فيلسوف إیراني كبير:

العقل هو أعظم نعم الله على الإنسان

كان الفارابي يعرف الكثير عن علم الموسيقى، وقد ألّف كتاباً في هذا المجال. أما أغلب تألیفاته فكانت في مجال الفلسفة والمنطق وعلم الاجتماع وفي كتابة الموسوعات أيضاً.

2024-11-22

قال الفیلسوف الایرانی الکبیر “الأستاذ غلام حسين إبراهیمي ديناني” إن العقل هو أعظم نعم الله على الإنسان، مصرّحاً أن القرآن باعتباره الكتاب السماوي للمسلمين مليء بالحكم الإلهية بحيث تبدأ سورة “هود” المباركة بالآية القرآنية “الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ”.

العقل هو أعظم نعم الله على الإنسان”أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ” الملقب بالمعلم الثاني، هو مؤسس الفلسفة الإسلامية وناقل المنطق الصوري اليوناني إلى العالم الإسلامي، ومن أعظم الفلاسفة والعلماء الإيرانيين، ولد في فاراب ماوراءالنهر.

 

وذهب إلى بغداد لدراسة العلوم والمعارف وتتلمذ علی أیدي أساتذة كبار مثل أبو بشار متی. ثم سافر إلى حران حيث أكمل علم المنطق عند يوحنا بن حيلان (جيلان) وهو حكيم وفيلسوف مسيحي. ثم عاد إلى بغداد ليكمل العلوم الفلسفية ودرس وبحث في الأفكار الفلسفية والمنطقية لـ(أرسطو).

 

 

 

 

وكان الفارابي يعرف الكثير عن علم الموسيقى، وقد ألّف كتاباً في هذا المجال. أما أغلب تألیفاته فكانت في مجال الفلسفة والمنطق وعلم الاجتماع وفي كتابة الموسوعات أيضاً، وهو أول فيلسوف ظهر في العصر الإسلامي، ولذلك لقب بـ “استاذ الفلاسفة”.

 

وكان الفارابي ينتمي إلى المدرسة الأفلاطونية الحديثة التي حاولت التوفيق والتنسیق بين أفكار أفلاطون وأرسطو واللاهوت التوحيدي، وفي الفلسفة الإسلامية يعتبر أیضاً أحد المفكرين والعلماء المشائین وقد لقب بالمعلم الثاني بسبب التعليقات القيمة التي كتبها على كتب مؤلفات أرسطو.

وكان الفارابي یحاول من خلال أعماله ومؤلفاته إلى تقدیم دين عالمي يقوم على أساس الفلسفة والأخلاق وأنه كان یخطط لبناء مدينة فاضلة تؤدي فيها الفضائل النظرية إلى تحقيق الفضائل الأخلاقية والفضائل الأخلاقية تؤدي بدورها إلى ظهور الفضائل العملية. كما أن التوفيق بين الدين والعلم يعتبر ایضاً أحد القدرات المهمة في فكر الفارابي الديني السياسي لتحقق الحياة الاجتماعية السعیدة.

 

العقل هو أعظم نعم الله على الإنسان

 

في عام 330هـ (941م) ذهب أبو نصر إلى دمشق والتحق بسيف الدولة الهمداني (والي حلب)، وأصبح من علماء بلاطه. وقد توفي الفارابي بدمشق سنة 338 هـ (949 م) عن عمر يناهز الثمانين. ويرى المؤرخون الإسلاميون أن الفارابي كان إنساناً زاهداً ومنعزلاً ومتأملاً. وكان بعده عن الدنيا إلى درجة أن سيف الدولة كان قد حدد له راتباً كبيراً من بيت المال، إلا أنه كان يكتفي بأربعة دراهم في اليوم.

 

في التقويم الوطني الإيراني يسمى يوم 21 نوفمبر- المقارن لیوم 30/من الشهر الثامن من السنة الایرانیة، بيوم “الحكمة والفلسفة” تحت عنوان “يوم ذكرى أبي نصر الفارابي”.

 

وبمناسبة يوم “الحكمة والفلسفة” في إیران،يتحدث لنا الفيلسوف الايراني الكبير والحكيم الأستاذ “غلام حسين إبراهیمي ديناني” والذي يعتبر من محبي أستاذ الفلاسفة “أبي نصر الفارابي” في العصر الحديث.

