وفي كلمته التي ألقاها مساء الثلاثاء في المنتدى العالمي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، المنعقد في البرتغال، شرح عراقجي مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن قضية السلام والتسامح والتطورات الإقليمية، وأشار إلى مكانة التسامح في ثقافة وحضارة إيران، واعتبر منتدى تحالف الحضارات فرصة لإعادة التأكيد على التفاعل والتعاون بين مختلف الأمم والثقافات.
وفي قسم آخر من كلمته، أشار وزير الخارجية إلى المأساة الإنسانية التي سببتها الإبادة الجماعية وقتل الشعب الفلسطيني، وانتقد بشدة تقاعس المؤسسات الدولية خلال 14 شهراً من الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الكيان الصهيوني، وقال: إن الجرائم والممارسات الوحشية للكيان الصهيوني قد وضعت المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي وأن المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية قد تخلفت عن العمل بمسؤولياتها الاساسية تجاه الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
* المجتمع الدولي بحاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة
واعتبر وزير الخارجية أنه من المستحيل إحلال السلام والاستقرار في العالم دون الإلتفات إلى الكارثة الإنسانية الحالية في غرب آسيا، وأوضح إن الكيان الصهيوني يسعى لتدمير الشعب الفلسطيني منذ عدة عقود، وشدد على أن المجتمع الدولي بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وجماعية لوقف هذا المخطط الاستعماري والعنصري.
وأشار عراقجي إلى مسؤولية داعمي الكيان الصهيوني في الجرائم التي يرتكبها، وأكد أن الولايات المتحدة والدول الأخرى التي تقدّم الدعم العسكري والسياسي لهذا الكيان تعتبر شريكة ومتواطئة معه، ويجب أن تتحمل المسؤولية.
وأدان عراقجي الاستخدام طويل الأمد لمفهوم “معاداة السامية” من قبل قادة كيان الاحتلال لإسكات أي انتقاد واحتجاج على سياسات الكيان العدوانية، وشدد على أن تحقيق السلام في منطقة غرب آسيا يتطلب إحقاق حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال والفصل العنصري.
كما دعا عراقجي إلى التنفيذ الكامل للأوامر المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية بشأن التعامل مع الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، فضلاً عن التنفيذ الفوري للحكم الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية باعتقال رئيس وزراء الكيان الصهيوني، وذكر أنه بدون التحرك العملي والحاسم للرد على تمرد الكيان الصهيوني وكبح جماحه، لن يتم الحفاظ على مصداقية واحترام الأمم المتحدة وقيمها السامية.
*عراقجي يلتقي غوتيريش
وعلى هامش المنتدى، إلتقى وزير الخارجية مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وتم خلال هذا اللقاء، مناقشة التطورات الإقليمية والدولية، بما في ذلك تطورات الأوضاع في غزة ولبنان.
وفي هذا اللقاء، أشار عراقجي إلى دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دفع قضية الحوار بين الحضارات والثقافات، وأكد على ضرورة الحوار والتعامل لحل المشاكل الدولية. كما تطرّق عراقجي إلى الوضع الإنساني المُتردّي في غزة ولبنان، واطلع الأمين العام للأمم المتحدة على آخر اتصالاته ومشاوراته مع دول المنطقة لوقف الإبادة الجماعية واعتداءات الكيان الإسرائيلي على غزة ولبنان.
كما إلتقى الدكتور عراقجي على هامش المنتدى مع نظيره الجزائري أحمد عطاف، وأكد الطرفان خلال اللقاء على تشكيل تحالف إسلامي وعالمي لمواجهة عدوان الكيان الصهيوني على غزة ولبنان.
وفي هذا اللقاء، استعرض الجانبان آخر تطورات العلاقات الثنائية، وناقشا سبل تطويرها في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والدبلوماسية. كما ناقش الطرفان آخر التطورات في منطقة غرب آسيا واستمرار الإبادة الجماعية في غزة وعدوان الكيان الصهيوني على لبنان.
