أدلة موثقة من لبنان للمحكمة الجنائية الدولية لإعدام نتنياهو والصهاينة وداعميهم!

امريكا متورطة بالفعل في الجرائم الصهيونية، وتجلى هذا في استخدام الأسلحة الأميركية الفتاكة كالفوسفورية والمستخدمة لأول مرة والمحرمة دوليا، بحيث نعثر بعد كل غارة واستهداف على الدمار المهول، وتحويل الحياة إلى موت، ولذا فإن أمريكيا حينما تدافع عن الصهاينة، تدافع بشراسة عن إجرامها الفعلي.

2024-11-23

د. أنور الموسى كاتب وأديب لبناني

 

بعدما صدرت مذكرة المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغالنت، بتهم الإبادة الجماعية بغزة، وتعمد استخدام التجويع لإبادة المدنيين… باتت من السهولة إدانة الصهاينة ومن يزودهم بالسلاح وملاحقتهم في المحافل الدولية!

 

فما صدر من غير مسؤول أوروبي رفيع، والمتعلق بدعم الحكم بحق نتنياهو، يمهد الطريق لإدانات أخرى ترتبط بما يحصل في لبنان، ولا سيما بعد انكشاف صور الأحقاد السادية الوحشية الصهيونية على الحياة والماء والهواء والآثار والقرى والسياحة والبيئة والجمال والشجر في لبنان. فكل شيء مباح بالنسبة إلى المجرمين وسط «التدليل» الأميركي الفاضح لنتنياهو وجيشه اللا أخلاقي، ما قد يؤثر في الخطوات التنفيذية لاعتقال المجرم نتنياهو وأعوانه،  كون الإدارة الأمريكية تضغط منذ صدور الحكم لإحباط عمل المحكمة والادعاء بأنها معادية للسامية!

 

فامريكا متورطة بالفعل في الجرائم الصهيونية، وتجلى هذا في استخدام الأسلحة الأميركية الفتاكة كالفوسفورية والمستخدمة لأول مرة والمحرمة دوليا، بحيث نعثر بعد كل غارة واستهداف على الدمار المهول، وتحويل الحياة إلى موت، ولذا فإن أمريكيا حينما تدافع عن الصهاينة، تدافع بشراسة عن إجرامها الفعلي.

 

فحجم الدمار الهائل في بعض القرى والمدن والمعالم الجنوبية كفركلا والخيام ويارين ومروحين والبقاع، مرورا بسوق النبطية ومبان شاهقة واثرية في مدينتي صور وبعلبك وأحياء من الضاحية الجنوبية ومارون الراس وحديقتها الرائعة اللامعة وغير ذلك من أمكنة، يكاد لا يتخيله عقل.

 

فمعالم كاملة طمست، وخرجت منها رائحة الموت، عدا عن دفن عائلات كاملة تحت الركام، ومنازل كانت بالأمس القريب تضج بالحياة!

 

والمؤلم حقا تعمد استهداف أماكن قريبة من المعالم الأثرية والجامعات والمدارس، وتضرر بعض القلاع، ونسف مقامات تعود جذورها إلى عمق التاريخ وحافظ عليها الجنوبيون بقلوبهم ورموشهم!

 

وكأنه لم يرق للسادي الصهيوني الاكتفاء بزهق أرواح عشرات العائلات واستهداف مئات الأطفال والنساء والشيوخ الآمنين، ليكمل جريمته برمي صواريخ محرمة، وهو ما تؤكده الوقائع وشهادات الناجين والأهالي الذين يشمون بعد كل غارة على المباني وتحديدا بالضاحية الجنوبية لبيروت، يشمون رائحات كريهة تحدث لهم الصداع والتقيؤ، وسط شكوك قد تصل إلى اليقين في استخدام أسلحة اليورانيوم المنضد وغيرها، وهو ما تتحقق منه بعض الجهات المعنية وإن أكدته جهات أخرى.

 

زد على ذلك، أن قذائف الدبابات على الحدود، والتي تكاد لا تهدأ، خلفت حرائق في مساحات حرجية وزراعية واسعة آتية على حقول الزيتون وأشجار معمرة والليمون والمحاصيل الزراعية من تبغ وخضار وفواكه. ويضاف إلى ذلك التهديد المباشر من الصهاينة للمزارعين باستهدافهم متى حاولوا جني محصولهم.. وهو ما حصل فعلا في غير مكان.

 

وما لوث البيئة وأضر بصحة المواطنين استهداف محطات وقود، يضاف إلى ذلك التلوث البيئي الصوتي السمعي الناتج عن خرق جدار الصوت العنيف المرعب جدا للطفل والمسن في آن معا، فضلا عن قصف طريق المصنع على الحدود اللبنانية السورية وما أحدثه من أضرار كبيرة… ناهيك بقصف طرق ومعابر أخرى وأسواق ومؤسسات تجارية وحيوية كسوق النبطية ومحال تجارية وتهديد سلامة الطائرات المدنية والمطار واستهداف الجيش اللبناني عمدا وطواقم الإسعاف والإعلاميين والطواقم الطبية ومحيط المشافي والمياه واختطاف مواطنين وقتل مدرسين وتصفية أحياء كاملة وانتهاك المواصلات والتجسس على كل هواتف اللبنانيين والتلاعب بإرغام الأطفال وذويهم على النزوح…

 

كما أن أماكن العبادة والمدارس ومجالس العزاء والمكتبات الخاصة لم تسلم من السادية والانتقام الصهيوني… فرأينا جميعا على شاشات التلفاز مساجد تنسف مع قراها وسط قهقهة الجنود.

 

مجمل القول: إن كل شيء مباح في عقيدة الصهاينة بلبنان، وهو سلوك إجرامي مرضي ينطوي على تربية سيئة خطيرة على البشرية جمعاء، فهو سلوك إجرامي انتقامي سادي مريض… وإلا بم يفسر استهداف أضرحة ومقابر لشهداء ومواطنين ورميها بصواريخ ثقيلة؟!

 

ولذا، فإن المعطيات السابقة لا تحتاج إلى شك في أن المحاكم الدولية لديها مواد هائلة تؤكد الانتهاكات الهائلة لحقوق الإنسان وإبادته… فهل ستضحي أوروبا والغرب والدول المتفرجة بمصالحها لاعتقال المجرمين الصهاينة؟! وما أكثرهم….! هذا هو الاختبار العالمي الكبير.

 

 

 

المصدر: الوفاق/ خاص

الاخبار ذات الصلة