البابا فرنسيس يكشف عن تعرضه لمحاولتي اغتيال في الموصل

بمناسبة عيد ميلاده الثامن والثمانين، أصدر البابا فرنسيس عدة مقتطفات من سيرته الذاتية "الأمل"، حيث يروي طفولته في بوينس آيرس والصعوبات اللوجستية التي واجهها أثناء زيارته للعراق في عام 2021، فضلاً عن محاولتين لاغتياله في مدينة الموصل خلال زيارته الى العراق.

2024-12-18

“التركيز الإنساني” الذي شهده في أحياء بوينس آيرس الفقيرة، و”السهم في القلب” الذي شهده العراق في عام 2021، هما موضوعان رئيسيان في سيرة البابا فرنسيس الذاتية “الأمل”. يقول البابا فرانسيس، وهو يتذكر “العالم المعقد والمتعدد الأعراق والأديان والثقافات” في حي فلوريس في بوينس آيرس، حيث قضى طفولته: “عندما يخبرني أحدهم أنني بابا فيليرو، أصلي لأكون مستحقاً لذلك”.

 

يضيف: “كانت الاختلافات طبيعية، وكنا نحترم بعضنا البعض”، مشيراً إلى علاقاته بأصدقائه الكاثوليك واليهود والمسلمين. في تأمله حول رحلته الرسولية التاريخية إلى العراق، في الفترة من 5 إلى 8 اذار 2021، يصف البابا فرنسيس “السهم إلى القلب” الذي تمثله الموصل.

 

يقول البابا إن “واحدة من أقدم مدن العالم، والتي تفيض بالتاريخ والتقاليد، والتي شهدت حضارات مختلفة تأتي وتذهب وكانت رمزاً للتعايش السلمي بين الثقافات المتنوعة في بلد واحد – العرب والكورد والأرمن والأتراك والمسيحيين والسريان – بدت في عيني وكأنها حقل من الأنقاض بعد ثلاث سنوات من احتلال الدولة الإسلامية، التي اختارتها معقلاً لها”. ويوضح أنه عندما نظر إليها من طائرة هليكوبتر، بدت المنطقة وكأنها “أشعة إكس للكراهية، وهي واحدة من أكثر المشاعر فعالية في عصرنا”.

 

يتذكر البابا السياق الصعب للزيارة، والذي تفاقم بسبب جائحة كوفيد 19 والمخاوف الأمنية. يكتب، في إشارة إلى أرض إبراهيم: “لقد نصحني الجميع تقريباً بعدم الذهاب، لكنني شعرت أنه يتعين علي ذلك”. ويشير البابا إلى تحذير من الاستخبارات البريطانية بشأن محاولتي اغتيال تم التخطيط لهما أثناء زيارته للموصل: واحدة من قبل امرأة مرتدية حزاماً ناسفاً، والأخرى باستخدام شاحنة.

 

تم اعتراض المهاجمين وقتلهما من قبل الشرطة العراقية. ويؤكد البابا فرانسيس: “لقد أثر هذا عليّ بشدة. لقد كان أيضاً بمثابة صدمة كبيرة”. ولكن في كل هذه الكراهية، وجد البابا بصيصاً من الأمل في لقائه في السادس من آذار مع آية الله السيد علي السيستاني في النجف، وهو اللقاء الذي “أعده الكرسي الرسولي لعقود من الزمن”. لقد كان اللقاء، الذي عقد بروح الأخوة في منزل السيد السيستاني، “لفتة بليغة في الشرق، حتى أكثر من التصريحات أو الوثائق، لأنه يدل على الصداقة والانتماء إلى نفس العائلة”، موضحاً: “لقد كان ذلك مفيداً لروحي وجعلني أشعر بالشرف”. ويتذكر البابا النداء المشترك الذي وجهه آية الله إلى القوى العظمى “للتخلي عن لغة الحرب، وإعطاء الأولوية للعقل والحكمة”. ويعرب البابا عن تقديره لعبارة من اجتماعهما: “البشر إما إخوة في الدين أو متساوون في الخلق”.

 

المصدر: العالم