الحوار مع النظير(المسلمين):
أفرد الشهيد القائد مساحة واسعة للحال التي وصل إليها المسلمون من فرقة وجماعات وطوائف.. الخ، وانطلق من الآية القرآنية السابق ذكرها التي يقول الله عز وجل فيها: «مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ»، إذاً هذه تعتبر مثلاً بالنسبة للناس أعني بالنسبة للمسلمين أنفسهم عندما أصبحوا طوائف لديها عناوين داخلية؟ السني يريد يحول الشيعي سني والشيعي حريص أن يحول السني إلى شيعي، وداخل السنية الشافعي يريد يحول الحنفي شافعي والحنفي يريد ان يحول الشافعي حنفي، هذه أساليب ليست صحيحة.. مثلا: لم يحفظ للمعتزلة بقية من تراثهم إلا الزيدية، الزيدية عندما كان يوجد اتفاق معهم هكذا، أو مثل ما تقل ارتياح لجانبهم؛ لأنهم يتحدثون عن جانب العدل والتوحيد، طغى أسلوبهم علينا، ضيعونا نحن.
ثم يبين ما هو الصحيح، ويطرحه على النحو التالي:
– العودة إلى العنوان الأصلي: الإسلام لله «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإسْلامُ»، هذا العنوان الذي يجب أن نحمله جميعاً وهذا العنوان الذي مقوماته يلتقي عليها المسلمون فعلاً هذا العنوان!
ويختم كما بدأ بالرجوع إلى كتاب الله لنكون مسلمين، أليس القرآن هو كلمة سواء بيننا؟ إذاً فلنعد إلى القرآن ونحمل اسم إسلام لله، هذا الاسم الذي سمانا الله به وسمانا رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) وحمل الاسم هو، وسمانا إبراهيم من قبل آلاف السنين!
الخاتمة
في ختام هذا البحث الموجز توصل الباحث إلى عدد من النتائج والتوصيات كما يلي:
– المنهج القرآني هو المنهج المثالي في الحوار وقد تضمن في العديد من آياته على نماذج حوارية على مستويات متعددة «حوار الله تعالى مع الملائكة والأنبياء وحوار الأنبياء مع أقوامهم وحوار المؤمنين مع أهل الكتاب، والمشركين» كما أرشد إلى سلوك المعاني الصحيحة في الحوار.
– ضرورة الفهم الصحيح للمنهج الحواري في القرآن الكريم ومحاولة استنباط الحلول لمشكلات الأمة من خلال دراسة وتطبيق أسلوبه ومستوياته.
– خطورة وتأثير الحوار كمنهج فكري يؤثر على مسار حياة الإنسان الفردية والاجتماعية خاصة في هذا العصر الذي تيسرت فيه وسائل الاتصال واتسع نطاق نقل المعلومات على مستوى عالمي، خاصة وسائل الإعلام الرقمي.
– إن السبب الرئيس لمعظم الإشكالات التي تواجه الأمة هو الابتعاد عن المنهج القرآني، وأن المنهج الحواري القرآني يمثل أفضل السبل لحل الإشكالات الفكرية والثقافية والاجتماعية.
– ضرورة محاولة الربط بين الفكر والواقع في مجال الحوار كخطوة تفعيلية لمبادئ الحوار القرآني ومحاولة إيجاد سبل عملية لتضمين هذه المبادئ في وسائل الاتصال الحديثة؛ سعياً لإيجاد وسيلة لتطبيق المبادئ الحوارية المؤصلة في الكتاب الكريم في الواقع العملي.
– إن معظم المشكلات التي تواجه الأمة في عصرنا اليوم لها جذور حوارية؛ من حيث الافتقار إلى الحوار المثالي والمعتمد على المنهج القرآني، أو غياب المنهج الذي يضبط الحوار وفقاً للمبادئ القرآنية.
التوصيات:
– يوصي الباحث بإجراء المزيد من البحوث والدراسات التي تبين الفهم الصحيح للمنهج الحواري القرآني وكيفية الإفادة منه، وإيجاد الوسائل العملية التي تيسر تطبيقه في الواقع الحواري على مختلف المستويات كخطوة تفعيلية من أجل حل المشكلات التي تواجه الأمة. للكشف عن هذا الجانب بمزيد من البحوث التطبيقية، وتحريكها في أوساط الأمة.
– يوصي الباحث بعقد المؤتمرات والندوات لدراسة نتاج الشهيد القائد، بشكل علمي وعملي، وبالإمكان عقد مؤتمر دولي عبر وسائل التواصل الحديثة!
– حث الباحثين وطلبة الجامعات والدراسات العليا على خوض غمار هذا المجال، والتوعية بما فيه من أساليب وقضايا، ومنهجية للتعامل معها ومع الآخرين.
– حث المؤسسات العلمية عامة والتي لها علاقة بتدريس القرآن الكريم خاصة، بإعطاء نتاج الشهيد القائد مساحة من اهتمامها، وكيفية تحريكه في أوساط الأمة!