ومنذ 5 أعوام حين تولى محمد بن سلمان منصب ولي العهد والحكم الفعلي في السعودية، تعاني المملكة من تدهور كبير في الحقوق والحريات، بسبب عمليات الاعتقال التعسفي والتنكيل المتعمد.
بدورها أبرزت منظمة سند لحقوق الإنسان أن القمع يلاحق نشطاء الرأي في السعودية في ظل استهداف ممنهج للناشطين والمعبرين عن الرأي والمؤثرين في المجتمع ما جعل حياتهم في مهب الريح بلا شعور بالأمان.
وطالبت منظمة سند الجهات الحكومية المعنية بوقف الاعتقال التعسفي والافراج عن معتقلي الرأي، احتراما للحقوق والحريات، وترسيخا لمبدأ العدالة.
*سلب حريات الشعب
ونبهت إلى إصرار النظام السعودي على ممارسة أبشع أساليب القمع لأجل سلب حريات الشعب وحقوقه التي شرعتها القوانين المحلية منها والدولية.
وتأتي المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الانسان لتتصدر البنود القانونية العالمية التي انتهكها النظام السعودي، والتي تنص على أنه “لكلِّ شخص حقُّ التمتُّع بحرية الرأي والتعبير.
ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ودونما اعتبار للحدود”.
*حملات اعتقال
وتعاني المملكة منذ تولي بن سلمان منصب ولي العهد قبل أكثر من 5 أعوام؛ من حملات اعتقال ضد الأكاديميين والدعاة والناشطين والصحفيين، بسبب تعبيرهم عن رأيهم السلمي، ولايزال كثير منهم يعاني الاعتقال التعسفي.
وحذرت أوساط حقوقية مرارا النظام السعودي من مزيد من الانتهاكات التي تغذي العزلة الدولية للمملكة، وتجعل النظام مدان في جملة من الانتهاكات ضد حقوق الانسان والقوانين.
وفي سياق قريب كشفت مصادر حقوقية عن تعرض الناشط إبراهيم آل دهمان (أبو لجين) للاعتقال التعسفي من السلطات السعودية من دون معرفة أسباب الاعتقال أو تاريخه.
كما أصدر القضاء السعودي حكم السجن التعسفي بحق رجل الأعمال عابد بن ناصر المسحل، والذي يقضي بسجنه لمدة 17 عاما، بتهم كيدية.
*تصفية المعارضين
من جانب آخر، كشف الناشط السعودي عبدالحكيم الدخيل عن خفايا تصفية مسؤول أمني بارز في السعودية بسبب معارضته لولي العهد محمد بن سلمان.
ونشر الدخيل مقطع فيديو على حسابه في تويتر يبرز فيه أنه: في السعودية مملكة القمع يتكرر تصفية ضباط وشخصيات عسكرية في خضم حسابات الصراع بين الأمراء والمسؤولين.
وأوضح الدخيل: أن من هؤلاء الفريق سعود بن عبدالعزيز بن هلال الذي اختفى بشكل غامض عن المشهد منذ سنوات بعد تولي محمد بن سلمان الحكم.
وأشار إلى أن بن هلال الذي تقلد عدة مناصب أمنية رفيعة، كان يعرف عنه علاقاته مع ولي العهد السابق محمد بن نايف مما جعله هدفا لمحمد بن سلمان بعد تولي الأخير الحكم.
وتمثل سياسة تصفية المعارضين وملاحقتهم في كافة أمكان تواجدهم نهجا ثابتا لدى النظام السعودي لتكريس استبداده وحكمه القمعي في المملكة.
*شكوك حول وفات ناشط سعودي في بيروت
في العاشر من يوليو/تموز 2022 توفى في العاصمة اللبنانية بيروت الناشط السعودي والعضو المؤسس بحزب التجمع الوطني مانع اليامي، وما تزال الشكوك تحوم حول الدوافع الكامنة وراء مقتله.
وقالت قوى الأمن الداخلي في لبنان في بيان نشرته: إن مانع آل مهذل اليامي مات طعنا بواسطة سكين على يد شقيقيه لأسباب عائلية.
وهذا البيان الذي وجد تفاعلًا سريعًا من قبل السفارة السعودية في بيروت التي تبنت التحقيق بسرعة، لتحاول طيّ صفحة الحادثة، ولكن يعيد للأذهان أيضًا حادثة قتل الصحفي جمال خاشقجي قبل أربع سنوات.
فيما صرح حزب التجمع الوطني إن اليامي “تم اغتياله في ظروف شائكة يوم السبت في لبنان”.
*حزب التجمع الوطني
وأعلنت مضاوي الرشيد، المتحدثة الرسمية باسم الحزب أن الجريمة في “الشكل والأسلوب تشير بإصبع الاتهام إلى النظام السعودي، الذي يحاول دائما بث التفرقة بين الأخ وأخوه والأم وولدها وبين الأب وابنه، خاصة إذا كان أحد هؤلاء معارض سياسي”.
ولم تخل قضية اليامي من تشويه وتشهير، حيث اعتبر عدد من الموالين للحكومة أنه موالٍ لجهات أجنبية في إشارة إلى حزب الله وإيران.
وتابعت “نحن كحزب التجمع الوطني، اتهمنا بداية أن إيران تدعمنا، ثم اتهمنا بالدعم التركي على خلفية اغتيال الخاشقجي، ثم ليبيا ثم قطر إلخ… بالتالي لا يمكن للنظام السعودي أن يتصور أن هناك معارضة محلية تكون مستقلة”.
وتعيد هذه الحادثة للأذهان سجل السعودية القمعي وانتهاكه باستمرار لحقوق الإنسان وقمع أي صوت معارض، وتتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي بايدن، الذي سبق وأكّد أن السعودية لن تواصل سياستها الدموية دون دفع الثمن.