ووجّه وزير الخارجية الإيراني الشكر للجزائر على موقفها المبدئي في تقديم الدعم الشامل للقضية الفلسطينية، خاصة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وفي منظمة التعاون الإسلامي، وأكد ضرورة تشكيل تحالف إسلامي وعالمي من أجل مواجهة عدوان الكيان الصهيوني على غزة ولبنان ووقف مبيعات الأسلحة له وطرده من الأمم المتحدة.
*تطوير التعاون مع الجيران والدول الإسلامية
في السياق أيضاً، أكد وزير الخارجية الإيراني، لدى لقائه مع نظيره التونسي نبيل عمار، على تطوير التفاعل والتعاون مع الجيران والدول الإسلامية. وفي هذا اللقاء، ذكّر عراقجي بالنهج الأساسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية لتطوير التفاعل والتعاون مع جيرانها والدول الإسلامية، وشدد على أهمية تعزيز الانسجام بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لتعزيز التعاون والتفاعل بين الدول الإسلامية.
كما أشار عراقجي إلى استمرار الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني وتوسيع عدوان الكيان الصهيوني على لبنان ودول أخرى في المنطقة، وشدد على ضرورة التحرك العاجل من قبل الدول الإسلامية لإجبار حماة الكيان الصهيوني على التوقف عن دعمهم له وإنهاء عدوانه على لبنان.
*تشغيل عدة آلاف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة
وصرح وزير الخارجية لدى لقائه مع نظيره الإسباني خوسيه مانويل ألباريز بوينو، الثلاثاء، بأن إيران ستقوم بتشغيل آلاف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة ردّاً على قرار مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية المناهض للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفي هذا اللقاء، ذكّر وزير الخارجية بالنهج المبدئي الذي تتبعه إيران المتمثل في توسيع التفاعل والتعاون من أجل تعزيز السلام والتفاهم بين الشعوب والثقافات، وأشار إلى أهمية سيادة القانون في العلاقات الدولية والالتزام بالقواعد والمعايير الدولية. واعتبر هذا الوضع الراهن في منطقة غرب آسيا بأنه نتيجة لإفلات الكيان الصهيوني من العقاب، ووصف الدعم التسليحي والسياسي الشامل الذي تقدمه الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية للكيان بأنه بمثابة تواطئهم وشراكتهم في جرائم الحرب والإبادة الجماعية، داعياً إلى تحرك عالمي أكثر جدية لوقف جرائم الكيان وإثارته للحرب ومحاكمة ومعاقبة قادته.
*حراك عالمي لإنهاء عدوان الصهاينة
كما أكد عراقجي، خلال لقائه وزير خارجية البوسنة والهرسك إلمدين كاناكوفيتش، على هامش المنتدى، على أهمية وجود حراك عالمي لوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني المسلم وإنهاء العدوان الصهيوني على لبنان، وناقش الجانبان، في هذا اللقاء، القضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما استعرض وزير الخارجية مواقف الجمهورية الإسلامية قبال المستجدات الإقليمية والدولية، بما في ذلك العدوان الصهيوني على غرب آسيا.
ودعا عراقجي، لدى لقائه مع نظيرته السلوفينية تانيا فاجون، دول العالم جميعاً ولاسيما الأنظمة المتحالفة مع الكيان الصهيوني، لكي تقوم بواجبها في وقف جرائم الكيان وعدوانه، والحدّ من توسع نطاق التهديدات على حساب السلام والامن الدوليين.
واستعرض الوزيران الإيراني والسلوفيني، خلال اللقاء، مختلف القضايا التي تهم البلدين، وأيضاً التطورات الإقليمية والدولية؛ بما في ذلك العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول الأوروبية.
ونوه عراقجي بالسياسات المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية المتمثلة في مواصلة التعامل مع الدول الأخرى؛ مؤكداً على ضرورة إلتزام جميع الأطراف بالمبادئ والأسس والمعايير الدولية المحددة وتظافر الجهود لمواجهة التحديات في العالم.
ومضى إلى القول: إن الحظر والضغوط ليست فقط تتعارض مع القانون الدولي والميثاق الأممي، وإنما ثبت عدم جدوائيتها أيضاً.