 

وفي بداية هذا الحوار، أشار “ديناني” إلى أن مفردتي “الحكمة” و”الفلسفة” لا فرق بينهما، فقال: “هناك لا فرق بين الفلسفة والحكمة. الفلسفة مفردة يونانية والحكمة مفردة إيرانية. أصل مفردة الفلسفة يوناني وهي مكونة من عنصرين: “فيلو” بمعنى المحبّ و”سوفيا” بمعنى الحكمة والفلسفة تعني “محبّ الحكمة”.

 

وأشار إلى أن الفيلسوف يعني من يحب الحكمة، قائلاً: إن مفردة “الحكمة” تعني المعرفة القيمة المصحوبة بالعمل، وتستخدم الحكمة في مختلف الثقافات، وكذلك في القرآن الكريم، والحديث الشريف، والفلسفة، والعرفان الإسلامي و…”
وفي معرض حديثه عن مفهوم الحكمة في القرآن وكون القرآن كتاب الحكمة، قال الفيلسوف الايراني الكبير الأستاذ ديناني: إن القرآن الكريم باعتباره الكتاب السماوي للمسلمين مليء بالحكم الإلهية بحيث تبدأ سورة “هود” المباركة بالآية القرآنية “ألر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ”.

 

وأضاف أن هذه الآية القرآنية كالعديد من الآيات القرآنية تشير إلى أهمية العقل. الفلسفة تعني العقل وكل ما ورد في القرآن الكريم يتوافق مع العقل بحيث لا يوجد موقف أقوى وأعلى من العقل في العالم.

 

وفي معرض إشارته الى غربة العقل بين إنسان اليوم، قال الأستاذ ديناني: إن مشكلة إنسان اليوم هي أنه يفقد عقله أحيانًا ويولي المزيد من الاهتمام لرغباته. يجب أن نلاحظ أن هناك دائماً صراعاً بين “المعرفة” و”الرغبة”. إن الإنسان لديه رغبة واحدة ومعرفة واحدة. فالناس يتبعون رغباتهم أكثر ويسترون ما يعرفون. وهذا خطأ بشري.

 

وأشار الى أن العقل هو أعظم نعم الله على الإنسان، قائلاً: “إن الإنسان الذي يخطئ، يفهم أنه لم يلتفت إلى نداء عقله، وحتى الشخص الذي يسرق، يفهم أن هذا خطأ، ولكن تغلب عليه النفس الأمارة بالسوء”.

ورداً على سؤال حول ما هي الإجراءات التي يجب على الإنسان القيام بها للوصول إلى مرحلة الرغبة في المعرفة والفهم، قال الأستاذ ديناني:”لكي يصل الانسان إلى هذه المرحلة، عليه أن يحارب الأنانية والرغبات التافهة واليومية العبثية.

 

أي أنه يجب على الانسان أن يفكّر ويرى ما هو المعقول وما هي متطلبات العقل. إذا لم يفهم فعليه أن يتبع الشريعة، ولهذا أرسل الله سبحانه وتعالى الشريعة لمن كان فكره محدوداً. ليس كل الناس عقلانيين ولا يهتمون كثيراً بالعقل. وفي هذه الحالة يقول الله سبحانه وتعالى: اتبعوا الشريعة.

 

وأشار الفيلسوف الايراني الكبير الأستاذ ديناني إن الشريعة تعلّمنا الطريقة الصحيحة في التعامل مع الأمور اليومية بحیث تأمرنا بالصلاة والصيام وعدم السرقة وعدم فعل المنكر وما إلى ذلك، ويعتبر هذا من أحكام الشريعة.

 

وفي معرض حديثه عن “أبي النصر الفارابي” باعتباره أول فيلسوف مسلم ومؤسس الفلسفة الاسلامية وتخصيص يوم في إيران بعنوان “الحكمة والفلسفة” لإحياء ذكرى هذا الفيلسوف الكبير، قال: “كان الفارابي فيلسوفاً عظيماً كما كان ابن سينا أحد الفلاسفة الكبار. ينبغي تعلم الأفكار والنظريات الفلسفية لهذين الفيلسوفين الكبير بشكل صحيح وعند الأساتذة”.

 

 

المصدر: الوفاق/ وكالة إكنا