عضو المجلس المركزي في حزب الله للوفاق:

الصمود الأسطوري للمقاومة أعاد الوحش الصهيوني إلى حظيرته

خاص الوفاق :  أدرك العدو الصهيوني ومعه الأمريكي أنّ مشروعهم في المنطقة لن يتم من دون القضاء على حزب الله ولهذا كان دوره سيأتي بعد الإنتهاء من القضية الفلسطينية، وأعدّوا لأجل مواجهته مشروعاً أمنياً للقضاء عليه لأنهم لايقدرون عليه عسكرياً.

2024-12-03
عبير شمص 

 

اصطدمت الإدارة الأمريكية بثبات حزب الله الميداني فشباب المقاومة كانوا كالجبال الشامخة لاتهزها العواصف. وفوجئوا بقدرته على إعادة تشكيل نفسه بعد الضربات الأمنية الموجعة التي وجهت له وفي مقدمتها قتل سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله، وسرعة انتخاب أميناً عاماً سماحة الشيخ نعيم قاسم، وكذلك ثبات بيئة المقاومة وعناية المخلصين بهم أثناء التهجير من مختلف الطوائف والمذاهب. هذه العوامل هي التي أدهشت العالم وخاب ظنهم مجدداً كما خاب في عدوان تموز ٢٠٠٦ م، هذا الثبات جعل الأمريكيين يرون ضرورة إيقاف الحرب والذهاب إلى التفاوض وأنّ خيار استمرار الحرب سوف يزيد من مأزق قادة الكيان وهذا ما سينعكس سلباً على المشروع الأمريكي في المنطقة. وفي هذا السياق وعن الحرب التي انتكس فيها العدو الصهيوني، والتي كانت بين محور المقاومة والمشروع الأمريكي في المنطقة وكان حزب الله درة التاج فيها، حاورت صحيفة الوفاق عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن البغدادي، وفيما يلي نص الحوار:

 

نموذج قتالي لا نظير له

 

يؤكد الشيخ البغدادي أنّ صد هذا العدوان كان على عاتق المقاومة الإسلامية في الميدان لوحدها، حيث سطرت أرقى نموذج قتالي لا نظير له بالتاريخ المعاصر من حيث الإقدام والثبات والشجاعة والمهارة ما أدهش العدو والصديق، يبقى أنّ هناك مساند وداعم لهذه الجبهة في مختلف الميادين من سوريا والعراق وفلسطين واليمن والجمهورية الإسلامية بقيادة ذلك الحكيم والشجاع صاحب البصيرة النافذة سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي وكلّ هذه الجهود أوصلت إلى هزيمة نكراء للعدو الصهيوني وللمشروع الأمريكي في المنطقة.

 

وفيما يتعلق بموضوع الحرب على لبنان وهل كانت بسبب جبهة الإسناد لقطاع غزة ؟ أجاب الشيخ البغدادي: من يُراقب سير الأحداث من بعد عملية “طوفان الأقصى” وكيف جاء الأمريكيون بأساطيلهم وحضر بايدن إلى فلسطين يعرف بوضوح أنّ إعطاء الضوء الأخضر بتدمير القطاع على رؤوس سكانه من نساء وأطفال ورجال ومازاد على المائة وخمسين ألف بين شهيد وجريح أنّ هناك مايُخطط له في المنطقة، وأنّ هذه الحرب التي وضعت فيها أمريكا كلّ ثقلها يظهر بوضوح أنّ هناك مشروعاً كبيراً كان يُحضر للمنطقة برمتها، وهذا ماظهر بوضوح  على لسان نتنياهو وقادة العدو والأمريكي نفسه الذي كان يقود المعركة ويمنع إيقافها.

 

تخطيط مسبق للعدوان على حزب الله

 

أما أسباب انتقال الحرب إلى لبنان فيعتبر الشيخ البغدادي بأن الصهيوني ومعه الأمريكي وحلفائهم كانوا يُدركون أنّ تحقيق المشروع الصهيو أمريكي في المنطقة لن يتم من دون القضاء على حزب الله ولهذا كان دوره سيأتي بعد الإنتهاء من القضية الفلسطينية، وأعدّوا لأجل مواجهته خلال ١٨ عاماً مشروعاً أمنياً للقضاء عليه لأنهم لايقدرون عليه عسكرياً.

 

يعتقد الشيخ البغدادي بأن حزب الله هو حزب عقائدي يمتلك إيماناً عميقاً بالله سبحانه وتعالى ويرى أنّ القائد الحقيقي له هم إمام العصر(عج) والولي الفقيه يُمثل نائب الإمام في زمن الغيبة والأمين العام لحزب الله هو مندوب الولي الفقيه في حزب الله، ولهذا عندما يستشهد الأمين العام نحزن كثيراً عليه، ولكن المسيرة تستمر وربما بزخم أكبر إنتقاماً من الأعداء، وهذا ماحدث بالضبط مع سسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله وهذا ما أدهش العدو قبل الصديق عندما واجه هؤلاء الشباب ٧٠ ألف جندي وضابط وقوات النخبة مع أضخم آلة عسكرية أمريكية ولم يتمكنوا من التثبيت في الحافة الأمامية لقرانا في جبل عامل وهذا هو الذي أوقف الحرب بعدما خسر العدو في الميدان.

