استشهاده وابنته وابنه وزوجته.

 

وسط هذا التحدي الخطير تشتت الغالبية العظمى من أهالي المخيمات، وهم أساساً كانوا يعانون ضائقة اقتصادية بسبب الانهيار الاقتصادي بلبنان، ومنعهم من حقوق العمل وخلافه… فضوعفت معاناتهم في أماكن النزوح الجديد سواء عند الأقارب أو بعض مدارس الأونروا بصيدا…

 

ويؤكد اللاجئون أن مأساتهم ستتضاعف مع اقتراب موسم الشتاء والبرد والصقيع… مطالبين الجهات كافة إلى إنقاذهم وإنقاذ أهلهم اللبنانيين النازحين أيضاً…سواء على الصعيد الاجتماعي أو الإغاثي…

 

ويؤسف ان عدداً كبيراً منهم لم ينجوا بأرواحهم بسبب عدم السماح لهم بدخول بعض الدول العربية .

 

ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من اللاجئين تعبّر عن امتنانها للمقاومة وأهل الجنوب الذين هم فقط دون غيرهم بلبنان ساندوا الحق وأهل غزة ويحاولون وقف الإبادة حتى لو على حساب دمائهم…!

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص