شهدت مدينة جنين ومخيّمها في شمال الضفة الغربية المحتلة، منذ مطلع العام الحالي، 1276 اقتحاماً، وفقاً لمركز المعلومات الفلسطيني “معطى”، كان العشرات منها يمتدّ طوال أكثر من 24 ساعة. وتتعمّد آليات الاحتلال الإسرائيلي خلال الاقتحامات المتكررة تدمير البنية التحتية، فيما يوصف بأنه تخريب ممنهج، بما يشمل خطوط المياه، وشبكات الكهرباء، فضلاً عن أبواب المحال التجارية، وعشرات المنازل، ويتركز التدمير في المناطق المحيطة بالمخيم والمداخل المؤدية إليه.
وشهد الأسبوع الماضي اقتحاماً إسرائيلياً لمدينة جنين ومخيمها استمر على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء، وقالت مصادر محلية إن الاقتحامات رافقتها مواجهات عنيفة واشتباكات مسلحة بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال، فيما داهمت قوات الاحتلال عدداً من المنازل، ما أدى إلى اعتقالات، بالتزامن مع قيام جرافات الاحتلال بتجريف الشوارع والبنية التحتية.
وتشير التقديرات إلى أن نحو نصف مساحة مدينة جنين ومخيّمها باتت غير صالحة للعيش على إثر تدهور الأوضاع الحياتية والخدماتية على جميع المستويات، إذ طاول الدمار المياه والكهرباء والبنية التحتية، وسط تقلص أشكال الدعم الفلسطيني والدولي.
ويؤكد مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية جنين، بشير مطاحن للوكالات، أن أكثر من 40% من مساحة المدينة التي تمتد على نحو 37 كيلومتراً مربعاً طاولها دمار كبير في كل مقومات العيش، وبلغت خسائر الدمار الحاصل نحو 40 مليون دولار منذ بداية العام الحالي، في حين تعاني المحافظة من أوضاع اقتصادية متردية بسبب ارتفاع معدلات البطالة مع منع آلاف العمال الفلسطينيين من دخول الأراضي المحتلة عام 1948، إضافة إلى إغلاق حاجز الجلمة الذي يعيق تدفق الوافدين إلى جنين”.
ويضيف مطاحن: “طاولت الاعتداءات الإسرائيلية بالدرجة الأولى الخدمات الأساسية التي توفرها بلدية جنين للمواطنين، وعلى رأسها خدمات المياه، إذ دمّرت جرّافات الاحتلال وآلياته العسكرية نحو 23 كيلومتراً من خطوط المياه وشبكات الصرف الصحي، ويعود هذا الحجم الكبير من الخسائر إلى أن العديد من تلك الشبكات تم إصلاحها مرات متكررة، بينما تعرض عدد من الشوارع للتدمير أكثر من 10 مرات. على سبيل المثال، دُمّرت شبكة المياه في مخيم جنين أكثر من 10 مرات، وهناك خطوط رئيسية استُهدفت نحو 12 مرة”.
ويتابع: “يكرر جيش الاحتلال تدمير البنية التحتية للكهرباء، بما يشمل كوابل الضغط العالي والمتوسط والمنخفض، إضافة إلى نحو 50 محولاً كهربائياً، و200 عمود كهرباء، و12 كيلومتراً من الكوابل. إلى جانب الأضرار في داخل المنازل، والشبكات الداخلية في الشوارع، ما دفع بلدية جنين إلى التعامل مع الشوارع في الحالات الطارئة فقط، بحيث يتم توفير حد أدنى من المرور للسكان من دون إجراء التعبيد النهائي”.