 

إخفاء الخسائر الصهيونية

 

يشير الشيخ البغدادي بوجود فرق كبير بين مجتمعنا الحاضر للتضحية ويعشق الشهادة ولديه قضية ويُؤمن بالجنة والنار وله قدوة إمامه سيد الشهداء الحسين(ع)، على عكس مجتمعهم وقياداتهم فهم يرون الجنة في كيانهم والموت نهاية الحياة لذلك يكرهون الموت ويخافون منهم والقرآن الكريم تحداهم بقوله تعالى: “قل فتمنوا إن كنتم صادقين”، لهذا من الطبيعي نحن نفتخر بشهدائنا ونشيعهم على رؤوس الأشهاد ونصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين، أماّ هم على عكس ذلك تماماً وهذا هو تاريخهم وسلوكهم، وحتى عندما وجهت إيران الضربة القوية في “الوعد الصادق “٢ لم تتجرأ  قيادة العدو على إظهار الخسائر المؤلمة وهذا تحدي بيننا وبينهم، نعم يمكن معرفة بعض هذه الخسائر عبر المناكفات السياسية داخل أقطاب قادة الكيان فيسربون إخفاقات الحكومة كيداً منهم، ولو قدر أن ظهر للناس إخفاقات العدو وبعض خسائره على أيدي شباب حزب الله الأبطال لتوقفت الحرب في أيامها الأولى ولظهر الإنقسام الداخلي وأدى إلى التقاتل وربما هذا يحدث لا أستبعد ذلك.

 

الانتقام من المدنيين

 

يرى الشيخ البغدادي أن العدو الصهيوني يحاول عند تكبده لخسائر كبيرة في الميدان إلى الانتقام من المدنيين، وهذه طريقة الجبناء فتاريخ صراعنا مع العدو يشهد على ذلك، عندما كانوا يخسرون بالميدان يلجأون إلى قصف القرى والمدن وهذه السياسة كانت منذ اليوم الأول، ونحن تمكنا من إقامة توازن ردع معهم فكانوا كلما قصفوا القرى نقصف المستعمرات، وفي الحروب الكبيرة نحن لم نتصرف بهذه الطريقة، وفي هذه الحرب الأخيرة دمروا ألاف المباني وقتلوا وجرحوا ألاف المدنيين ونحن اعتمدنا سياسة الرد بالميدان وعلى القواعد والمطارات العسكرية وكل مايتعلق بالمؤسسة العسكرية حتى كادت أن تنهار هذه المؤسسة، وكانت هذه بطولة وشهامة من حزب الله وخسة منهم وهذا ماظهر جلياً خلال هذا العدوان بما أدهش العالم ، ويمكن لهذه الحرب أن تكون مدرسة في القتال وفي أدبيات الحرب تُدرس في المعاهد والكليات الحربية، وعلى كلّ هذا جبن ونتيجته الهزيمة.

 

لا مستقبل للعدو بدون الدعم الأمريكي

 

يرى الشيخ البغدادي بأنه واضح جداً  أن هذا الكيان لاأساس له ولا قضية له ولا مجتمع سوي لهم ، فقد خسر معنا كلّ حروبه وأمريكا والغرب وأنظمة إقلیمیة معه وتدعمه ومع ذلك كان يخسر المعركة، فكيف لو قدر أنّ أمريكا تخلت عنه سوف ينتهي خلال أسبوع واحد وهذا ليس مبالغاً فيه الجميع يعرف ذلك والقريب والبعيد، لهذا لامستقبل لهذا العدو ولايمكن أن يكتب له البقاء وهو محكوم بالزوال إن شاء الله، ومن النعم الإلهية وجود حزب الله والجمهورية الإسلامية .

 

فمن جهة هو خائف من عودة الأهالي ويتخيل كلّ امرأة وطفل أنه من قوة الرضوان التي أذلّته على حدود قرى جبل عامل، ولم يتمكن من الدخول إلاّ على الأطراف والوقائع تشهد بذلك ، ومن جهة ثانية يعيش قادة الكيان في مأزق أمام جمهورهم فهو خسر الحرب ولم يتمكن من إرجاع المهجرين بل زاد عددهم كثيراً، لذلك يقوم بهذه الأعمال البهلوانية ليقول لشعبه لازلت حاضراً واستطيع أن أفرض معادلات.

 

والحقيقة غير ذلك تماماً، وحزب الله يُراقب بدقة وينتظر الجيش والدولة لكي يُتابعوا الموضوع مع الجهات الضامنة كي لا يُقال أنَ حزب الله هو الذي خرّب الإتفاق وتقوم قيامة العالم وتحمل المسؤولية له، هنا حزب الله سيصبر قليلاً ويده على الزناد وينتظر ماتؤول إليه الأمور، وحينئذٍ لكلّ حادث حديث.

 

 

المصدر: الوفاق /خاص